ما تزال توصية وزيرة البيئة السويسرية للمواطنين بالاستحمام معًا على سبيل توفير الطاقة تثير الكثير من الجدل والسخرية، داخل سويسرا وخارجها، حيث انتشرت آلاف التعليقات والمقاطع الهزلية تفاعلًا مع النصيحة التي صدرت عن الوزيرة قبل أيام.
تعكف الوزيرة سيمونيتا سوماروغا منذ عدة أشهر على حملة وطنية تسعى لخفض استهلاك الطاقة في سويسرا
وتعكف الوزيرة سيمونيتا سوماروغا، البالغة من العمر 62 عامًا، منذ عدة أشهر على حملة وطنية تسعى لخفض استهلاك الطاقة في سويسرا بنسبة 15 بالمئة خلال فصل الشتاء، وذلك تجنبًا لمخاطر حصول انقطاعات في الكهرباء، في ظل أزمة إمدادات الطاقة التي تعاني منها أوروبا، بسبب الحرب الدائرة في أوكرانيا.
وقد جاء تعليق سوماروغا بشأن الاستحمام المشترك ردًا على أسئلة حول هذه الحملة من قبل قراء إحدى الصحف المحلية، حيث اقترحت الوزيرة اتباع الأفراد خطوات بسيطة من أجل توفير ما أمكن من الطاقة، مثل إطفاء جهاز الحاسوب بعد انتهاء العمل عليه، وإطفاء الإنارة وخفضها، إضافة إلى "الاستحمام معًا"، من أجل توفير الطاقة المستخدمة في تسخين المياه.
وقد قوبل اقتراح الوزيرة بموجة عارمة من السخرية والاستهجان على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما أرغم سوماروغا على توضيح موقفها في مقابلة مع صحيفة تاغيز-أنزيغر اليومية السويسرية، لتقول إن النصيحة كانت موجهة للشباب، كما قال متراجعة عن نصيحتها جزئيًا إنه "بعد سن معينة، لا يكون الاستحمام المشترك مناسبًا للجميع". لكن الوزيرة أصرت على أن الفكرة قد تكون مقبولة على نطاق واسع، وأن الجدل حولها ساعد في تسليط الضوء على أهمية الاقتصاد في استهلاك الطاقة بين السويسريين، من أجل النجاح في تجاوز هذه المرحلة الصعبة.
وقد تلقفت تصريحات الوزيرة شخصيات سياسية وإعلامية معارضة، واتهمت الوزيرة بمحاولة التدخل في الشؤون الخاصة للأفراد وأنماط حياتهم وتفضيلاتهم. كما انتقدت صحف سويسرية الاعتماد على إستراتيجيات بائدة من أجل مواجهة أزمة خطيرة تهدد رفاه المواطنين، علمًا أن فكرة الحمامات المشتركة ليست طارئة في سويسرا، إذ تم الدعوة إليها عام 1985، حين وزع المكتب الفدرالي للطاقة مناشير تدعو المواطنين إلى ذلك، تحت شعار "هدر أقل ومتعة مضاعفة".
ليست هذه المرّة الأولى التي تقترح فيها السلطات السويسرية الاعتماد على الاستحمام المشترك من أجل توفير الطاقة
يشار إلى أن سويسرا من أغنى الدول في العالم باعتبار متوسط الدخل السنوي البالغ حوالي 65 ألف دولار أمريكي سنويًا، إلا أنها تعاني من معضلة خطيرة مؤخرًا بسبب أزمة إمدادات الغاز الروسية، رغم أنها لا تشتري الغاز مباشرة من روسيا، بل تقوم بشرائه عبر دول أوروبية أخرى مثل ألمانيا، والتي تعتمد من جانبها على روسيا للحصول على الغاز.