ألترا صوت – فريق التحرير
أكد الفريق الخاص بزعيمة الاحتجاجات في بيلاروسيا ماريا كولسنيكوفا أن السلطات المحلية احتجزتها في مكان مجهول، بعد رفضها محاولات الضغط التي مورست عليها لمغادرة البلاد من قبل الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، بهدف تقويض الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها العاصمة مينسك مطالبة لوكاشينكو بالتنحي عن السلطة.
ادعت السلطات البيلاروسية اعتقال المعارضة ماريا كولسنيكوفا ا أثناء محاولتها مغادرة البلاد، بينما كانت كولسنيكوفا قد صرحت بعدم نيتها الخروج من بيلاروسيا مشددة على ضرورة "المقاومة من الداخل"
ونقلت وسائل إعلام مختلفة تأكيد السلطات المحلية في بيلاروسيا اعتقال كولسنيكوفا أثناء محاولتها العبور إلى أوكرانيا، وقال الناطق باسم حرس الحدود البيلاروسي في تصريحات مقتضبة إن "كولسنيكوفا معتقلة حاليًا". هذا بعد أن كانت كولسنيكوفا قد صرحت، وفق ما نقلته صحيفة ليبراسيون الفرنسية، بعدم نيتها مغادرة البلاد مشددة على ضرورة "المقاومة من الداخل".
اقرأ/ي أيضًا: لوكاشينكو يستعين ببوتين لقمع المعارضة والصحافة في بيلاروسيا
بينما قال نائب وزير الداخلية الأوكراني أنطون جيراشينكو إن تسيبكالو وتيخانوفسكايا "طردن بالقوة من بلادهن لكن لم يتم النجاح في إبعاد ماريا كولسنيكوفا من بيلاروسيا لأن هذه المرأة الشجاعة منعتهم بمناورتها". فيما ذكرت وكالة انترفاكس الأوكرانية أن كولسنيكوفا مزقت جواز سفرها قرب الحدود مع كييف حتى لا يتم إبعادها قسرًا، مما دفع بالسلطات المحلية لاعتقالها.
من جانبه ندد حلف الشمال الأطلسي/الناتو بما وصفه بالاعتقالات التعسفية وحالات الاختطاف للشخصيات المعارضة البارزة في بيلاروسيا، في إشارة لاختطاف ملثمين كولسنيكوفا من العاصمة مينسك قبل أقل من يومين على ظهورها قرب الحدود مع أوكرانيا. وقال بيان صادر عن الحلف الأطلسي إن أمينه العام ينس ستولتنبرغ يعرب "عن قلقه الشديد إزاء الاعتقالات التعسفية واختطاف شخصيات معارضة"، واصفًا إياها بأنها "انتهاكات غير مقبولة للمعايير الدولية".
أما في سياق محاولة الضغط على لوكاشينكو لتقديم تنازلات تمهد لتنحيه عن السلطة، دعت تيخانوفسكايا في كلمة لها أمام الجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي إلى فرض المزيد من العقوبات على لوكاشينكو والمسؤولين المتورطين في حملات القمع العنيفة التي طالت أنصارها مؤخرًا. وقالت في كلمتها التي بثت عبر دائرة الفيديو "نحن بحاجة إلى ضغط دولي على هذا النظام، على هذا الشخص (لوكاشينكو) الذي يتمسك بشدة بالسلطة"، مشددةً على الحاجة لفرض "عقوبات على الأفراد الذين يصدرون وينفذون أوامر جنائية تنتهك الأعراف الدولية وحقوق الإنسان"، مطالبة بالإفراج عن كولسنيكوفا وباقي المعارضين المعتقلين داخل السجون.
