كشف تحقيق تقني عميق، أن شركة الاتصالات المصرية الرسمية، التابعة للحكومة المصرية، تستخدم أجهزة شركة "ساندفاين-بروكيرا" للتجسس وتحييد الأنشطة غير المرغوبة على شبكة الإنترنت.
التحقيق قام به مُؤخرًا مختبر "سيتيزن لاب - Citizen Lab"، وهو مختبر بحثي يقع بجامعة تورنتو بكندا، يركز على البحث والتطوير والسياسة الإستراتيجية رفيعة المستوى والمشاركة القانونية في تقاطع تكنولوجيات المعلومات والاتصالات وحقوق الإنسان والأمن العالمي.
كشف تحقيق تقني أجراه مختبر "سيتيزن لاب" عن استخدام السلطات المصرية أجهزة تجسس على الإنترنت
وساندفاين هي شركة كندية، استحوذت عليها شركة أسهم أمريكية خاصة. وتبيع ساندفاين أجهزة ومنتجات تقنية مصممة خصيصًا للتحكم في شبكات الإنترنت واسعة النطاق، حسب رؤية الحكومات أو المؤسسات التي تستعين بخدماتها، بدءًا من إنشاء الخدمة، والفلترة، إلى إدارة مرور البيانات. وهي قادرة أيضًا على إعطاء الأولوية لأنواع مختلفة من حركة المرور على الإنترنت وتحليلها وحظرها وحقنها وتسجيلها.
اقرأ/ي أيضًا: كيف تستخدم الأنظمة العربية برامج التجسس الغربية لقمع النشطاء والحقوقيين؟
يقول باحثو مختبر "Citizen Lab" إنهم قاموا بفحص لشبكة الإنترنت، ليكتشفوا أن هناك استخدام لأجهزة ساندفاين في مصر للقيام بـ"فحص عميق للحزم" (Deep Packet Inspection) في نشاطات مشبوهة، تتمثل بالإضافة إلى التجسس، في تعدين العملات الرقمية من خلال أجهزة المستخدمين.
وقد تم العثور على أجهزة "middle boxes" في شبكة تليكوم مصر (المصرية للاتصالات)، تم استخدامها لإعادة توجيه مستخدمي العديد من مزودي خدمة الإنترنت في مصر إلى إعلانات وسكربتات تعدين عملات رقمية، حيث يتم تحويل الزوار بشكل جماعي إلى إعلانات لفترة قصيرة من الزمن، أو يتم استهداف بعض موارد "الجافا سكربت" في المواقع، وإبطالها بغاية حقن إعلانات. ويرجح أن الغرض من هذه العملية هي محاولة جمع الأموال سرًا.
ويذكر الفريق البحثي، أنه وجد بصمة أجهزة تطابق جهاز "باكيت لوجيك ساندفاين" الموجود لديهم، وتأكد من أن هذه الأجهزة تقوم بحجب محتويات سياسية وصحفية، ومحتويات متعلقة بحقوق الإنسان.
واستخدمت هذه الأجهزة في مصر لحجب المئات من المواقع (أكثر من 400 موقع) الإخبارية والسياسية والحقوقية، من بينها موقع "ألترا صوت".
وفي محاولة للتأكد من علم شركة ساندفاين باستخدام منتجاتها التقنية لأغراض مشبوهة من قبل الجهات التي تقتني خدماتها، أجرى فريق "سيتيزن لاب" بحثًا عبر موقع لينكد إن، ليكتشف أنّ ثمّة مهندس مُحترف تابع لشركة ساندفيان، يقيم في القاهرة بالفعل.
يعني ذلك أن الشركة ليس فقط تعرف بالاستخدامات المشبوهة لمنتجاتها من طرف عملائها في مصر، بل أيضا يعمل موظفوها على الأرض للمساعدة. وعندما واجه الفريق المحقق الشركة بما توصلوا إليه من نتائج، ردت عليهم إدارة الشركة في رسالة بأن معلوماتهم "كاذبة و مضللة وخاطئة"!
أكدت التحقيقات أن الشركة المنتجة للأجهزة ليس فقط تعرف بأمر استخدامها من قبل الأنظمة في الأنشطة المشبوهة وإنما أيضًا تساعد على ذلك
وتجدر الإشارة إلى أن الشركة التي استحوذت على شركة ساندفاين وبوركيرا، ودمجتهما معا في عام 2017، هي شركة "Francisco Partners" ومقرها في الولايات المتحدة الأمريكية، وتملك العديد من الاستثمارات في شركات التقنية ثنائية الاستخدام، تشمل بعض مزودي أدوات مراقبة الإنترنت، مثل مجموعة "NSO" الإسرائيلية التي تطور وتبيع أدوات تجسس للهواتف، والتي تم استخدامها أدوات للتجسس في العديد من البلدان للتجسس على صحفيين، ومحامين، ومدافعين عن حقوق إنسان.
اقرأ/ي أيضًا:
مصر والإمارات وغيرهما.. أنظمة عربية تحاصر الإنترنت بتقنيات تجسس أجنبية
فضائح رأس المال.. شركات عالمية تتجسس على جماعات ونشطاء حقوقيين