أنا: أرى ساعة فوق المدخل وأسأل الحارس:
أخبرني، هل الساعة تدق بشكل صحيح؟
"طبعًا"، يجيب الحارس.
إذن، لماذا هي هنا؟
وتنتهي المحادثة بلا فائدة تُذكر.
*
من أخبرك بالفعل أنك نابليون؟
لم أكن لأقفز بالمظلات مطلقًا، لولا تلك الدجاجة الكبيرة.
هل ما زالت الأضواء مضاءة؟
سأعود حالًا. لا بد لي من الذهاب إلى المرحاض.
وبعد ثلاث ساعات من الانتظار
عدت
متنكرًا بزي الوحش
وأنا أردد:
يا دكتور أخي مجنون أيضًا
إنه يعتقد أنه دجاجة
الدكتور: لماذا لا تضعه في المصح الوطني الكبير؟
أريد ذلك، لكني أحتاج إلى البيض.
*
مرحبًا صديقي
أنا أرتدي شيئًا يشبه النافورة الكامنة
الساعة الآن الخامسة بتوقيت بغداد
الكلمات في قصائدي تقول إنني أحمل الشمس
الكلمات تتساقط مثل المرايا هنا
أريد أن أخبرك أنني أكتب لساعات طوال، 16 ساعة أحيانًا، بحثًا عن كلمات غير مكبّلة بالخطوط المتوازية.
أبحث عن كلمات زئيرها ألوان متوترة تقتل كل شيء فيك لتبقى
أظنّكَ تفهمني
كل شيء، كل الأشياء
المشاعر والغموض
الظهورات والصراع الدقيق
الخيال المصطنع للأشياء الأكثر وضوحًا.
أنا موجود هنا في بغداد مع كلماتي لأجعل أطفالي سعداء
لأحرس بلدي من الغزوات البربرية.
هذا سبب جيد للكتابة، أليس كذلك يا صديقي؟
هناك في كل مكان، كما هو، مع أخطائي المطبعية
أكتب على الصخور المتدفقة من السحب
أكتب على الرماد والحجر الحي
أكتب وأكتب.
*
صديقي،
مرحبًا متجددة
أنا أرتدي شيئًا يشبه النافورة الكامنة
أنا ميشيل هدير الألوان الضيقة، تشابك الأضداد وكل التناقضات،
راكب دراجة في مصح
عشتُ حدثًا مذهلًا
تعال وانضم إلينا في الثلاثين ساعة القادمة
قصيدة مزيّفة مرتديها يكافح الإعلانات الجافة في بركٍ ميتة.
صديقي،
يمكنني حقًا أن أقول إنني
ولدت قبل أن أولد عام 1987 في جنوب بغداد
مخلوقًا مريضًا ومقموعًا على رف الكتب
بشعر أسود رغويّ
وحذاء مصنوع من فاكهة بركانية
اصطدمت سيارتي المشوّهة بسريري البري
فخرجت طيور ذات أكمام طويلة من عيني.
*
قبري متصدع
الكتابة حرق مخفي في صخور معقمة
ولدت عاريًا كالعادة
سأعتذر لأمي في المرة القادمة،
لن أولد عاريًا في المرة القادمة.
مرحبًا يا رفوف معطف الأقنعة المزيفة
الشّعر الهامشي والبديل في هذا البلد البعيد
من اقتلع عيون التمثال؟