12-نوفمبر-2024
أوضاع كارثية تعانيها الأسيرات في سجن الدامون (منصة إكس)

أوضاع كارثية تعانيها الأسيرات في سجن الدامون (منصة إكس)

تحدث أقارب أسيرات فلسطينيات ومنظمات حقوقية تُعنى بشؤون الأسرى عن تكثيف السلطات الإسرائيلية لانتهاكاتها بحق الأسيرات الفلسطينيات في الأشهر الأخيرة.

ووفقًا لهيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، تتعرض الأسيرات لتفتيش جسدي دوري وتفتيشات عشوائية للغرف، ومصادرة الملابس والأغراض الأساسية التي يحتجنها. ونشرت الهيئة بيانًا الأسبوع الماضي جاء فيه أن ما لا يقل عن 94 أسيرة في سجن دامون يعانين من ظروف تتفاقم بشكل "يتجاوز كل الحدود الممكنة للتخيل".

الأسيرات من غزة تعرضن لإجراءات انتقامية قاسية منذ بدء العدوان، وتشمل تلك الانتهاكات المتخذة من قبل السلطات الإسرائيلية منع الأسيرات من ارتداء الحجاب والأحذية وغيرها من الملابس

واستندت الهيئة إلى شهادات جمعتها من محامين زاروا السجن، حيث استمعوا لشهادات الأسيرات عن روايات صادمة ومرعبة لما يحدث لهن.

وأشارت الهيئة إلى أن الأسيرات من غزة تعرضن لإجراءات انتقامية قاسية منذ بدء العدوان، وتشمل تلك الانتهاكات المتخذة من قبل السلطات الإسرائيلية منع الأسيرات من ارتداء الحجاب والأحذية وغيرها من الملابس، واستبدالها بلباس خاص تزودهن به إدارة السجن.

تحدثت هديل، شقيقة الصحفية المعتقلة رولا حسنين، لموقع "ميدل إيست آي" عن معاناة شقيقتها من مضاعفات مرضية بسبب حرمانها من العلاج الطبي داخل السجن. وأوضحت هديل أن "رولا تعاني من صداع شديد وارتفاع مستمر في ضغط الدم"، وأضافت: "مؤخرًا أجرت فحوصات في عيادة السجن، لكن لم يتم تقديم أي علاج لها، على الرغم من أن النتائج أظهرت وجود دم في البول، مما قد يعرضها لفشل كلوي إن لم تُعالج".

وأشارت هديل إلى أن رولا اعتُقلت من منزلها في بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة في 19 آذار/مارس الماضي، وأن طفلها حديث الولادة يعاني أيضًا من مشاكل صحية بسبب عدم تمكنه من الرضاعة الطبيعية، فقد وُلد الطفل مبكرًا في الشهر السابع ويحتاج إلى رعاية خاصة. وقالت: "الجهاز التنفسي للطفل تضرر بشكل خاص، وتفاقمت حالته بسبب الطقس البارد وضعف المناعة". وأضافت أن محكمة عوفر العسكرية أصدرت قرارين بالإفراج عن رولا، لكن النيابة العسكرية الإسرائيلية رفضت القرارين.

بدورها، تحدثت المحامية تالا ناصر من مؤسسة "الضمير" لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، عن الإهمال الطبي والاكتظاظ في السجن، وقالت: "إن الأسيرات يُمنحن وقتًا محدودًا جدًا في الهواء الطلق، غالبًا للاستحمام فقط، لأن الحمامات موجودة خارج الزنازين".

وأضافت أن إدارة سجن دامون تتعمد حجب مستلزمات النظافة عن الأسيرات، مما أدى إلى ارتفاع حالات الإصابة بالعدوى الجلدية بسبب الاكتظاظ، حيث تضطر معظم الأسيرات إلى النوم على الأرض.

كما يُعد التفتيش العاري أحد أبرز الانتهاكات التي تواجهها الأسيرات، فتحت ذريعة الإجراءات الأمنية، تُجبر الأسيرات على خلع جميع ملابسهن، بالإضافة إلى التعرض للإساءة اللفظية وسوء المعاملة.

يقول عبد اللطيف أبو صفقا، زوج الأسيرة زهرة خدرج من قلقيلية، إن عائلتها تشعر بقلق بالغ إزاء وضعها، خاصة مع الانتهاكات المستمرة ضد الأسيرات. وأضاف أن زهرة، التي اعتُقلت في منزلها في 28 كانون الثاني/يناير الماضي، لا تزال في الحجز بانتظار جلسة محاكمة. وعبّر أبو صفقا عن قلقه بعد توارد الأخبار عن التفتيش العاري والمهين للأسيرات، قائلًا إنه لم يتم اتخاذ أي إجراء لوقف هذه الإساءة المرعبة.

وتدير الأسيرة زهرة خدرج، وهي أم لسبعة أبناء، مركزًا لدراسات حول الأسرى في قلقيلية يساعد عائلات الأسرى، وتحمل درجة الدكتوراه في التنمية البشرية، ودبلومًا عاليًا في التمريض، وشهادة الماجستير في العلوم البيئية، وقد ألفت 14 كتابًا في مجالات مختلفة. وقال زوجها: "من المحزن أن امرأة بهذه الخبرة ما زالت خلف القضبان دون توجيه تهم إليها. هذه أفعال دولة بلا أخلاق".

كما يُعد حرمان الأسرى من الطعام الكافي من الممارسات الشائعة لدى إدارة السجون الإسرائيلية. ووفقًا لشهادات عديدة، فإن الحصص الغذائية اليومية المقدمة من إدارة السجون الإسرائيلية لا تشكل سوى نصف الوجبة العادية.

يُعد التفتيش العاري أحد أبرز الانتهاكات التي تواجهها الأسيرات، فتحت ذريعة الإجراءات الأمنية، تُجبر الأسيرات على خلع جميع ملابسهن، بالإضافة إلى التعرض للإساءة اللفظية وسوء المعاملة

وصفت الأسيرة براءة فقهاء، خلال الزيارة الأخيرة لمحاميها، حجم الحرمان الكبير الذي تتعرض له الأسيرات، وقالت: "ننام جوعى"، وهو التصريح الأكثر إيلامًا في رسالتها، وفقًا لوالدها حاتم فقهاء، الذي تحدث لموقع "ميدل إيست آي قائلًا": "لا أستطيع تحمل فكرة أن ابنتي تذهب للنوم جائعة، بينما لدينا كل أنواع الطعام".

اعتُقلت براءة، الطالبة في كلية الطب بجامعة القدس، عند حاجز عسكري قرب نابلس في 14 آب/أغسطس الماضي، أثناء عودتها إلى منزلها في طولكرم من الجامعة، وتم وضعها في الاعتقال الإداري دون تهمة أو محاكمة لمدة ستة أشهر، وهو ما يمكن تمديده بشكل تعسفي وغير محدود.

وبحسب محاميها، من الأمور التي تضايق الأسيرات كثيرًا هي المداهمات العنيفة وعمليات التفتيش المتكررة، التي تحدث تقريبًا كل أسبوع، حيث يُعاقب بعض الأسيرات لأسباب تافهة، ومنها الحبس الانفرادي دون مبرر.