14-مارس-2016

سلمان رشدي راقصًا مع بادما (Getty)

نار آيات سلمان رشدي الشيطانية لن تبرد قبل أن تحرقه، والغريب في شخصية الهندي الغامض أنه أول شخص يجمع إيران والسعودية على موقف واحد؛ فالإمام الخوميني أفتى بإهدار دمه، ولا يزال ملوك ومشايخ السعودية يرسلون رسائل استغاثة واحتجاج إلى الدول التي تطبع أو تعيد طباعة رواياته.

يروي رشدي في مذكراته قصص قتل المترجمَيْن الياباني والإيطالي لـ"آيات شيطانية"

لا يريد سلمان رشدي أن ينهي حياته بهدوء كأي روائي وكاتب عاش عمره في تأليف حكايات وأساطير، يصر على أن تحيطه هالة نور، وصراعات، أدمنها منذ روايته الأهم، التي قرر فيها أن يسيء للمسلمين، ورسول المسلمين، فأهدر المرشد الأعلى للثورة الإيرانية دمه، وربط بين اسمه وكل التجاوزات والانحرافات ضد الإسلام والمسلمين، وهو ما منح الفتوى شرعية الاستمرار.

اقرأ/ي أيضًا: الفلسفة والأدب.. سردية حب معلن

حين تنشر صحيفة دنماركية رسومات مسيئة للرسول فإن سلمان رشدي السبب، وحين يصدر فيلم ضد الشريعة الإسلامية عن عيسى بن مريم يكون سلمان رشدي السبب هو أيضًا.

هستيريا إسلامية تطارد الروائي العابر لإهانات الرسل والأنبياء والآيات أدَّى إلى رفع سعر رقبته، أو بتعبير أدق "سعر قصف رقبته"، إلى أربعة ملايين دولار، ورغم الحصار، فإنه يحضر حفلات فنية، وندوات أدبية، وثروته وصلت 15 مليون دولار، ويشرب، ويسكر، ويصطحب بنات أفكاره إلى الأوسكار، وينام مع فتيات أصغر منه (تغويه بنات العشرينات) في أغلى فنادق لندن، خاصة بعد حصوله على لقب "سير"، ويعيش حياته كما يريد أن يعيش، لا كما فرض عليه "آيات الله". 

إهدار دم سلمان رشدي والحراسات المشددة 

بعد إهدار دم سلمان رشدي على لسان الخميني، اضطر إلى تغيير اسمه، ومقر إقامته بنيويورك، ليعيش وسط حراسة مشددة، ويختار لنفسه اسمًا يجمع بين كاتبيه المفضلين جوزف كونراد، وأنطون تشيخوف، وهو جوزف أنطون، اسم الكتاب الذي حمل مذكراته عن فترة هروبه حتى سقطت فتوى إهدار دمه عام 1998، ما اعتبره "انتصارًا في النضال من أجل الأشياء المهمة".

يروي سلمان رشدي في مذكراته قصص قتل المترجمَيْن الياباني والإيطالي لـ"آيات شيطانية"، وانتقاله إلى عيادة الأسنان في سيارة دفن موتى، وينتقل إلى النقطة الأسخن في حياته، وهي انفصاله عن زوجتيه الثانية والثالثة، قائلًا: "خنتهما ببراعة، وهذا كل ما في الأمر".

أدمن سلمان رشدي الخيانة؛ الخيانة ببراعة تحديدًا، ولذلك وقع في أول اشتباك لا ترجع أسبابه للمسلمين، أو سبّ الرسول، إنما لأنه "حيوان جنسي"، كما وصفته طليقته، بادما لاكشمي، التي حصلت على حريتها منه، وكتبت مذكراتها عن فترة الوقوع في أسر سلمان رشدي بعنوان "الحب والخسارة".

