في عالمنا العربي، حيث تتضارب قيم المثالية مع واقعنا المعقد، يجد من يكتب سيرته الذاتية نفسه أمام مفترق طرق صعب. فبين إغراء الكشف عن الذات بصراحة وصدق، وبين الخوف من الحكم والملامة، يتأرجح الكاتب بين مطرقة النقص وسنديان الكمال. إذ كيف يمكن للفرد أن يروي قصته دون أن يقع في فخ المبالغة أو التهويل؟ وكيف يمكنه أن يكشف عن جوانبه المظلمة دون أن يفقد مصداقيته؟
هذه أسئلة ملحة، ذلك أن السيرة الذاتية ليست مجرد وثيقة رسمية، بل هي رحلة داخلية معقدة. إنها محاولة للوصول إلى أعماق النفس وفهم الدوافع والأسباب التي شكلت شخصيتنا. لكن هذه الرحلة محفوفة بالمخاطر؛ فالكشف عن الجوانب المظلمة من الذات قد يثير الألم والخوف. فكيف يمكن للكاتب أن يتغلب على هذه المخاوف ويكتب قصة حياته بكل شجاعة وحرية دون خوف؟
الأمر صعب، لكنه يزداد صعوبة حين يتعلق الأمر بالمرأة، إذ تواجه الكاتبة في مجتمعاتنا المحافظة تحديات مضاعفة عند كتابة سيرتها الذاتية. فبينما يخشى الكاتب من انتقادات المجتمع، فإن الكاتبة تجد نفسها محاصرة بتوقعات المجتمع التقليدي الذي يحدد لها دورها مسبقًا. وبسبب ذلك، غالبًا ما تتحول السير الذاتية النسائية إلى وثائق تاريخية تسجل أحداثًا اجتماعية وسياسية، بدلاً من أن تكون استكشافًا عميقًا للنفس.
تكتب عفاف بصراحة لم نعهدها في كتابات المرأة العربية، إذ لا يقتصر ما ترويه على ما يسهل روايته بل يتجاوز ذلك إلى أسرار وحكايات صادمة عنها وعن عائلتها
لكن هذا لا ينطبق على كتاب "من الخوف إلى الحرية" (الكتب خان، 2023)، للكاتب المصري خالد منصور، الذي يروي سيرة المحللة النفسية والمثقفة المصرية النسوية عفاف محفوظ، ذلك أنه يمثّل استثناءً لهذه القاعدة. فمن خلال سرد قصتها بصراحة وشجاعة، تكسر عفاف محفوظ التابوهات وتفتح الباب أمام جيل جديد من كاتبات السيرة الذاتية.
يبدأ الكتاب بطريقة سينمائية وبلحظة مفاجئة تتعلق بإبلاغها من قِبل طبيبها بأنه لم يتبق لها سوى ستة أشهر وتتحجر حويصلات الرئة وتموت، إذا لم تجد نفسها تواجه الموت وجهًا لوجه. وبعد أن أمضت حياتها تساعد الآخرين على مواجهة مصاعبهم، وجدت عفاف محفوظ نفسها أمام أكبر تحدٍ تواجهه في حياتها: التشخيص القاسي بالتليف الرئوي.
وفي مواجهة الموت، بدأت محفوظ تسجّل سيرتها الذاتية وكأنها تود، بعد إلحاح من خالد منصور وشكّها بشأن ما إذا كانت سيرتها تستحق أن تُروى، أن تُرسل رسالة تحمل في طياتها حكاية امرأة قوية تواجه موتًا محتّمًا، لكن المفارقة أن التشخيص الطبي لم يكن دقيقًا، وأنها عاشت بعده خمس سنوات.
تروي محفوظ سيرتها منذ سنواتها الأولى في مدرسة للراهبات في المنيا بصعيد مصر في أربعينيات القرن العشرين، ثم دراستها للحقوق في جامعة الإسكندرية في الخمسينيات، وزواجها الأول الذي انتقلت بعده إلى باريس في الستينيات، حيث نالت الدكتوراه في العلوم السياسية وبدأ اهتمامها بالتحليل النفسي وعملها كمحللة نفسية في أميركا.
