بعد استخدامها كقاعدة عسكرية ومعتقل، فجر جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، قبل عدة أيام، المبنى الرئيسي لجامعة الزهراء، في جنوبي قطاع غزة. لم ينفصل تفجير جامعة الزهراء، عن سلسلة الهجمات الإسرائيلية على المؤسسات والعملية التعليمية في قطاع غزة، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وبحسب أرقام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فقد دمّر الاحتلال الإسرائيلي بشكلٍ كامل 99 مدرسة وجامعة، ودمر بشكلٍ جزئي 295 مدرسة وجامعة. وعمد الاحتلال منذ يومه الأول في العدوان، إلى استهداف معظم الجامعات والمدارس في قطاع غزة، إذ دمر عدة بنايات تعود للجامعة الإسلامية، واستهدف جامعة الأزهر وكذا جامعة القدس المفتوحة.
وكان القصف الإسرائيلي البارز خلال اليوم الماضي، قد استهدف مركزًا للتدريب المهني، كان يضم في داخله 30 ألف نازح في خانيونس. وتحولت كل مدارس وجامعات قطاع غزة إلى مراكز للإيواء، في ظل التدمير الممنهج للمنازل، والحاجة إلى مكان للاحتماء فيه، خلال فصل الشتاء، واستمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع.
حرمان الطلاب من التعليم
ومنذ بداية العدوان على قطاع غزة، حُرم أكثر من 625000 طالب و22564 معلمًا من التعليم والمكان الآمن لأكثر من ثلاثة أشهر.
وتحدثت تقديرات، عن قتل الاحتلال الإسرائيلي 94 من أساتذة الجامعات الفلسطينية، وقال المرصد الأورومتوسطي عن ذلك: "المعطيات الأولية لعمليات الاستهداف تشير إلى عدم وجود أي مبرر أو هدف واضح وراء استهداف هؤلاء".
ووفق بيان أممي، فإنه "كلما طال أمد بقاء الطلاب خارج المدرسة، زادت صعوبة اللحاق بها، مع ما يترتب على ذلك من عواقب دائمة".
75% من الأبنية المدرسية والتربية الحكومية في #غزة تعرضت لأضرار بسبب العدوان الإسرائيلي. pic.twitter.com/3wfC305GIR
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) January 24, 2024
وعلى مدار أيام الحرب الإسرائيلية، فقد أكثر من 4551 طالبًا وطالبة حياتهم في قطاع غزة والضفة الغربية على يد الاحتلال، وأصيب 8193 بجروح.
وتم تحويل معظم مدارس الأونروا في قطاع غزة إلى ملاجئ، حيث تستضيف أكثر من 1.2 مليون نازح.
وبحسب الأرقام الأممية، تأثر 75 % من جميع المباني المدرسية في جميع أنحاء قطاع غزة، في حين تعرضت العديد من مؤسسات التعليم العالي أيضًا لأضرار. وقد استشهد ما لا يقل عن 340 نازحًا أثناء وجودهم في ملاجئ الأونروا، كما أصيب أكثر من 1,100 شخص.
وأشار البيان الأممي إلى أن الأمر لم يقتصر على قطاع غزة، ووصل إلى الضفة الغربية، إذ تأثر ما لا يقل عن 782000 طالب بسبب القيود المفروضة على الحركة والتصعيد، والخوف من المضايقات من قبل المستوطنين والقوات الإسرائيلية.
281 مدرسة حكومية و65 تابعة للأونروا تعرضت للقصف والتدمير في قطاع #غزة. pic.twitter.com/8gQ4B75yFb
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) January 24, 2024
أزمة طويلة
وقال المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في رام الله صادق الخضور، لموقع "الترا فلسطين"، إن اليوم الدولي للتعليم يأتي فيما تعيش الضفة الغربية وقطاع غزة ظروفًا صعبة للغاية، "وتتجاوز الظروف ما تعكسه الإحصائيات من أرقام، حيث أن هناك آثارًا نفسية وفاقدًا تعليمي".
وتابع الخضور: "العملية التعليمية، كانت مستهدفةً على الدوام؛ لكن وتيرة هذا الاستهداف زادت مع بداية الربع الرابع [7 تشرين الأول/أكتوبر] من العام المنصرم وتشهد تسارعًا".
فيديو | توثيق أولي للمجزرة الإسرائيلية في مدرسة الفاخورة التي تؤوي آلاف النازحين شمالي قطاع غزة pic.twitter.com/xYYDWahVUm
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) November 18, 2023
ومن ناحية الضفة الغربية، قال الخضور في حديثه مع "الترا فلسطين" إن العدوان على المدارس والعملية التعليمية يتركز تحديدًا في مناطق مسافر يطا، والبلدة القديمة في الخليل، والبلدة القديمة في القدس ومدارس جنوب نابلس، وأضاف: "هناك استهداف ونشهد ومصاعب أمام التعليم في مختلف مناطق الوطن بحكم الحواجز المنتشرة بين القرى والمدن، والاقتحامات المتكررة".
واحدة من معالم الهجوم على المدارس في الضفة الغربية، قيام مجموعات من المستوطنين، بحفر قبور في أرض قريبة من مدرسة فلسطينية لبدو عرب المليحات قرب مدينة أريحا، في رسالة تهديد صريحة لسكان التجمّع إذا لم يرحلوا من المكان، بحسب ما ورد في موقع "الترا فلسطين".
عاجل | أ ف ب عن مصادر طبية: انتشال حوالي 50 شهيدًا من داخل مدرسة البراق في غزة بعد قصف صاروخي ومدفعي عليها pic.twitter.com/HrzjoTF5Er
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) November 10, 2023
من جانبها، قالت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان ومقرها رام الله، إن العدوان الحربي الإسرائيلي يشكل انتهاكًا صارخًا لحق الأفراد في التعليم وفقًا للمعاهدات الدولية ذات العلاقة، ويحتم القانون الدولي الإنساني على إسرائيل احترام المدنيين والأعيان المدنية بما فيها المؤسسات التعليمية.
وأضافت الهيئة، بأنه على هيئات الأمم المتحدة ذات الاختصاص العمل فورًا لإجبار إسرائيل على وقف عدوانها فورًا، وأن تقوم الهيئات الدولية ذات الاختصاص بتحمل مسؤولية توفير بنية تحتية تعليمية مؤقتة، وحماية الطلبة وضمان حقهم في التعليم الآمن وبجودة عالية وفقًا للمعايير الدولية.