12-مايو-2024
جامعة أمستردام

من الاحتجاجات المناهضة للإبادة الجماعية في غزة بجامعة أمستردام

ندد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بحملات القمع التي تشنها هولندا ضد الاحتجاجات الطلابية، والتي خرجت منددة بالإبادة الجماعية التي تنتهجها قوات الاحتلال بحق المدنيين في قطاع غزة.

حيث احتج المئات من الطلاب والموظفين في جامعة أمستردام يوم الإثنين، وتجمعوا في حديقة احتجاجًا على عدوان الاحتلال وتواطؤ جامعتهم في الإبادة الجماعية المستمرة بحق الفلسطينيين.

لكن وبأمر من إدارة الجامعة، اقتحمت قوات مكافحة الشغب بالهراوات والدروع اعتصام الطلاب وأخلته بالعنف، وضربت وجرّت بعض المتظاهرين واستخدمت الجرافة في هدم المتاريس المصنوعة من المنصات الخشبية والدراجات، ما أدى إلى إصابة بعض الطلاب إلى حد فقدان الوعي حسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان.

ندد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بحملات القمع التي تشنها هولندا ضد الاحتجاجات الطلابية، والتي خرجت منددة بالإبادة الجماعية التي تنتهجها قوات الاحتلال بحق المدنيين في قطاع غزة.

وزاد على ذلك رئيس الوزراء الهولندي مارك روتة حينما وصف ما حدث بالجامعة بأنه "تجاوز الحدود"، معلقًا على الاحتجاجات الطلابية السلمية بأنها شكل من أشكال معاداة السامية التي يجب مواصلة محاربتها بصوت عال وواضح.

المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أوضح في بيان صحفي أن قمع الاحتجاجات الطلابية السلمية ينتهك الحقوق الأساسي لمواطني الاتحاد الأوروبي، وجاء بالبيان: "إن الاحتجاجات الطلابية السلمية والمخيمات المنتشرة في جميع أنحاء أوروبا، والتي تحث الجامعات على قطع العلاقات مع إسرائيل بسبب الإبادة الجماعية التي ترتكبها في غزة للشهر الثامن على التوالي، قوبلت بحملات قمع عنيفة واشتباكات واعتقالات بشكل مثير للقلق، بما ينتهك الحقوق الأساسية لمواطني الاتحاد الأوروبي في حرية التعبير والتجمع وتكوين الجمعيات".

وأبرز المرصد الأورومتوسطي أن الانتفاضات الشعبية تتزايد في العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك ألمانيا وفرنسا والدنمارك وإيطاليا والنمسا وإسبانيا وأيرلندا وبلجيكا، حيث "احتل" الطلاب المحتجون قاعات وأفنية ومرافق بعض أكبر وأعرق الجامعات في تلك البلدان، مما أدى إلى إنشاء "مناطق محررة" لجذب الانتباه وإيصال مطالبهم.

ونوّه المرصد إلى أنه مع تعرض جميع الجامعات في قطاع غزة للضرر أو التدمير بسبب غارات قوات الاحتلال، يحتج طلاب الاتحاد الأوروبي ضد الإبادة التعليمية، ويطالبون جامعاتهم بقطع العلاقات الأكاديمية، وسحب الاستثمارات من الشركات المرتبطة بالاحتلال.

ونبه المرصد الأورومتوسطي إلى أن أساليب الاحتجاج هذه هي محاولات لإظهار أن إرادة شعوب الاتحاد الأوروبي لا تتوافق مع إرادة حكوماتهم وسياسات مؤسساتهم. حيث يمارس الطلاب المشاركون حقوقهم في حرية التعبير والتجمع السلمي، والتي تحميها القوانين الوطنية وكذلك القانون الدولي لحقوق الإنسان.

وتحدث المرصد الأورومتوسطي عن حملات ترهيب وإسكات من قبل السلطات للذين ينتقدون قوات الاحتلال، فقال في بيانه: "على مدى الأشهر الماضية، كانت هناك محاولات متزايدة ومثيرة للقلق من قبل ضباط إنفاذ القانون في جميع أنحاء أوروبا لقمع وترهيب وإسكات أولئك الذين ينتقدون القوات الإسرائيلية، والتحدث علنًا ضد استمرار تزويد إسرائيل بالأسلحة، ويدينون قتل إسرائيل عشرات الآلاف من الفلسطينيين في غزة، وفضح صمت وتواطؤ حكوماتهم وجامعاتهم وقنواتهم التلفزيونية الكبرى".

ونوّه المرصد إلى أن المئات من الشباب يتعرضون للضرب والاعتقال بسبب تنظيم مسيرات واعتصامات وحواجز، ولتلويحهم بالأعلام الفلسطينية، وتعبيرهم عن رأيهم ضد الإبادة الجماعية الإسرائيلية في القطاع.

وبالمقابل وثّق المرصد تعرّض مخيم الطلاب للهجوم في أمستردام، من قبل أعضاء ملثمين من الجماعات اليمينية المتطرفة، يحملون الأعلام الإسرائيلية والمشاعل النارية، ويهدفون إلى إحراق المخيم وإلحاق الأذى بالمتظاهرين، وكلّ ذلك حدث دون أي تدخل أو حماية من الشرطة.

الباحثة في المرصد الأورمتوسطي ميكيلا بولييزي قالت في هذا الصدد: "بينما تتزايد أعداد القتلى والدمار والتطهير العرقي الجماعي كل دقيقة في غزة، فإن حكومات أوروبا تضرب مواطنيها لأنهم فضحوا الغرب وازدواجية المعايير، والنفاق الحاصل سواء في الخطاب السائد أو في الاتفاقيات الاقتصادية".