تتواصل التحذيرات من خطر كارثة إنسانية في قطاع غزة، مع مواصلة الاحتلال الإسرائيلي عدوانه، بعد انتهاء الهدنة الإنسانية في القطاع المحاصر.
وقال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، إن سكان غزة قد ضعفوا كثيرًا لدرجة أنه يخشى أن يبدأ الكثير من الناس في الموت بسبب الأمراض وكذلك القصف الإسرائيلي للقطاع، وفق مقابلة مع "فايننشال تايمز".
المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين: "أنا قلق للغاية بشأن دخول فصل الشتاء، بعد أن رأيت تأثير الحصار، وبعد أن شهدنا ضعف مناعة الناس بعد هذه الحرب"
وأضاف: "أنا قلق للغاية بشأن دخول فصل الشتاء، بعد أن رأيت تأثير الحصار، وبعد أن شهدنا ضعف مناعة الناس بعد هذه الحرب، وحرمانهم ومعاناتهم، فقد نكون على أعتاب كارثة إنسانية من نوع تسونامي".
وفي تصريحاته قبل نهاية الهدنة، استمر بالقول: "إذا كان لديك هجوم بنفس الشدة [في الجنوب].. لا يمكن للمرء أن يتوقع فقط إعادة نزوح واسعة النطاق للسكان. الخوف هو أنه سيكون هناك أيضًا عدد مذهل من الأشخاص الذين قد يُقتلون، خاصة مع هذه الكثافة السكانية".
وأشار لازاريني إلى أن العاملين في مجال الصحة يحذرون بالفعل من "زيادة كبيرة في الأمراض المنقولة بالمياه، وظهور التهاب الكبد والأمراض الجلدية، بسبب مزيج من عدم وجود ما يكفي من الغذاء، والحصول على المياه النظيفة، والظروف غير الصحية بشكل متزايد".
وقال المفوض العام للأونروا إنه "شعر بالصدمة والحزن التام" عندما زار غزة الأسبوع الماضي، واصفًا الأشخاص الذين أجبروا على ترك منازلهم ولجأوا إلى المباني العامة بأنهم "يتوسلون من أجل أبسط الأساسيات".
وأثناء زيارته لمركز تدريب مهني حيث لجأ 35,000 شخص إليهم بعد إجبارهم من قبل جيش الاحتلال على النزوح، قال إنه تحدث إلى أسرة مكونة من ستة أفراد، تنام على أرضية خرسانية، دون بطانيات أو مراتب، ويعيشون بنفس الملابس منذ 50 يومًا.
وقال لازاريني عن أولئك الذين أجبروا على العيش هناك: "إنهم يشعرون بأنهم مجردون من كرامتهم"، موضحًا أنهم اضطروا إلى الوقوف في طوابير لساعات لاستخدام المراحيض التي فاضت بمياه الصرف الصحي، ووصف ذلك، بالقول: "كان هذا المكان مكتظًا، وكانت الظروف المعيشية الصحية مروعة للغاية... لا يمكنهم استقبال المزيد من الأشخاص بسبب الاكتظاظ".
أثناء زيارته لمركز تدريب مهني حيث لجأ 35,000 شخص إليهم بعد إجبارهم من قبل جيش الاحتلال على النزوح، قال إنه تحدث إلى أسرة مكونة من ستة أفراد، تنام على أرضية خرسانية، دون بطانيات أو مراتب، ويعيشون بنفس الملابس منذ 50 يومًا
وقال لازاريني، إن عودة العدوان والحرب واسعة النطاق "سوف تعجل بالموت على نطاق واسع. ومن المرجح أن ترى المزيد من الناس يموتون بسبب تأثير الحصار، ولن يصمدوا لأسابيع وأشهر إضافية من الحرمان التام".
وتفرض إسرائيل حصارًا كاملًا على غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، في تشديد للحصار المفروض على قطاع غزة، منذ عام 2007، بالإضافة إلى عدوان واسع أدى إلى استشهاد 16 ألف فلسطيني حتى الآن.