فرضت دول البلطيق ومعها حلف شمال الأطلسي سلسلة عقوبات على لوكاشينكو وشخصيات وكيانات مقربة منه على خلفية قمع الاحتجاجات والتزوير الانتخابي
هذا في الوقت الذي تشهد فيه العاصمة مينسك احتجاجات يومية دعا إليها مجلس تنسيق المعارضة منذ يوم 10 آب/أغسطس 2020، ردًا على نتائج انتخابات الرئاسة التي شكك الاتحاد الأوروبي بنزاهتها، واعتقلت السلطات المحلية ما لا يقل على 7 آلاف متظاهر منذ مطلع الشهر الماضي، في الوقت الذي أعلنت الأمم المتحدة تلقيها 450 بلاغًا لمعتقلين تعرضوا أثناء احتجازهم للتعذيب والانتهاكات.
اقرأ/ي أيضًا: السعودية تصعد الانتهاكات الحقوقية الممنهجة في معتقلاتها
في غضون ذلك تحدث عضو مجلس المعارضة وزميل كولسينكوفا أنتون رودننكوف في مؤتمر صحفي عقد في كييف عن تعرضه مع زميل آخر للاختطاف عندما كانا في طريقهما إلى شقة كولسنيكوفا بعد تداول خبر اختفائها. وأشار رودننكوف إلى محاولات ضغط مورست من قبل المسؤولين في السلطات المحلية عبر التهديد بالمحاكمة في حال رفض مغادرة البلاد برفقة كولسنيكوفا.
في سياق العقوبات على نظام لوكاشينكو فرضت ليتوانيا وأستونيا ومعهما لاتفيا، المعروفة بدول البلطيق، إلى جانب حلف الناتو عقوبات على لوكاشينكو إلى جانب 30 مسؤولًا آخرًا في بيلاروسيا، مشيرةً إلى أن لوكاشينكو شخصًا غير مرغوب فيه، وأن القائمة السوداء أتت بسبب التزوير الانتخابي وقمع المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية، وأوضحت دول البلطيق أن العقوبات تأتي ضمن الجهود المنسقة لدعم الاحتجاجات في بيلاروسيا المجاورة، فيما ردت مينسك على العقوبات بالمثل.
ومن المتوقع أن ينضم الاتحاد الأوروبي إلى دول البلطيق والناتو بفرض عقوبات على 31 مسؤولًا كبيرًا في الحكومة البيلاروسية، بما فيهم الرئيس لوكاشينكو ووزير الداخلية يوري كارايف بحلول منتصف أيلول/سبتمبر الجاري، بعد موافقته على اللجوء إلى فرض عقوبات على مينسك في اجتماع غير رسمي أواخر الشهر الماضي، إضافة لواشنطن التي أشارت في بيان صادر عن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن واشنطن تدرس بالتنسيق مع الحلفاء "فرض عقوبات إضافية هادفة لضمان محاسبة المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان والقمع في بيلاروسيا".
يذكر أن كولسنيكوفا ومعها فيرونيكا تسيبكالو وسفيتلانا تيخانوفسكايا أسسن تحالفًا نسائيًا بهدف الإطاحة بالرئيس لوكاشينكو الذي يحكم البلاد منذ 26 عامًا في انتخابات الرئاسة الشهر الماضي. التي قالت لجنة الانتخابات المركزية بخصوصها إن لوكاشينكو فاز في الانتخابات بنسبة 80 %، بينما لم تتجاوز مرشحة التحالف النسائي تيخانوفسكايا حاجز الـ10 % من الأصوات. وغادرت بيلاروسيا كلًا من تسيبكالو إلى بولندا قبل أيام، بينما غادرت تيخانوفسكايا إلى ليتوانيا في وقت سابق من آب/أغسطس الماضي، فيما نقلت وسائل إعلام غربية رفض كولسنيكوفا مغادرة البلاد رغم الضغوط التي مورست عليها حتى لا تظهر في موقف أنها تخلت عن أنصارها.
اقرأ/ي أيضًا:
القضاء البريطاني يستأنف النظر في إجراءات تسليم جوليان أسانج للسلطات الأمريكية
حكم سعودي بالسجن على 8 من قتلة خاشقجي وانتقادات حقوقية لمسار المحاكمة ونتائجها