صراعات عائلية وأسرار صادمة
في الفصل الأول المعنون بـ"كيف تذكرت الصعيد عندما نصحني أن أستعد للموت"، ترسم عفاف محفوظ صورة صريحة ومؤثرة عن عائلتها، فتسرد قصة جدها لأبيها، مراد محفوظ، الذي بدد ثروة الأسرة في الملاهي الليلية وعلاقته الغرامية، ما أدى إلى انقسام العائلة وتكوين فرعين: فرع غني متنفذ، وآخر فقير نسبيًا تنتمي إليه الكاتبة.
وتكشف عفاف عن جانب مظلم آخر في تاريخ عائلتها، إذ تروي أن جدها، لأمها، ضاجع الخادمة وأنجب منها صبيًا وفتاة خارج إطار الزواج. هذه أسرارٌ عائلية كانت تُروى في جلسات النسوة، وتستذكرها محفوظ بينما تستعيد مشاهد مشوشة عن علاقة جمعت والدها مع جارة يونانية حسناء في إحدى غرف المنزل. وبعد أعوام، جمعها القدر هي وأختها مع ابنة هذه الجارة، وشعرت بأنهن، الثلاثة، أخوات!
تفسر عفاف محفوظ سبب صرامة والدها لناحية تربيته البنات اللاتي يخشى عليهن من الحرية خوفًا من أن ينحرفن، ظنًا منه أن أي فتاة يسمح لها بالحرية لا بد أن "تنفلت"، كما هو الحال مع بعض نساء العائلة، ما دفعه إلى رفض دخول عفاف الجامعة التي لم تدخلها إلا بعد أن أضربت عن الطعام إلى أن وافق على دخولها إياها. لكنه كان يذهب إلى الجامعة ليراقبها. وفي أحد حواراته مع أمها، أعرب عن ندمه لأنه وافق على أن "يلقي بعفاف في النار" في تلك الجامعة!
تتعمق السيرة الذاتية بعلاقة عفاف بوالدتها، التي كانت شخصية صارمة شديدة القمع إلى درجة أنها لم تكن تقبل أي نقاش، حتى أنها كانت تمنعها من اللعب مثل باقي أقرانها، وتقول: "عيب على طولك، مش مكسوفة؟"، فكان هذا أول اغتراب لعفاف عن جسدها وعن نفسها، وكانت تقطع علاقتها بصديقاتها إذا أحست بـ"الميوعة" في سلوكهن. وعلى العكس تمامًا من الأم، هناك جدتها زينب التي كانت حنونة ورقيقة تناقشها وتواسيها في حزنها، وكانت أقرب الناس إليها.
تتخرج عفاف في الجامعة عام 1958 في سن الـ19 عامًا في قلب الإسكندرية، وفي خضم أحلام شبابية عارمة، تزوجت عفاف في سن مبكرة برجل لا تكاد تعرفه، ساعيةً للهروب من قيود الأسرة والوصول إلى شواطئ الحرية في فرنسا. كان الزواج بالنسبة لها تذكرة إلى عالم جديد، عالم المعرفة والانعتاق. لكن القدر كان له رأي آخر، إذ سرعان ما تحولت أحلامها إلى كابوس حقيقي، فبدلاً من باريس، وجدت نفسها أسيرة في شقة ضيقة في حي الزمالك بالقاهرة مع زوج مستسلم تمامًا لوالدته التي كانت تتدخل في كل شؤون حياتهما لدرجة أنها كانت تسمح لنفسها بالدخول عليهما في غرفة نومهما!
تكتب عفاف عن تلك الفترة بمرارة، قائلة: "وقضيت معظم تلك الفترة تحت تسلط حماتي، فكأني تحررت من سيطرة امرأة، وأعني أمي، لأعاني من سيطرة امرأة أخرى". قضت عفاف سنة من المعاناة والصراع الداخلي، حاولت خلالها أن تستوعب حقيقة حياتها الجديدة وأن تتكيف معها على أمل السفر إلى فرنسا خلال أسابيع. لكن الأسابيع تحولت إلى شهور بسبب الأزمة المتوترة بين مصر وفرنسا إبان العدوان الثلاثي. تقول: "شكوت حالي لأبي بمرارة، فقال: (لو مش مبسوطة تنفصلي). ولكني لم أرغب في الانفصال، قلت: (لا أحب الطلاق). رد: (ومين بيحبه؟)!
