09-سبتمبر-2024
مدير منظمة الصحة العالمية ووزير الصحة السوداني خلال مؤتمر صحفي (منصة إكس)

مدير منظمة الصحة العالمية ووزير الصحة السوداني خلال مؤتمر صحفي (منصة إكس)

بعد 16 شهرًا على اندلاع الحرب بالسودان، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن حصيلة مرتفعة للضحايا في بلد يعاني من أزمة إنسانية غير مسبوقة، ونزوح داخلي وخارجي هو الأكبر في العالم.

فقد أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عن مقتل ما يزيد على 20 ألف سوداني، مشيرًا إلى أن "العدد الفعلي للقتلى قد يكون أكبر بكثير"، مشيرًا إلى أن "السودان يعاني من أزمة عاصفة. حجم الدمار صادم، والإجراءات المتخذة للحد من الصراع غير كافية".

أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عن مقتل ما يزيد على 20 ألف سوداني

وقال غيبريسوس، خلال مؤتمر صحفي عقده بمدينة بورتسودان، المقر المؤقت للحكومة السودانية: "حسب المعلومات المتوفرة بشأن حرب السودان، فإن هناك أكثر من 20 ألف قتيل، و10 ملايين نازح، و2 مليون لاجئ في دول الجوار"، وأضاف: "السودانيون يعانون اليوم من أزمات متتالية، أكبر موجة نزوح في العالم وخطر المجاعة يهدد أكثر من 25 مليون نصف سكان السودان، بينهم أكثر من 14 مليون يحتاجون لتدخل عاجل".

وتابع: "كما يعانون من كوارث طبيعية تهدد بانهيار البنية التحتية وانتشار الأمراض وانهيار في القطاع الصحي، وهناك أعداد مقدرة تعرضت للعنف الجنسي"، مشيرًا إلى أن "70 % من القطاع الصحي متوقف عن تقديم الخدمات، وسط صعوبة الوصول إلى تلك الخدمات".

وأوضح مدير منظمة الصحة العالمية أن زيارته للسودان جاءت بغرض حشد مزيد من الموارد لتخفيف الصعوبات الإنسانية والصحية في البلاد"، مناشدًا "المجتمع الدولي والعالم للاستيقاظ ومساعدة السودان في هذه الأزمة، وشدد على" ضرورة وقف إطلاق النار، وحماية المؤسسات الصحية والعاملين بالمجال الصحي، واستدامة توصيل المساعدات".

جاءت تصريحات غيبريسوس في ختام زيارة استمرت يومين للمدينة، حيث التقى برئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وتناول اللقاء تأثيرات الصراع الدائر على الأوضاع الصحية في جميع أنحاء البلاد. وأكد المسؤول الأممي على اتفاقه ورئيس مجلس السيادة على "الأهمية الحيوية لضمان الوصول المستدام عبر الحدود وداخل البلاد، عن طريق البر والجو والبحر، للأدوية والإمدادات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها لدعم المجتمعات التي تحتاج بشدة إلى الرعاية".

وأكد غيبريسوس من جديد على الالتزام الثابت لمنظمة الصحة العالمية بدعم تقديم الخدمات الصحية للمجتمعات المتضررة من الحرب، والدعوة إلى زيادة الموارد لتوسيع نطاق التدخلات المنقذة للحياة، لتلبية الاحتياجات الصحية وجميع الاحتياجات الإنسانية الأخرى.

يشار إلى أن الأرقام التي قدمتها منظمة الصحة العالمية، تتفاوت مع الأرقام التي قدمتها الأمم المتحدة، إذ أشار تقرير صادر في كانون الثاني/ يناير الماضي، إلى مقتل ما بين 12 ألف إلى 15 ألف شخص بمدينة الجنينة وحدها، في الفترة الممتدة بين نيسان/أبريل وحزيران/يونيو 2023.

فيما أعلنت نقابة أطباء السودان، في أيار/مايو الماضي، عن مقتل أكثر من 30 ألف سوداني، وإصابة أكثر من 70 ألف آخرين، وتوقعت أن يكون الرقم الحقيقي للضحايا أكبر بكثير، بسبب العوائق والعقبات التي تمنع وصول الفرق الطبية والتطوعية إلى مناطق النزاع.

وفي حزيران/يونيو، أصدرت لجنة "الإنقاذ الدولية" تقريرًا عن الأوضاع في السودان، مشيرة إلى أن تقديراتها تشير إلى أن عدد ضحايا الحرب يصل إلى 150 ألف شخص. وهو الرقم الذي أشار إليه المبعوث الأميركي الخاص للسودان، توم بيرييلو.