15-أكتوبر-2024
لبنان

تضررت سيارتي إسعاف تتبعان للصليب الأحمر بفعل غارة للاحتلال

أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن قوات الاحتلال تمارس انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي الإنساني، من خلال استهدافها لفرق الإغاثة والطواقم الطبية بلبنان، جاء ذلك في بيان رسمي نشره المرصد الحقوقي مساء الإثنين.

وعبر المرصد الحقوقي  عن قلقه إزاء استمرار جيش الاحتلال باستهداف فرق الإغاثة والإسعاف في لبنان بنمط واضح ومتكرر، في "انتهاك خطير لقواعد القانون الدولي، لا سيما القانون الدولي الإنساني".

الأورومتوسطي: يستمر جيش الاحتلال الإسرائيلي باستهداف المسعفين ومركباتهم في مناطق مختلفة في لبنان، بحجة نقلها "مخربين وأسلحة"، دون تقديم أي دليل بذلك

استعرض الأورومتوسطي انتهاكات قوات الاحتلال على الطواقم الإغاثية والطبية في لبنان،  فبعد شن العديد من الهجمات العسكرية ضد  أطقم الإسعاف والإغاثة بشكل مباشر، لا سيّما تلك التّابعة للهيئة الصحيّة الإسلاميّة، حيث استشهد ما لا يقل عن 120 عاملًا طبّيًا وإغاثيًا منذ بداية الهجوم على لبنان، يستمر جيش الاحتلال الإسرائيلي باستهداف المسعفين ومركباتهم، في مناطق مختلفة في لبنان، بحجة نقلها "مخربين وأسلحة" بحسب الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، وحسب المرصد يأتي "لتبرير استهداف هذه الأعيان والأشخاص المحميين بموجب القانون الدّولي الإنساني، دون تقديم أي دليل كان".

كما أكد المرصد أن الاحتلال شنّ غارة صباح الأحد الفائت على موكب إغاثة تابع للصليب الأحمر في بلدة صربيّن جنوبي لبنان، ممّا أسفر عن جرح 4 من المتطوّعين. وجاء ذلك بعد أن كان الجيش الإسرائيلي قد استهدف منزلًا في البلدة بغارة أولى، ليعود ويستهدف الموقع نفسه بغارة ثانية، بعد أن وصل موكب الصليب الأحمر الذي كان يبحث عن مصابين في محيط المكان المستهدف.

قدم المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان دلائل على تعمد الاحتلال استهدافه الفرق الإغاثية وطواقم الصليب الأحمر في لبنان، في انتهاك خطير للقانون الدولي

وأشار الأورومتوسطي إلى أنّ هذا الاستهداف قد وقع رغم التنسيق المسبق الذي أجراه الصليب الأحمر لزيارة الموقع مع قوّات حفظ السّلام التّابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان "اليونيفيل"، ليبيّن تقصّد الاحتلال استهدافه لهذه الطواقم.

وقدم المرصد دليلًا آخر يثبت تعمد استهداف الجيش الإسرائيلي للكوادر الإغاثية، فيوم أمس، الإثنين 14 تشرين الأول/أكتوبر، استهدف الاحتلال جانبًا من طريق في وقت مرور شاحنتي مساعدات في منطقة رأس بعلبك، في حين كانت الشاحنات مكشوفة الحمولة وترفع أعلام الصليب الأحمر، وذلك بعد أن كانت القافلة قد حصلت على الموافقة والتغطية الأمميّة لإيصال المساعدات بحسب مصادر رسميَّة.

وحذّر المرصد من أن هذا الاستهداف يعكس النمط ذاته المستخدم في قطاع غزة، ويُنذر بإمكانية أن تصبح شاحنات المساعدات هدفًا مباشرًا ومتكررًا في المستقبل، تحت عناوين وحجج واهية، مؤكدًا على وجوب احترام الصليب الأحمر الذي يتولّى مهمّة تخفيف المعاناة الإنسانية، مضيفًا أنّ ضمان حماية الطواقم الطبية والإغاثية وعدم عرقلة وصول المساعدات الإنسانيّة يمثل التزامًا أخلاقيًا وإنسانيًا على الأطراف المتحاربة، إلى جانب كونه التزامًا قانونيًّا.

كما دعا الأورومتوسطي المجتمع الدّولي لتنفيذ التزاماته بمتابعة احترام وتطبيق القانون الدّولي والقانون الدّولي الإنساني، وقانون حقوق الإنسان في فترات الحرب كما في فترات السلم، ووضع حد لجرائم الخطيرة التي ترتكب بحق المدنيين العزّل، بما في ذلك فرق الإسعاف والإغاثة الذين يقومون بنقل وإخلاء الجرحى، وبكفالة حريّة مرور جميع المهمّات الطبيّة والإنسانيّة لأنّ استهداف المدنيين وتعطيل وصول المساعدات والإغاثات لهم، يشير إلى نيّة القتل العمد للمدنيين والأشخاص غير المعنيين بالقتال والأعمال العسكرية.