19-يوليو-2024
أدى إنهيار شبكات الصرف الصحي إلى انتشار فيروس شلل الأطفال (AFP)

(AFP) أدى انهيار شبكات الصرف الصحي إلى انتشار فيروس شلل الأطفال

بعد مرور أكثر من تسعة أشهر على العدوان الإسرائيلي على غزة، لا تزال الأوضاع الصحية في تدهور مستمر، وهو ما يزيد من حاجة السكان للرعاية الصحية.

وفي هذا السياق، كشفت وزارة الصحة في قطاع غزة عن "كارثة صحية" جديدة بعد رصد الفيروس المسبب لشلل الأطفال في مياه الصرف الصحي.

وأشارت الوزارة، في بيان، إلى إجراء فحوصات لعينات من الصرف الصحي، بالتنسيق مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونسيف"، أظهرت نتائجها وجود الفيروس المسبب لشلل الأطفال.

كشفت وزارة الصحة في قطاع غزة عن "كارثة صحية" جديدة بعد رصد الفيروس المسبب لشلل الأطفال في مياه الصرف الصحي

واعتبرت الوزارة أن وجود الفيروس المتسبب لشلل الأطفال في مياه الصرف الصحي، التي تتجمع وتجري بين خيام النازحين وفي أماكن تواجد السكان نتيجة تدمير البنية التحتية، يمثل "كارثة صحية" جديدة، حيث وجود الزحام الشديد مع شح المياه المتوفرة وتلوثها بمياه الصرف الصحي وتراكم أطنان القمامة، ومنع الاحتلال إدخال مواد النظافة بما يشكله ذلك من بيئة مناسبة لانتشار الأوبئة المختلفة.

وحذرت الوزارة من أن رصد الفيروس المتسبب لشلل الأطفال في مياه الصرف الصحي يعرض آلاف السكان لخطر الإصابة بشلل الأطفال.

ودعت الوزارة إلى وقف العدوان الاسرائيلي فورًا، وتوفير المياه الصالحة للاستخدام، وإصلاح خطوط الصرف الصحي، وإنهاء تكدس السكان في أماكن النزوح.

وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، قد قدرت الشهر الماضي أن ما يقرب من 70% من مرافق المياه والصرف الصحي والبنية التحتية في القطاع، دُمرت أو تضررت بشكل جزئي جراء القصف الإسرائيلي.

وفي السياق نفسه، حذرت منظمة "أطباء بلا حدود" من أن الظروف المعيشية تهدد حياة النساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة.

ولفتت المنظمة، في تقرير صادر عنها أمس الخميس، إلى أن تدهور الرعاية الصحية في غزة انعكس على النساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة، وأدت الظروف المعيشية الصعبة وعدم توفر الغذاء والنزوح المتكرر وانعدام الأمن إلى مفاقمة الأوضاع.

وكشفت المنظمة أن فرقها لاحظت زيادة في عدد الولادات المبكرة وسوء التغذية للأطفال حديثي الولادة في جنوب قطاع غزة، حيث يتعامل مستشفى ناصر في خانيونس مع 25 إلى 30 حالة ولادة في اليوم، أين يعمل الفريق.

وأدى تدمير المستشفيات العاملة أو إغلاقها إلى وضع عقبات شديدة أمام النساء الحوامل للوصول إلى المرافق الطبية. وغالبًا ما تجبر النساء الحوامل على التنقل في طرق غير آمنة وسط القتال وبدون وسائل نقل آمنة، مما يؤخر الوصول إلى الرعاية الصحية ويعرض حياتهن لخطر أكبر من المضاعفات.

يقول المشرف على فريق التمريض التابع لمنظمة "أطباء بلا حدود"، الذي يعمل في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة في مستشفى ناصر، محمد شحادة: "تلد بعض النساء قبل الأوان، وغالبًا ما تتفاقم مضاعفات ما بعد الولادة بسبب ظروفهن المعيشية".

بدورها، قالت مستشارة الصحة في وحدة الطوارئ التابعة لمنظمة "أطباء بلا حدود"، ميرسي روكاسبانا، إن: "المخاطر الصحية الرئيسية للنساء الحوامل هي المضاعفات المرتبطة بضغط الدم وتسمم الحمل والنزيف، التي يمكن أن تصبح مميتة إذا لم يتم علاجها في الوقت المناسب"، وأضافت: "في سياقات مثل غزة، حيث دمر النظام الصحي، يشكل التأخر في الحصول على الرعاية خطرًا صحيًا على النساء الحوامل وأطفالهن".

حذرت منظمة "أطباء بلا حدود" من أن الظروف المعيشية تهدد حياة النساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة

كما تحدثت المستشارة الطبية لمنظمة "أطباء بلا حدود"، وعضو في فريق المنظمة العامل في مستشفى ناصر، جوان بيري، عن أن الأطفال يعانون من سوء التغذية، وهو أمر لم يسبق له مثيل في غزة، قائلةً: "يعيش الناس في خيام مع الحد الأدنى من الوصول إلى المياه النظيفة، فقد تم تدمير أنظمة المياه والصرف الصحي، ما أدى إلى ظهور حالات لإسهال الأطفال، بالإضافة للجفاف والتهاب الكبد والالتهابات الجلدية".

تشير منظمة "أطباء بلا حدود" إلى أن مستشفى ناصر يواصل مواجهة التحديات، حيث تم إعادة فتح جناح الأمومة والأطفال، وهي محاولة متقدمة لتوفير الرعاية للأمهات الحوامل والأطفال حديثي الولادة، لكن الأمر يتوقف بحسبها على الوصول إلى وقف إطلاق نار فوري ومستدام في غزة، إلى جانب وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وهذا هو الحل الوحيد لتخفيف معاناة السكان المحاصرين في قطاع غزة، بما في ذلك النساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة.