بعد عرض الحلقات الأولى لمسلسل "الهيبة العودة"، مع بدء شهر رمضان، لاحظ المتابعون أن المسلسل لم يحظَ بالإقبال الجماهيري الحاشد نفسه الذي شهده الجزء الأول. في المقابل بدا أن أعمالًا أخرى لقيت استحسان الجمهور مثل "طريق" و "تانغو" وغيرهما. نتحدث هنا عن ردات فعل أولية وعن صورة أولية يمكن استخلاصها بجولة على مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات الفنية ذات الاختصاص، ويظل الحكم النهائي على المسلسل في جزئه الثاني، رهنًا بانتهاء آخر حلقة، وحينئذ سيكون القرار للجمهور بطبيعة الحال.
لاحظ المتابعون أن مسلسل "الهيبة العودة" لم يحظَ بالإقبال الجماهيري الحاشد نفسه الذي عرفه الجزء الأول
أعطى ظهور تيم حسن ونادين نجيم في الجزء الأول زخمًا جماهيريًا كبيرًا، إضافةً إلى الإمكانيات الكبيرة التي رُصدت للعمل، وبراعة سامر برقاوي في إخراج العمل والاعتماد على التقنيات الحديثة في التصوير. كذلك ساهم قيام الفنان ذي الشعبية الكبيرة ناصيف زيتون، بغناء شارة المسلسل بإعطاء قيمة إضافية للعمل لدى الجمهور. يرى النقاد أن الشكل والصورة في الهيبة كانا أقوى من المضمون بشكل واضح وجلي.
اقرأ/ي أيضًا: أحوال الدراما السورية وتحولاتها.. شيء فاشل!
تعرّف جزء كبير من الجمهور على تيم حسن مؤخراً، من خلال الأعمال العربية المشتركة، وهي أعمال فرضتها الأحداث السورية مع اضطرار عدد كبير من الممثلين السوريين للعمل خارج سوريا. وقد اعتمدت جلّ هذه الأعمال على وسامة تيم حسن، في محاولة لجذب أكبر عدد من المشاهدين، فكان تيم حسن دائمًا الـ" دون جوان" الذي تتمناه النساء كما في دور "تيمور" في مسلسل " تشيللو"، والشخصية الكاريزماتية التي يجتمع حولها الناس كما في دور "جبل" في الهيبة.
ويشار هنا إلى أن متابعي الدراما السوريا "القدماء"، سبق لهم أن شاهدوا تيم في أدوار أبدع في تقديمها، بعيًدا عن هذا التنميط، كأدواره في "الانتظار" و "أسعد الوراق" و"زمن العار" وغيرها.
طالت سهام النقد الهيبة في جزئه الأول ، والهيبة هي قرية مفترضة لبنانية على الحدود السورية، متفلتة من قبضة الدولة الأمنية. واعتبر المنتقدون، أن المسلسل يُروّج للخارجين عن القانون ويقدّمهم بطريقة جذابة، وبالتالي يستجدي تعاطف المشاهدين معهم، فيما رفض آخرون هذه التهمة ورأوا أن الهيبة يقدم نموذجًا لواقع موجود، ولا داعي بالتالي للاختباء خلف إصبعنا، فأحد أدوار الدراما، من ضمن أدوار كثيرة لها، هو تقديم صورة عن الواقع.
أما النقد الأقسى للمسلسل، فكان اتهامه باستنساخ المسلس التركي "عشق وجزاء" وتقليده في نواح كثيرة، شكلاً ومضموناً، وخاصة من خلال دور منى واصف "إم جبل"، الذي يشبه إلى حد بعيد دور الأم في المسلسل التركي المذكور.
وهذا الاتهام رفضه بشدة المخرج سامر البرقاوي، وقال إنه لم يشاهد أي لقطة من المسلسل التركي، وإن الأعمال التي تعالج أفكاراً متقاربة، ستقع في "فخ التشابه" بطبيعة الحال وهذا لا يعدو كونه مجرد صدفة، على حد قوله.
أقسى نقد تلقاه مسلسل الهيبة في جزئه الأول، اتهامه باستنساخ أحداث المسلسل التركي "عشق وجزاء"
النجاح الجماهيري الذي لقيه الجزء الأول، أقنع القيمين عليه بإنتاج جزء ثان، علماً بأن هذا الأمر لم يكن وارداً في ذهنهم قبل بدء العرض، على ما قيل.
اقرأ/ي أيضًا: دراما رمضان والفانتازيا التركية
وبدأ الحديث عن الجزء الثاني منذ سنة تقريباً. وقد أشارة المعطيات يومها إلى أن نادين نجيم لن تشارك فيه. وقد برّرت نجيم يومها قرارها بالقول إنها تبحث عن تجربة جديدة وتقديم عمل جديد، فيما قال سامر برقاوي إن سبب رفض المشاركة هو اشتراطها معرفة حجم دورها قبل الموافقة على الاستمرار على هذا الأساس، وهو أمر رأى برقاوي أنه منافٍ للمنطق، لأن الأولية هي للنص برأيه، والأدوار تحدد لاحقًا. مع العلم بأن نجمة الفور كاتس السابقة، نيكول سابا ستحل مكان نجيم في بطولة العمل.
وقبل الشروع في كتابة نص الجزء الثاني، كانت أمام كاتب العمل هوزان عكو، خيارات عديدة، وقد رشحت بعض التكهنات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، عمّا سيكون عليه سيناريو الجزء الثاني، كالقول مثلًا إن الزمن سيمضي سبع سنوات إلى الأمام.
بقيت الامور غامضة ولم يُكشف عنها إلا مع عرض الحلقة الأولى، حيث عادت الأحداث سنوات قليلة إلى الواراء، وبات المشاهد يرى الأحداث التي سبقت أحداث الموسم الماضي. لعبة الزمن هذه، والتي استخدمت عدة مرات في السينما الأميركية من قبل، في أفلام أُنتج منها أكثر من جزء؛ كانت جديدة نوعاً على بعض المشاهدين.
وينطلي الأمر بالطبع على شيء من المغامرة، فقد لا يتقبل المشاهد أن يتابع ثلاثين حلقة لأحداث هو يعرف مسبقًا الخطوط العريضة التي ستؤول إليها. وتجدر الإشارة هنا إلى أن السيناريو المعتمد هذا، أتاح للمخرج "بعث" شاهين إلى الحياة مرة أخرى، على اعتبار أنه "مات" في الجزء الأول، وبالتالي تجنّب "الهيبة العودة"، خسارة ممثل بقيمة عبده شاهين الذي نال إعجاب المشاهدين في الجزء الأول.
في الجزء الثاني من مسلسل الهيبة، استخدم الكاتب خيار العودة بالزمن عدة سنوات إلى ما قبل أحداث الجزء الأول
في المحصلة، هل سيستطيع "الهيبة العودة" أن يكتسح شاشات التلفزة في المنازل والمقاهي كما كان الحال في الجزء الأول العام الماضي؟ أم أن جودة الأعمال المنافسة، وبحث المشاهدين عن أعمال جديدة وتجنّب التكرار، وشخصية جبل التي يبدو أن جزءًا منها استُهلك في الجزء الأول ستشد أنظار المشاهدين إلى أعمال أخرى؟
اقرأ/ي أيضًا: