أفادت منظمة غير حكومية بأنه قد قُتل شخص واحد على الأقل في احتجاجات اندلعت، أمس الإثنين، في فنزويلا، وتخللتها مواجهات مع الشرطة، ردًا على نتائج الانتخابات الرئاسية التي أفضت إلى فوز الرئيس، نيكولاس مادورو، بولاية ثالثة، في الوقت الذي رفضت المعارضة النتيجة، وشككت بها دول عدة، وفقًا لما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية.
وقال مدير منظمة "فورو بينال" غير الحكومية للدفاع عن السجناء السياسيين، ألفريدو روميرو، في منشور على منصة "إكس"، إنه: "قتل شخص على الأقل في (ولاية) ياراكوي (شمال غرب) وتمّ توقيف 46 آخرين".
ونزل الآلاف، أمس الاثنين، إلى الشوارع في أحياء فقيرة في العاصمة كاراكاس، وأحرقوا ملصقات لمادورو، وأطلقوا هتافات تدعوه إلى "تسليم الحكم الآن".
وألقى المتظاهرون الحجارة نحو عناصر الأمن، بينما عملت الشرطة على تفريقهم عند اقترابهم من وسط العاصمة، من خلال إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع.
وأعلن المجلس الوطني الانتخابي الموالي للحكومة، أمس الاثنين، فوز مادورو بولاية رئاسية ثالثة من ستة أعوام، لكن المعارضة رفضت الإقرار بالنتيجة، معلنة بأن مرشحها، إدواردو جونزاليس أوروتيا، هو من فاز بالانتخابات التي نظمت، أول أمس الأحد.
المعارضة تدعو لتجمعات شعبية
وفيما ندّد مادورو بمن "يحاولون تنفيذ انقلاب فاشي معاد للثورة في فنزويلا"، فإن زعيمة المعارضة، ماريا كورينا ماتشادو، التي حال قرار قضائي دون خوضها الانتخابات في مواجهة مادورو، أكدت أن المعارضة لديها الوسائل "لإثبات" فوز جونزاليس أوروتيا، ودعت إلى تجمعات شعبية الثلاثاء في مختلف أنحاء البلاد.
وقالت: "لدينا الوسائل لإثبات الحقيقة"، مؤكدة حصول جونزاليس أوروتيا على 6.27 ملايين صوت، في مقابل 2.7 مليون لمادورو الذي أعلِن فوزه، مشيرة إلى أن هذه "الإثباتات" باتت في حوزة "قادة" أجانب، على أن يتم نشرها على الإنترنت في مرحلة لاحقة.
أحرق الآلاف ملصقات لمادورو وسط هتافات تدعوه إلأى "تسليم الحكم الآن"، وألقى المتظاهرون الحجارة نحو عناصر الأمن، بينما عملت الشرطة على تفريقهم عند اقترابهم من وسط العاصمة
وكان رئيس المجلس الوطني الانتخابي، إلفيس أموروسو، قد شجب "اعتداءً على نظام نقل المعلومات أدى إلى تأثر" عمليات فرز الأصوات.
ولا تتوافر الجداول التفصيلية للاقتراع بحسب المراكز، وهو ما تطالب به المعارضة ودول أجنبية عدة، وقالت النيابة العامة، أمس الاثنين، إنها فتحت تحقيقًا، ملمحة الى تورط ماتشادو في عملية "القرصنة" هذه.
وحصل مادورو على 51.2 بالمئة من أصوات المقترعين في الانتخابات الرئاسية، في مقابل حصول منافسه جونزاليس أوروتيتا (74 عامًا) على 44.2 بالمئة من أصوات المقترعين.
وأكدت المعارضة مواصلة العمل لانهاء حكم "التشافيزية" المستمر منذ 25 عامًا، وقال جونزاليس أوروتيا إن المعارضة ستواجه "من أجل حريتنا"، مذكرًا مؤسسات الدولة "بواجبها الدستوري باحترام الإرادة الشعبية".
فنزويلا تسحب سفرائها من سبع دول
وبينما تلقى مادورو تهنئة دول حليفة له مثل الصين وروسيا وكوبا ونيكاراغوا وهندوراس وبوليفيا، شكّكت أطراف أخرى أبرزها الولايات المتحدة التي تفرض عقوبات على كاراكاس، بالنتيجة.
ودعت تسع دول أميركية لاتينية، أمس الاثنين إلى "مراجعة كاملة" للنتائج، حيثُ طالبت دول الأرجنتين وكوستاريكا والإكوادور وغواتيمالا وبنما وباراغواي والبيرو وجمهورية الدومينيكان وأورغواي، في بيان مشترك "مراجعة كاملة للنتائج بحضور مراقبين مستقلين".
كما حضّت البرازيل وكولومبيا على إجراء مراجعة للنتائج في حين اعتبرت تشيلي أن النتائج "يصعب تصديقها".
في المقابل، أعلنت فنزويلا سحب موظفيها الدبلوماسيين من سبع دول في أميركا اللاتينية احتجاجًا على "تدخلها" عبر التشكيك في إعادة انتخاب مادورو رئيسًا، وفقا لبيان صادر عن وزارة الخارجية الفنزويلية.
كما ستعلّق كاراكاس اعتبارًا من، يوم غد الأربعاء، الرحلات الجوية من بنما وجمهورية الدومينيكان وإليهما، بسبب "إجراءات التدخل" من جانب حكومتَي هذين البلدين في الشأن ذاته، وفق ما أعلنت وزارة النقل الفنزويلية.