اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي باغتيال المدير العام لفضائية القدس وائل أبو فنونة، وبمزاعم عضويته في فصيل فلسطيني، مما يرفع عدد الشهداء من الصحفيين في قطاع غزة إلى 119 شهيدًا، وفق المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة.
في سياق متصل، قال نائب الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين توم داوسن، لـ"الترا فلسطين": "يبدو بأن "إسرائيل" لديها تحت تصرُّفها نظام استهداف مدعوم بالذكاء الاصطناعي، يسمى Gospel، (باللغة العبرية هبسورا) والذي يسمح بمثل هذا القتل الدقيق، ويتعقب الأشخاص أثناء عودتهم إلى منازلهم وأماكن عملهم".
وكشف توم داوسن عن مخاوفه وشكوكه من أن الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة يتعرضون لاستهداف مباشر من جيش الاحتلال.
وبيّن داوسن لـ"الترا فلسطين" أن "معدل القتلى بين الصحفيين في غزة يجعل من الصعب التصديق أنهم ليسوا مستهدفين"، مضيفًا أن على "إسرائيل" السماح بتفتيش أنظمتها للذكاء الاصطناعي، ونشر قواعد الاشتباك الخاصة بها، لإظهار مدى "احترام قواتها لحياة المدنيين".
وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة "الغارديان" في افتتاحيتها، أن عدد الصحفيين الذين قتلوا في هذه الحرب أكبر من أي حرب أخرى، على الرغم من الادعاءات الإسرائيلية بأنها لا تستهدف الصحفيين، فقد أثبتت الوقائع أن الأشخاص المستهدفين كانوا معروفين بأنهم صحفيين، في حين أبلغ صحفيون عن تهديدات من قبل ضباط الجيش الإسرائيلي باستهداف عائلاتهم.
ذكرت صحيفة "الغارديان" في افتتاحيتها أن عدد الصحفيين الذين قتلوا في هذه الحرب أكبر من أي حرب أخرى
واعتبرت الغارديان، أن الهجمات على الصحفيين، ليست فقط هجمات على المدنيين، بل هي خطيرة، لأنها تضرب الحقيقة نفسها، والقدرة على تأسيسها ومشاركتها. بالإضافة لذلك، لم تتمكن المؤسسات الإخبارية الدولية من الوصول إلى غزة، إلا لفترة وجيزة للغاية وتحت قيود صارمة، وبمرافقة الجيش الإسرائيلي.
ووصفت الصحيفة البريطانية، ما تبقى من الطواقم الصحفية العاملة في غزة، بأنها "عيون العالم"، على ما يحصل في القطاع.
ولفتت "الغارديان"، النظر إلى أن الصحفيين، الذين أصيبوا، أو استهدفت أسرهم، عادوا سريعًا للعمل، من أجل "إخبار العالم بما يحدث في غزة". وقالت: "إنهم لا يريدون أن يكونوا القصة. ولكن عندما يموت الكثيرون، من الضروري أن نسأل عن السبب، ونوضح أن المذبحة يجب ألا تستمر".
اقرأ/ي: شبهات باغتيال "إسرائيل" صحفيين في غزة بعد تعقُّبهم بأنظمة ذكاء اصطناعي
وبالإضافة إلى خطر الموت، أصدرت لجنة حماية الصحفيين، تقريرًا، قالت فيه، إن إسرائيل أصبحت من بين الدول الستة الأولى في قائمة البلدان التي تعتقل الصحفيين.
وأشار التقرير إلى أن إسرائيل احتلت المرتبة السادسة في القائمة متعادلة مع إيران، وخلف الصين وميانمار وبيلاروس وروسيا وفيتنام.
وجاء في تقرير لجنة حماية الصحفيين: "لقد ظهرت إسرائيل عدة مرات في التعداد السنوي الذي تجريه لجنة حماية الصحفيين، ولكن هذا هو أكبر عدد من حالات اعتقال الصحفيين الفلسطينيين منذ أن بدأت لجنة حماية الصحفيين في توثيق الاعتقالات في عام 1992".
وكان جميع الصحفيين الذين بُلغ عن احتجازهم مع بداية إجراء الإحصاء في 1 كانون الأول/ديسمبر 2023 قد اعتقلوا في الضفة الغربية المحتلة، بعد بدء إسرائيل عدوانها على غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ومعظمهم في الاعتقال الإداري، والذي يتيح للسلطات الإسرائيلية احتجاز الأفراد دون توجيه اتهامات ضدهم.
جيش الاحتلال الإسرائيلي يُقرّ باغتيال الصحفي وائل أبو فنونة. مراسل العربي أحمد دراوشة يكشف التفاصيل@AhDarawsha pic.twitter.com/csusVIZ0h5
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 19, 2024
وتتسم إجراءات الاعتقال الإداري بأنها "سرية"، مما جعل من الصعب على باحثي لجنة حماية الصحفيين معرفة طبيعة الاتهامات التي يواجهها الأسرى من الطواقم الصحفية، غير أن عددًا من أفراد عائلاتهم أخبروا لجنة حماية الصحفيين عن اعتقادهم بأنهم الصحفيين تعرضوا لتهديدات واعتداءات، واعتقلوا بسبب مواد نشروها على مواقع التواصل الاجتماعي،
وتحتجز إسرائيل أكثر من 20 صحفيًا منذ بدء العدوان، ولكن إحصاء عام 2023 لا يشمل الصحفيين الذين أفرج عنهم قبل بداية شهر كانون الأول/ديسمبر أو بعد هذا التاريخ.
وقبل العدوان، وجد تقرير للجنة حماية الصحفيين، أن 20 صحفيًا قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي، خلال 22 عامًا الماضية، دون أن يتم محاسبة أي شخص، بما في ذلك عملية استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة.