17-أكتوبر-2024
أولاف شولتز

المستشار الألماني أولاف شولتز (رويترز)

أكد المستشار الألماني، أولاف شولتز، أمس الأربعاء، أن ألمانيا ستواصل إرسال المزيد من شحنات الأسلحة إلى إسرائيل في ظل عدوانها المستمر على غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، والذي توسّع لاحقًا إلى عمق الأراضي اللبنانية الشهر الماضي، وذلك بعد أيام من تأييد وزير الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، استهداف جيش الاحتلال للمدنيين في شمال غزة.

وقال شولتز في بيان حكومي حول القمة الأوروبية المقبلة في بروكسل: "هناك شحنات وستكون هناك دائمًا شحنات إضافية. يمكن لإسرائيل الاعتماد على ذلك"، مضيفًا أن "حماس هاجمت إسرائيل قبل أكثر من عام"، وأنه ينبغي على ألمانيا "إبقاء إسرائيل في وضع يتيح لها القدرة على الدفاع عن أراضيها"، مشددًا على أنه "يمكن لإسرائيل الاعتماد على تضامننا. الآن، وفي المستقبل".

وفي مقابل ذلك، أكد المستشار الألماني أنه لا تزال هناك حاجة إلى توفير المساعدات الإنسانية لسكان غزة، وعلى ضرورة الالتزام بقواعد القانون الدولي في حرب الشرق الأوسط، موضحًا في حديثه أن هناك حاجة أيضًا إلى توافر منظور لحل الدولتين مع الفلسطينيين.

أكد المستشار الألماني أن بلاده ستواصل إرسال المزيد من شحنات الأسلحة الإضافية إلى إسرائيل "الآن، وفي المستقبل"

وأشار شولتز إلى أن هناك مدنيين قُتلوا في هذه الحرب، وأن الإنسانية تفرض التعاطف مع جميع الضحايا، لافتًا إلى الحاجة إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار ينتهي بإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، كما الحاجة إلى عقد هدنة في شمال إسرائيل، محذرًا في نهاية تصريحاته إيران من الاستمرار في مهاجمة إسرائيل بالصواريخ، قائلًا: "إيران تلعب بالنار. يجب أن يتوقف ذلك".

زعيم "حزب البديل" ينتقد تصريحات شولتز

وفي السياق، انتقد زعيم حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، تينو شروبالا، تصريحات شولتز المرتبطة بتقديم شحنات أسلحة إضافية إلى إسرائيل، وقال في كلمة له في البرلمان: "من خلال شحنات الأسلحة التي تقدمونها إلى إسرائيل، تقبلون بتجريد جميع المدنيين الذين قتلوا على الجانبين من إنسانيتهم. أنتم لا تساهمون في التهدئة، بل إنكم تسكبون مزيدًا من الزيت على النار".

وتابع مضيفًا أن الحكومة الألمانية تعتقد أنها "يمكنها حل النزاعات في الشرق الأوسط عبر شحنات الأسلحة"، ورأى شروبالا أنه "لا يجب أن يكون هناك تسليم أسلحة ألمانية لأي طرف من أطراف النزاع"، لكنه أكد أيضًا على "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".

وأضاف شروبالا أن ألمانيا تورد الأسلحة وتفترض أن أحد الأطراف سينتصر في الشرق الأوسط في نهاية المطاف، معتبرًا أن هذا التقييم "قصير النظر"، لافتًا إلى أن "أكثر من عشرة آلاف طفل قُتِلوا في الصراع بالفعل".

وأعرب شروبالا عن اعتقاده بأن الهدف يجب أن يكون تحقيق السلام وحل الدولتين، مشيرًا إلى أن "مكافحة معاداة السامية في ألمانيا وأوروبا لا تعني شن حرب على مناطق الاستيطان في قطاع غزة والضفة الغربية. نحن بحاجة أخيرًا إلى مبادرة سلام تنطلق من ألمانيا".

وتأتي تصريحات شولتز، بعد أيام من قول وزيرة الخارجية الألمانية: "الدفاع عن النفس يعني بالطبع تدمير الإرهابيين، وليس مهاجمتهم فقط"، وزعمت الوزيرة الألمانية أن "حماس تختبئ في التجمعات المدنية والمدارس"، مضيفةً "لهذا السبب أوضحت للأمم المتحدة أن المناطق المدنية قد تفقد أيضًا وضعها المحمي، بسبب إساءة استخدامها من قبل الإرهابيين".