تؤكد عفاف أن تلك التجربة الصعبة قد ساهمت في نضوجها، ولكنها تركت أيضًا آثارًا عميقة على نفسيتها. فبينما كانت تحلم بالاستقلال والحرية، وجدت نفسها مقيدة بقيود الزواج. كان الزوج منشغلاً بعمله لا يفكر فيها، وهي أيضًا استسلمت للأمر الواقع، وعلى مدار سنوات صارت تقمع وتكبت نفسها. وعندما تحقق حلم السفر إلى فرنسا، ظنت أنها ستجد السلام الذي تبحث عنه، لكنها سرعان ما اكتشفت أن المشاكل التي كانت تعاني منها في مصر تلازمها أينما ذهبت. فالعلاقة مع زوجها، التي كانت مبنية على أساس غير متين، بدأت تتدهور تدريجيًا. هكذا انتهى هذا الزواج بعد أكثر من 20 عامًا خسرت فيها أكثر مما ربحت، ولم تحقق حلمًا بسيطًا لأي امرأة مثل الإنجاب.
سنوات باريس وهزيمة يونيو 1967
قضت عفاف في فرنسا ثمانية أعوام متفرقة، وكانت هذه الفترة كافية لتغيير قناعاتها التي خرجت بها من مصر، وقد حصلت خلالها على درجة الماجستير في القانون الجنائي، ثم حصلت على الدكتوراه لاحقًا. فتحت باريس لها آفاقًا جديدة من خلال لقائها بالطلاب المصريين هناك، الذين سيصبح لهم شأن فيما بعد في بلادهم. واستطاعت بحرية أن تقترب من جميع الأفكار، مما ساعدها على تطوير تفكيرها والنظر بعمق للأشياء.
كانت عفاف قد ارتدت الحجاب أثناء دراستها في الجامعة في الإسكندرية، نظرًا لكونها تدينت واقتربت من فكر الإخوان المسلمين دون أن تنضم إليهم. وهي لم تنضم إلى أي كيان طوال عمرها. تقول: "يبدو أنني كنت دائمًا أقترب من الأشياء دون أن أدخل فيها حقًا، وهكذا اكتسبت ألقاب: صديقة الإخوان المسلمين، وصديقة حزب التجمع، وصديقة الشيوعيين، غير أنني لم أصبح أبدًا إخوانية، أو شيوعية، أو عضوًا كاملًا في أي حزب".
توثّق عفاف محفوظ من خلال سيرتها لتحوّلات المجتمع المصري خلال الفترة الممتدة ما بين ثورة تموز/يوليو 1952 وحتى نهاية ثمانينيات القرن الفائت
خلال تواجدها في باريس، رحل أبوها ومن ثم أمها، وتغير العالم وتغيرت مصر إلى الأبد، فقد وقعت هزيمة حزيران/يونيو 1967 قبل أشهر من مناقشة الدكتوراه التي كانت في تخصص العلوم السياسية عن موضوع الحياة السياسية في مصر. تقول عن هذه الفترة: "لم أظن أن ثمن هذا التصحير السياسي سيكون هزيمة عسكرية مروعة مثلما جرى في 1967. ملت للاعتقاد أن ما يفعله نظام عبد الناصر قد يؤدي بنا لنزاعات داخل مصر أو مجاعة أو إفقار شديد، لأنه نظام لا يأخذ في الاعتبار فعليًا أهمية وكيفية تحقيق المساواة بين البشر وفض خلافاتهم، كما أنه لا يُعنى بمفاهيم ومبادئ حقوق الإنسان. لم يخطر لي أنه أيضًا نظام متهالك وضعيف على الصعيد العسكري".
