ألترا صوت – فريق التحرير
رفض القضاء البريطاني طلب فريق الدفاع عن مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج المرتبط بتأجيل الجلسة الخاصة بتسليم موكله للولايات المتحدة، خلال جلسة الاستماع الافتتاحية يوم الاثنين 8 أيلول/سبتمبر 2020. والمتوقع أن تكون هذه الجلسة الأولى ضمن عدة جلسات تستمر على مدار الأسابيع القادمة، بعدما تم تأجيلها بسبب جائحة فيروس كورونا الجديد في أيار/مايو الماضي وفق ما نقلته النسخة الدولية لصحيفة الغارديان البريطانية.
وصف فريق الدفاع عن أسانج محاولة تسليم موكله للسلطات الأمريكية بهدف محاكمته على أنها استهداف سياسي ضد حرية التعبير والصحافة الاستقصائية
وظهر أسانج (49 عامًا) في مبنى المحكمة الجنائية أولد بيلي، إحدى أقدم وأشهر المحاكم البريطانية، من خلف حاجز زجاجي للرد على لائحة الاتهام الأمريكية المؤلفة من 18 تهمة الموجهة إليه بعدما جرى اعتقاله من السفارة الإكوادورية في نيسان/أبريل من العام 2019. فيما أجاب أسانج على سؤال القاضية فانيسا باريتسر إن كان مستعدًا بالموافقة على تسليمه لواشنطن بكلمة "لا"، لترد عليه باريتسر بالقول "هذا الرد الذي كنت أتوقعه".
اقرأ/ي أيضًا: حكم سعودي بالسجن على 8 من قتلة خاشقجي وانتقادات حقوقية لمسار المحاكمة ونتائجها
بينما انتقد المحامي في فريق الدفاع عن أسانج، مارك سمرز رفض المحكمة تأجيل جلسة المحاكمة بسبب تأخر واشنطن بتقديم لائحة الاتهام الجديدة، مشيرًا إلى أن الاتهامات التي ظهرت حديثًا قد يشمل كل اتهام منها سببًا منفصلًا يسمح بتسليم أسانج إلى واشنطن، واصفًا ما يحدث في المحاكمة بالأمر غير الطبيعي وغير العادل، علمًا أن عدد صفحات الدعوى التي قدمها الادعاء الأمريكي بلغ 99 صفحة، بما في ذلك لائحة الاتهامات الجديدة المؤلفة من 48 صفحة.
من جهته وصف المحامي الآخر في فريق الدفاع عن أسانج إدوارد فيتزجيرالد دوافع الملاحقات ضد مؤسس ويكيليكس بأنها "سياسية"، مما يجعلها "باطلة" لأن الاتفاق الأمريكي البريطاني يمنع "بشكل صريح" عمليات التسليم من أجل "جرائم سياسية"، متهمًا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه يريد جعل موكله "نموذجا" في "حربه ضد الصحافيين الاستقصائيين".
في حين كان ممثل الادعاء الأمريكي جيمس لويس قد أشار إلى أن واشنطن لا تريد من لندن تسليم أسانج لأنه "كشف معلومات محرجة أو مزعجة"، بل لأنه قام بتعريض "مصادر أمريكية للخطر" بنشره هذا الكم الهائل من المعلومات، مضيفًا أن أسانج يتحمل مسؤولية "إحدى أكبر عمليات الكشف عن معلومات سرية في تاريخ الولايات المتحدة".
اقرأ/ي أيضًا: ملف تسمم أليكسي نافالني يهدد إمدادات الغاز الروسية إلى أوروبا
يذكر أن لائحة الاتهام الجديدة التي قدمتها واشنطن تزعم تعاون أسانج ما بين عامي 2007 – 2015 مع مجموعة من قراصنة LulzSec الإلكترونية للحصول على معلومات سرية نشرت في موقع ويكيليكس. فضلًا عن لعبه دورًا بارزًا في مساعدة موظف الأمن القومي السابق إدوارد سنودون على تسريب تفاصيل برامج المراقبة السرية من خلال نشرها عبر موقع ويكيليكس أيضًا.
في غضون ذلك احتشد العشرات خارج أسوار مبنى محكمة أولد بيلي للاحتجاج على محاكمة مؤسس ويكيليكس ونية تسليمه لواشنطن، من بينهم والد أسانج، جون شيبتون. بينما كانت تسير شاحنة بين الحشود طبع عليها صورة كبيرة لأسانج كتب بجانبها "الصحافة ليست جريمة.. لا تقوموا بتسليم أسانج". ونقلت صحيفة الغارديان البريطانية على لسان الصحفي الاستقصائي الأمريكي السابق مارك فيلدشتاين إشارته إلى أن المسؤوليين الأمريكيين غالبًا ما يقومون بتسريب المعلومات بأنفسهم، وأشارت الصحيفة إلى أن فيلدشتاين أوضح في بيانه أنه بصرف النظر عن أن أسانج غير تقليدي في كشفه للمعلومات، إلا أن بنود الدستور الأمريكي المرتبطة بحرية التعبير والصحافة تضمن له الحماية، فضلًا عن أن المعلومات التي نشرها كانت من أجل "الصالح العام"، وأنها "كشفت عن أفعال غير قانونية وغير أخلاقية" قامت بها الحكومة الأمريكية.
اقرأ/ي أيضًا:
الالتفاف على العقوبات الأمريكية محور زيارة وفد الكرملين لبشار الأسد
الملفات السيادية الوطنية والعسكرية على طاولة المشاورات الليبية برعاية مغربية