أصبحت الوزيرة الهولندية سيغريد كاغ، منسقة أممية من أجل توصيل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، لتكون أول شاغلة للمنصب الذي تم تأسيسه قبل شهر، في أعقاب العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة يوم الثلاثاء أن سيغريد كاغ، السياسية الهولندية والدبلوماسية المخضرمة في الأمم المتحدة، ستتولى مسؤولية جهود المنظمة الدولية لتوصيل الإغاثة الإنسانية إلى غزة.
وفي منشور لها على موقع "إكس"، قالت سيغريد كاج إنها ستستقيل من منصبها كوزيرة للمالية ونائبة لرئيس وزراء هولندا لتتولى منصب كبير منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة.
ستكون كاغ مسؤولة عن إنشاء آلية لتسريع حركة المساعدات إلى غزة و"تسهيل وتنسيق ومراقبة والتحقق" من جهود الإغاثة، بما في ذلك متابعة العقبات الإسرائيلية المرتبطة بتفتيش المساعدات
وقالت كاغ في بيان: "لقد كان السلام والأمن والعدالة دوافعي دائمًا. لقد قبلت هذه المهمة الخاصة على أمل المساهمة في مستقبل أفضل".
ويأتي التعيين المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في 8 كانون الثاني/يناير، في الوقت الذي وصلت فيه الأوضاع في القطاع الفلسطيني المحاصر إلى مستويات إنسانية صعبة، توصف بأنها "الأسوأ على الإطلاق"، مع مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي.
ما هو دورها؟
وستكون سيغريد كاغ مسؤولة عن إنشاء آلية لتسريع حركة المساعدات إلى غزة و"تسهيل وتنسيق ومراقبة والتحقق" من جهود الإغاثة، بما في ذلك متابعة العقبات الإسرائيلية المرتبطة بتفتيش المساعدات.
وجاء التعيين، بعد أسبوع من قرار مجلس الأمن، الذي تنازل عن طلب وقف إطلاق النار، وحث على إدخال المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة.
ومنذ بداية العدوان على غزة، تعرقل إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتسمح بوصول كميات محدودة منه.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في وقت سابق، إن الحرب الإسرائيلية على غزة، التي تشمل القصف الجوي المكثف: "تخلق عقبات هائلة أمام توزيع المساعدات الإنسانية داخل غزة".
وفي خطاب ألقته الشهر الماضي، شددت سيغريد كاغ على الحاجة إلى "مساعدات إنسانية كافية" للوصول إلى غزة.
وقالت: "إن حق إسرائيل في الوجود وحقها في الدفاع عن نفسها أمر بديهي بالنسبة لنا". وأضافت: "لكن في هذه الأوقات المظلمة، من المهم أن تمتثل أعمال الحرب للقانون الدولي والقانون الإنساني للحرب من أجل تجنب وقوع ضحايا مدنيين أبرياء وتمكين تقديم المساعدات الإنسانية الكافية في الوقت المناسب".
وعملت سيغريد كاج سابقًا في القضايا الفلسطينية كمسؤولة كبيرة في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين. وعملت لاحقًا كأمينة عامة مساعدة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومن عام 2015 إلى عام 2017، كمنسقة خاصة للأمم المتحدة في لبنان.
وردًا على التعيين، قال مسؤول حكومي هولندي لشبكة CNN: "إنها دبلوماسية ذات خبرة كبيرة وتعرف الشرق الأوسط جيدًا وتتحدث العربية أيضًا. قبل أن تذهب إلى هولندا للعمل السياسي، كانت أيضًا مبعوثة للأمم المتحدة تفاوضت مع نظام الأسد بشأن التخلي عن الأسلحة الكيميائية".
وشغلت سيغريد كاج مناصب مختلفة في السياسة الهولندية، وقادت الحزب الاشتراكي الاجتماعي للفوز في انتخابات عام 2021، وشغلت مناصب وزارية مختلفة، بما في ذلك وزيرة الخارجية ووزيرة التجارة والتعاون التنموي.
واستمرت فترة عملها كوزيرة للخارجية بضعة أشهر فقط، إذ استقالت في أيلول/سبتمبر 2021 بعد أن قالت أغلبية في البرلمان الهولندي إنها أساءت التعامل مع عملية إخلاء كابول.
وشغلت كاغ منذ كانون الثاني/يناير 2022 منصب النائب الأول لرئيس الوزراء الهولندي ووزيرة المالية، وهي أول امرأة تشغل هذا المنصب في الحكومة الهولندية.
ويعاني سكان غزة من أزمة غذائية، حيث يعيش 576 ألف شخص في مستويات كارثية أو مجاعة، كما أن خطر المجاعة "يتزايد كل يوم"، وفقاً لتقرير صدر يوم الخميس الماضي عن 23 منظمة تابعة للأمم المتحدة ومنظمة غير حكومية. وألقت باللوم في انتشار الجوع على نطاق واسع على عدم كفاية المساعدات التي تدخل غزة .
وسمحت إسرائيل بدخول القليل من المساعدات عبر مصر، لكن وكالات الأمم المتحدة تقول إنه منذ أسابيع، لم يدخل إلى غزة سوى 10% فقط من الاحتياجات الغذائية.
وفي الأسبوع الماضي، فتحت إسرائيل معبر كرم أبو سالم إلى غزة وزادت حركة مرور الشاحنات، لكن غارة إسرائيلية صباح الخميس على الجانب الفلسطيني من المعبر أوقفت عمليات نقل المساعدات، حسبما ذكرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