آمنت محفوظ منذ اللحظات الأولى بحركة يوليو التي حدثت وهي دون السادسة عشرة من عمرها، برغم ما فعله قانون الإصلاح الزراعي الذي أفقد العائلة ثلثي ما تملكه من الأراضي للفلاحين. لكنها كانت مع حق هؤلاء في امتلاك الأرض وترقيهم وخروجهم من الفقر. حتى عندما وقع العدوان الثلاثي على مصر، تطوعت هي وأختها الصغرى لتمريض الجرحى. تقول معلّقةً على هذا: "مع الوقت وتزايد الخبرة أدركت خطر ما يفعله عبد الناصر ورفاقه في مصر من تكميم أفواه وتعدٍ على السلطة القضائية والتشريعية، ومحاربة الشيوعيين واضطهاد الإخوان وقتلهم في المقتلة".
هذا ليس تناقضًا في عفاف، ولكن هذا شأن جيل بأكمله. وهنا توضح عفاف: "مع كل نقدي لعبد الناصر ونظامه، ظلت لدي بعض المشاعر الإيجابية تجاهه كرجل سياسة ورمز للتحول، ولأنه كان أول مصري يحكم بلادنا منذ قرون طويلة. وفي يوم وفاته، هاتفتني الصديقة الصحفية أمينة شفيق لتبلغني بالخبر الحزين. التقينا صباح اليوم التالي، وأتذكر كيف كنت أنتقد عبد الناصر وأنا أبكي وفاته في الوقت نفسه. وظللنا نتحدث أنا وأمينة يوميًا كي نواصل البكاء والحداد سويًا على الهاتف."
عادت عفاف إلى القاهرة وعملت في جريدة "الأهرام" التي كانت تحت إدارة هيكل. كانت هذه الأيام هي مجد الجريدة، على أن العمل فيها لم يروق لعفاف فتركته. وتلقت عرضًا للتدريس في جامعة حلوان، والتي سعدت به كثيرًا، إلا أنها واجهت مشكلة عدم استقلال الجامعة وتدخل الأمن بشكل لم تستطع التعامل معه. وفي مرحلة لاحقة، تم تعيينها مستشارة ثقافية في السفارة في واشنطن عام 1975. كانت العلاقات المصرية الأميركية قد عادت بقوة بعد حرب أكتوبر 1973، وكان السادات يأتي لزيارة جيمي كارتر كثيرًا.
كان العمل في السفارة جيدًا، غير أنها واجهت بعض العثرات وصارت علاقاتها في السفارة متوترة نسبيًا، لأنها امرأة مطلقة تخشى من وجودها بين زوجات الدبلوماسيين. كما امتعض بعض الدبلوماسيين الرجال أنفسهم من سلوكها لأنها تعيش بمفردها وتخرج في الليل وتسافر بمفردها. كان بعضهم ربما يعتقد أنها متعددة العلاقات: منحلة.
لكن ذلك لم يستمر طويلًا، فقد حدثت معاهدة كامب ديفيد التي غضبت منها كثيرًا، بينما هلل لها الكثير من الدبلوماسيين المصريين، فقررت الرجوع إلى جامعة حلوان بعد أن رفضت أن تمد لها إجازة الانتداب، فخشيت أن تفصل وكانت لديها رغبة بالعودة إلى القاهرة.
قبل ذلك التقت مع رالف بولتخين في مؤتمر، وانجذبت له بسرعة. رالف هولندي من أصل سريلانكي كان يعمل أستاذًا للعلوم السياسية في المدرسة الجديدة للعلوم الاجتماعية ويدين بالبوذية: "لم تقف كل هذه الاختلافات المتعددة في الجنسية والثقافة والدين في وجه انجذابنا الجسدي والعاطفي لبعضنا البعض". كانت علاقتها برالف بمثابة بوابة إلى عالم جديد، عالم من الحرية والاستكشاف. لأول مرة تشعر بالحب وتتصالح مع جسدها، لكن العلاقة لم تستمر طويلًا للأسف، لأنها كانت ما زالت تحتاج إلى التحرر مما تبقى من قيود على حد تعبيرها.
