يعتقد مسؤولون أميركيون أنّ المجاعة الحالية في السودان تتجه لأن تكون المجاعة الأكثر فتكًا في البلاد، بسبب استمرار الحرب وعدم وصول المساعدات.
مطلع شهر آب/أغسطس الجاري، توصلت لجنة مراجعة المجاعة التابعة للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي ـ وهي الهيئة العالمية الرئيسة التي تحلل أزمات الغذاء ـ إلى وجود مجاعةٍ في مخيم زمزم في شمال دارفور بالسودان، وهذه المرة الثالثة التي تستخدم فيها اللجنة هذا التصنيف.
ويعد مخيم زمزم أحد أكبر مخيمات النازحين داخليًا في السودان، إذ يستضيف أكثر من نصف مليون نازح داخلي. وتشير بعض التقديرات إلى أن عددهم يصل إلى 800 ألف شخص، ولا يزال "يتدفق عليه النازحون في وقت تهدد فيه الفيضانات بتلويث مرافق المياه والصرف الصحي".
مجاعة السودان الراهنة هي مجاعة من صنع الإنسان بالكامل بدعم من رعاة خارجيين، حيث يستخدم التجويع كسلاح حرب، ويُمنع دخول الغذاء ووصول المكملات الغذائية الطارئة المنقذة للحياة إلى المحتاجين
وبحسب تقرير لجنة مراجعة المجاعة الذي نشر حديثًا: "العوامل الرئيسة وراء المجاعة في مخيم زمزم هي الصراع وانعدام وصول العون الإنساني"، لأن الفصائل المتقاتلة منعت دخول الغذاء وغيره من المساعدات الإنسانية إلى المخيم.
يذكر أن لجنة مراجعة المجاعة تحدد المجاعة في أي منطقة معينة عندما يواجه ما لا يقل عن 20% من الأسر نقصًا حادًّا في الغذاء، ويعاني ما لا يقل عن 30% من الأطفال من سوء التغذية الحاد، ويتجاوز معدل الوفيات اليومي شخصين لكل 10 آلاف.
المجاعة بوصفها سلاح حرب
نقلت مجلة نيوزويك عن مسؤولين أميركيين أنّ المجاعة الحالية في السودان قد تصبح أكثر فتكًا من آخر مجاعة عالمية كبرى في الصومال عام 2011، مع الإشارة إلى أنّ التقديرات وقتئذ أفادت أنّها ـ مجاعة 2011 في الصومال ـ قتلت 250 ألف شخص، نصفهم من الأطفال دون سن الخامسة.
وبحسب سامانثا باور مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، فإن مجاعة السودان الراهنة هي "مجاعة من صنع الإنسان بالكامل بدعم من رعاة خارجيين، حيث يستخدم التجويع كسلاح حرب، ويُمنع دخول الغذاء ووصول المكملات الغذائية الطارئة المنقذة للحياة إلى المحتاجين".
وأشارت باور إلى أن انعدام الأمن الغذائي في البلاد يمتد إلى ما هو أبعد من مخيم زمزم، حيث "يعاني أكثر من 90% من الأطفال الذين فحصتهم المنظمات الإنسانية في وسط دارفور، وهم أكثر من 4 آلاف طفل في 5 مواقع، من شكلٍ من أشكال سوء التغذية الحاد".
وعلقت مجلة نيوزويك بأنّ حجم الجوع في السودان هائل، وتقدر الأمم المتحدة أن "حوالي 25.6 مليون شخص، يشكلون أكثر من نصف سكان السودان، يواجهون جوعًا حادًا، منهم أكثر من 755 ألف شخص على شفا المجاعة".
يشار إلى أنّ الحرب الأهلية المستمرة منذ 16 شهرًا في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع كانت لها آثارٌ إنسانية مدمرة، إذْ نزح بسببها ما يقرب من 10.7 ملايين شخص داخليًا، وقُتل ما يزيد على 14 ألف شخص، وفقًا لبيانات وتقارير الأمم المتحدة.