يُواصل الاحتلال الإسرائيلي حملات الاعتقال بحقّ الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، فمنذ الليلة الماضية وحتى فجر اليوم تم اعتقال 65 مواطنًا على الأقل من مختلف مدن الضفة، بما فيها القدس.
ترافق ذلك مع خروج تظاهرات حاشدة من مدن الضفة الغربية، وسط إضراب عام عمّ مختلف محافظاتها، تنديدًا بمجزرة المستشفى الأهلي المعمداني، والمجازر التي يرتكبها الاحتلال ردًا على عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها كتائب القسّام في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الحالي.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الأربعاء، ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى نحو 3478 شهيدًا وأكثر من 12 ألف مصاب.
وقال نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى، في بيان صحفي، إن الاحتلال اعتقل 65 مواطنًا منذ الليلة الماضية وحتى فجر اليوم الأربعاء. وأشار البيان إلى أنّ عمليات الاعتقال تركّزت في محافظة الخليل، حيث بلغ عدد المعتقلين 34 مواطنًا، يليها مخيم عايدة في بيت لحم حيث طالت الاعتقالات 16 مواطنًا على الأقل، فيما توزّعت بقية الاعتقالات على محافظتي نابلس والقدس.
منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الحالي، وصل عدد المعتقلين في الضفة بما فيها القدس إلى 750 معتقلًا
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الحالي، وصل عدد المعتقلين في الضفة بما فيها القدس إلى 750 معتقلًا، ولا تشمل هذه الإحصائية العمّال أو معتقلي غزة، إذ لم تتمكّن المؤسسات حتى اليوم من الوصول إلى أعداد دقيقة وواضحة عن العمال المعتقلين، وكذلك المعتقلين من غزة.
وسجّلت محافظة الخليل أعلى نسبة في أعداد المعتقلين في الضفة، وبلغت نحو 220 حالة اعتقال.
وأضاف نادي الأسير وهيئة الأسرى أنّ أغلبية من يتمّ اعتقالهم، يجري تحويلهم إلى الاعتقال الإداري، أو توجيه تهم بحقهم على خلفية التحريض، وتحديدًا في القدس.
وأشارا إلى تصاعد عمليات التنكيل والإجرام بشكل غير مسبوق، وصلت إلى حد تهديد العائلات والمعتقلين بإطلاق النار عليهم.
حداد وإضراب شامل
وعّم الحداد الأراضي الفلسطينية اليوم الأربعاء، على أرواح شهداء مستشفى المعمداني. وجرى تنكيس الأعلام على المؤسسات الرسمية الفلسطينية في محافظات الضفة الغربية، حدادًا على شهداء مستشفى المعمداني، وجميع الشهداء.
عم الإضراب الشامل محافظات الضفة الغربية، حيث أُغلقت الجامعات والمصارف والمحلات التجارية، وسط دعوات جماهير شعبية إلى الاستمرار في فعاليات المواجهة مع الاحتلال في كل المناطق والشوارع والميادين.
وشهدت المواصلات العامة إضرابًا في جميع الخطوط، كما أغلقت المصانع والمعامل أبوابها.
وخرجت تظاهرات شعبية في عدة محافظات بالضفة الغربية تنديدًا بالمجزرة.
وشملت التظاهرات المندّدة بتواصل عدوان الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه على قطاع غزة، محافظات نابلس ورام الله وطوباس وطولكرم وقلقيلية والخليل ومخيم العرقوب وجنين.
وطالب المتظاهرون المجتمع الدولي بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه، داعين إلى الوحدة الوطنية وتفعيل المقاومة الشعبية للتصدي لهذه الجرائم.
ولا تزال الشوارع العربية والإسلامية تشهد غليانًا كبيرًا إثر العدوان الإسرائيلي على غزة، وخصوصًا على بعد المجزرة الوحشية في المستشفى المعمداني.