في مذكراتها، تصف لاكشمي سلمان رشدي بـ"حيوان جنسي" شَرِه جنسيًا، سادي، يحب استعباد النساء

سلمان رشدي في مذكرات زوجته: "حيوان جنسي"

حين تزوّج سلمان رشدي من بادما لاكشمي كانت أصغر منه بـ23 عاما، وكانت قد عشقته من صوره في الجرائد، والتلفزيون، ورواياته قبل أن تتعرف عليه، وهجرته بعد الزواج بـ4 سنوات حين صدرت روايته "سيدة العيون السوداء" عن شخصية مسحورة بالشبق الجنسي، قالوا فيما بعد إنها بادما لاكشمي، فانفصلت عنه وارتبطت بالملياردير تيدي فورستمان، الذي كان متيمًا بالأميرة ديانا.. وكان رد فعل سلمان رشدي: "عندي سلسلة علاقات جنسية مع نساء أكثر جمالًا وشبابًا".

اقرأ/ي أيضًا: أصوات النساء.. قتلُ العصفور الساخر خطيئة

حملت بادما لاكشمي مدافع أشدّ فتكًا من مدافع آيات الله، ففضحت الروائي الهندي الأكثر إثارة للجدل بمذكراتها، وقالت إن سلمان رشدي غيور وسيموت من الغيرة يومًا ما، فالرجل يحتاج إلى جلسات نفسية لعلاجه كل عام بعد إعلان الفائز بجائزة نوبل للأدب.. لماذا؟.. لأنه يرى إنه الأحق بها بعدما اقترب عمره من النهاية!

في مذكراتها، تصف بادما لاكشمي زوجها السابق سلمان رشدي بـأنه "حيوان جنسي" شَرِه جنسيًا، سادي، يحب استعباد النساء، وبسبب مرض في الرحم لم تتحمل سريره الذي يريد أن يجعله كل يوم حلبة مصارعة.. فطلقها سلمان رشدي بعد أن قال لها: "أنتِ مشروع استثماري فاشل"! وتضيف: "كان قاسيًا حين وصل بي المرض إلى مرحلة متقدّمة، وخضعت لعملية جراحية معقّدة، لم يلغ رحلة عمل، وسافر في اليوم التالي، وكان يغضب عندما أرفض معاشرته جنسيًا بسبب آلامي معتقدًا إن المرض مجرد حجة لعدم النوم معه.. وعندما واصل إصراره على أن يكون حيوانًا جنسيًا دون وضع حالتي الصحية في اعتباره، اتجهت إلى أقرب محام، وطلبت منه تحضير أوراق الطلاق".

تستعيد بادما لاكشمي سنوات الزواج الأولى، حين كانت قادرة على منح سلمان رشدي المتعة التي يبغيها، ولذلك "حضّر لي الإفطار أكثر من مرة، وكان يحضره إلى السرير كل صباح". وتشهد عليه: "غيرته الدائمة عليّ كشفته، هو يريد أن يمتلكني، أكون له وحده لا شريك له، وغيرته الدائمة مني فضحته، ففي كل مرة تنزل صورتي في المجلات، خاصة إنني موديل ومقدمة برامج غذائية، ينصب السيرك لي، ويقلب الدنيا إلى معركة، وكأنه يوجه مسدسًا إلى رأسي". وتذكر: "حين وضعت مجلة نيوزويك كتابي غلافًا ثار سلمان رشدي، وغضب، وفشل في تمثيل أنه فرح لي".

ارتبط سلمان رشدي بفتاة تدعي بيا جلين بعد طلاقه من لاكشمي، لكن العلاقة لم تستمر، فقد "كان سلمان رشدي يريد أن يثبت لي أن الحياة لن تقف عليّ"، حسب قول طليقته، التي استأذنته قبل كتابة مذكراتها عنه فقال لها: "من حقك أن تكتبي عن الجزء الآخر من القصة.. من وجهة نظرك". 

اقرأ/ي أيضًا:

مدونة أمبرتو إيكو.. حدود المعرفة وفضاء الخيال

أنسي الحاج.. نصوص غير منشورة