عادت عفاف إلى القاهرة بعد سنوات من الغياب، لتجد نفسها في مواجهة مجتمع متغير ومتحفظ، وتعاني من تقييد الحرية، فأول ما واجهته هو تسلط المجتمع كونها امرأة مطلقة تعيش بمفردها. وقد جعل هذا الأمر حارس العقار الذي تسكن فيه يراقبها، ما سبب لها الشعور بالاختناق والضيق.
تزامن ذلك مع فترة الانفتاح الاقتصادي في مصر، حيث تغيرت القيم والمبادئ بشكل كبير، وشعرت عفاف بصعوبة كبيرة في التأقلم مع هذه التغيرات. وفي خضم هذه الأحداث، التقت عفاف بزوجها وحب حياتها كارل شيرن، الذي أصبح ملاذها الوحيد في عالم مضطرب. ومع ذلك، لم تجد عفاف في القاهرة البيئة المناسبة لبناء حياة مستقرة وسعيدة، ما دفعها إلى اتخاذ قرار الهجرة إلى الولايات المتحدة.
انتقلت عفاف إلى واشنطن مع زوجها معتقدةً أنها ستعود إلى مصر بعد عام واحد فقط، إلا أن هذا لم يحدث أبدًا. وقد التحقت هناك بمعهد التحليل النفسي الذي نشأ اهتمامها به عندما كانت في باريس، وقد واجهت صعوبة في القبول كونها لم تدرس الطب النفسي أو علم النفس، وأيضًا لأنها عربية مسلمة في مجال يسيطر عليه اليهود شبه سيطرة كاملة.
الكتاب غني بالتفاصيل والأسماء التي تجعل القارئ يتعجب من صغر حجمه مقارنةً بما يحتويه
لكنها تمكنت من القبول ولم يخلُ الأمر من المضايقات التي تخص انتمائها العرقي والديني حتى وصل الأمر إلى إصدار إشاعة عن كونها معادية للسامية، لكن سرعان ما خفت هذه الإشاعة، واشتهرت بين العرب وحققت نجاحًا كبيرًا كمحللة نفسية.
لم تقتصر مساهمة عفاف على الجانب الأكاديمي فحسب، بل امتدت لتشمل العمل النسوي. فمنذ بداية مشوارها، عنيت بحقوق المرأة، وعملت جنبًا إلى جنب مع العديد من الناشطات النسويات، مثل إنجي أفلاطون ونوال السعداوي. ولم ينقطع هذا الأمر عند استقرارها في الولايات المتحدة، بل تطوعت في العمل النسوي وسافرت إلى العديد من دول العالم الثالث لتقديم الدعم والمساعدة للنساء.
عفاف محفوظ تروي بصراحة لم نعهدها في كتابات المرأة العربية، حيث تتناول التغيرات في شخصيتها وعلاقتها بجسدها والسياسة والعمل العام، وتقاطعها مع الكثير من الشخصيات العامة البارزة في مصر والمنطقة والعالم. الكتاب غني بالتفاصيل والأسماء التي تجعل القارئ يتعجب من صغر حجمه مقارنةً بما يحتويه.
أما عن محرر الكتاب خالد منصور، فقد كان تحريره للكتاب واعتماده على أسلوب هادئ وجذاب، يكاد يخفي صوته الخالص بحيث لم يصل للقارئ سوى عفاف محفوظ وهي تروي وتستذكر، كما أنه استخدم لغة سلسة ومثقلة وشديدة الحساسية في التعبير، وقادرة على تكثيف الأفكار.
وعن علاقته بصاحبة السيرة الذاتية، ذكر داخل الكتاب أن علاقته بالدكتورة عفاف محفوظ ترجع إلى عام 2003، حيث طلب منها المساعدة في علاجه نفسيًا بعد نجاته من عمل إرهابي في العراق أثناء عمله في الأمم المتحدة. ويذكر أن عفاف محفوظ رحلت في 16 أيار/مايو 2023 بولاية فلوريدا الأميركية، بعد أسابيع من صدور سيرتها.