احتدم القتال في عدة مناطق بالسودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، في غياب أي أفق للحل السلمي، مع دخول الحرب أسبوعها الثاني عشر.
يتواصل القتال للأسبوع الثاني عشر في غياب أي أفق للحل السلمي
وتبادل أطراف القتال القصف المدفعي، على أحياء بري وغاردن سيتي شرقي الخرطوم، بينما دعا الجيش السوداني، اليوم الإثنين، المتطوعين الذين يرغبون في القتال إلى جانبه بالتوجه إلى أقرب قيادة أو وحدة عسكرية لتجهيزهم.
وقال بيان للقيادة العامة للقوات المسلحة السودانية: "إنفاذًا لنداء السيد رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة للشباب وكل من يستطيع مشاركة القوات المسلحة شرف الدفاع عن كيان وكرامة الأمة السودانية، تم توجيه قيادات الفرق والمناطق العسكرية باستقبال وتجهيز المقاتلين وعليهم التوجه لأقرب قيادة أو وحدة عسكرية".
يذكر أن قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قد دعا الشبان إلى التجنيد في صفوف القوات المسلحة لقتال قوات الدعم السريع، ونشر الجيش، أمس الأحد صورًا قال إنها لمجندين جدد.
وكانت الاشتباكات قد تركزت أمس الأحد، بشكل لافت في أم درمان، بعد أيام من إعلان الجيش السوداني بدفعه لقواته الخاصة لتطويق "التمرد" بحسب وصفه، فيما شنّ عناصر الدعم السريع هجومًا على مقر لقوات الاحتياطي المركزي بوسط أم درمان.
وحلقت طائرات حربية منذ صباح أمس في سماء مدن العاصمة السودانية الثلاث (الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان)، وقصفت رتل إمداد لقوات الدعم السريع في منطقة الرياض شرقي الخرطوم.
من جانبها، أعلنت قوات الدعم السريع عن إسقاطها، طائرة مُسيّرة للجيش السوداني في منطقة بحري، دون تأكيد للخبر من قبل قيادة القوات المسلحة السودانية، التي أعلنت إسقاط طائرة مُسيّرة للدعم السريع.
وفي مدينة الجنينة، أعلنت قوات الدعم السريع عن عودة الحياة لطبيعتها، وأشارت إلى قيامها بحملة تنظيف واسعة بالمدينة.
على الصعيد الإنساني، قالت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة، وهي هيئة تابعة للحكومة السودانية، إنها سجلت 88 حالة اعتداء جنسي، وأشارت الهيئة إلى أن الرقم ليس سوى جزءًا بسيطًا من العدد الإجمالي الحقيقي المحتمل، في الخرطوم والجنينة ونيالا عاصمة جنوب دارفور، وأكدت الهيئة أن الضحايا في معظم الحالات اتهموا قوات الدعم السريع.
من جهتها، حذّرت منظمة أطباء بلا حدود من أن ولاية النيل الأبيض، التي تبعد على مسافة نحو 350 كلم جنوب الخرطوم، باتت تستقبل أعدادًا متزايدة من النازحين، وأشارت المنظمة إلى أنها تستضيف مئات آلاف الأشخاص في 9 مخيمات، معظمهم من النساء والأطفال، محذرةً من أن "الوضع حرج، في ظل الاشتباه بحالات الحصبة وسوء التغذية لدى الأطفال".
بدورها، قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنها تتوقع أن يحول الصراع أكثر من مليون شخص إلى لاجئين في غضون الأشهر الستة المقبلة.
سياسيًا، لم تسفر الوساطات الدبلوماسية الإقليمية والدولية عن تقدم باتجاه تسوية سياسية للصراع القائم في السودان، وكانت آخر المبادرات، ما أطلقته الهيئة الحكومية للتنمية (IGAD) مؤخرًا حول عقد لقاء بين رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، كما عرضت المنظمة شبه الإقليمية مقترحات أخرى للتسوية.
بيد أن نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار، أبدى قبل أيام تحفظات على مبادرة IGAD، مشيرًا إلى أن هذه المبادرة تسعى لإدخال قوات دولية إلى السودان، وجعل منطقة الخرطوم منزوعة السلاح، ووصفها بأنها "مبادرة احتلال".
بالمقابل، عبر البرهان ونائبه عقار الأسبوع الماضي عن انفتاحهما على أي محاولات للوساطة من جانب تركيا أو روسيا، رغم عدم وجود مبادرات رسمية في هذا الإطار.
قالت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة، وهي هيئة تابعة للحكومة السودانية، إنها سجلت 88 حالة اعتداء جنسي، وأشارت الهيئة إلى أن الرقم ليس سوى جزءًا بسيطًا من العدد الإجمالي الحقيقي المحتمل، في الخرطوم والجنينة ونيالا عاصمة جنوب دارفور، وأكدت الهيئة أن الضحايا في معظم الحالات اتهموا قوات الدعم السريع
وكان مجلس السيادة السوداني قد قال، إن رئيسه تلقى اتصالًا من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أكد خلاله قبول الحكومة السودانية بأي مبادرة تطلقها تركيا لإيقاف الحرب، وإحلال السلام في السودان، وأشاد البرهان بالوقفة "المشرفة للحكومة التركية والشعب التركي في تقديم المساعدات الإنسانية".