20-مايو-2024
قصف إسرائيلي مستمر على رفح

(Getty) إصابات في قصف إسرائيلي على مدينة رفح جنوب القطاع

لليوم الـ227، يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إذ يكثف الاحتلال من قصفه على رفح ومدينة غزة، مع اشتباكات متواصلة في محاور التوغل الأساسية، أي مخيم جباليا وشرق رفح. وبينما تفشل الولايات المتحدة في الضغط على الحكومة الإسرائيلية، فإن التحذيرات الأممية تتصاعد من "كارثة ووضع مروع" يقترب.

وعلى صعيد القصف، قالت مصادر محلية، إن مدفعية الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة في محور "نتساريم" جنوب مدينة غزة، أطلقت قذائف على المناطق الشرقية في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة. وشن طيران الاحتلال الحربي غارتين على الأقل، على حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة.

وجاء القصف الإسرائيلي على الحي، بعد أيام من انسحاب جيش الاحتلال منه، بعد تنفيذه عملية عسكرية استمرت لحوالي أسبوع داخل الحي.

حذر منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة من عواقب "مروعة" بسبب نقص المساعدات في غزة

وفي ساعات الليل رصد إطلاق طائرات مروحية حربية النار على مخيم جباليا شمالًا. وتتمركز قوات الاحتلال في معظم مناطق مخيم جباليا بما فيها شارعي مدارس السوق وأبو العيش، وشرق شارع الترنس بمحيط مسجد عماد عقل، وشارع الألباني، والعجارمة، ويمتد تواجد الاحتلال في تل الزعتر ويحاصر مستشفى العودة للمرة الثانية خلال الحرب.

كما تقترب قوات الاحتلال من مستشفى كمال عدوان، وتشكل خطورة على استمرار عمله.

وأفادت مصادر محلية، عن وجود عشرات الشهداء في طرقات جباليا، بعد تدمير الاحتلال شارع القصاصيب في جباليا البلد شمال القطاع، دون تمكن الطواقم الطبية من الوصول إلى الموقع.

وتواصل فصائل المقاومة الفلسطينية، مواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلي، في مناطق التوغل في مخيم جباليا.

وكان ثلاثة شهداء وصلوا أمس إلى مستشفى المعمداني، بقصف لطائرات الاحتلال على محيط مسجد الشيخ زكريا بحي الدرج وسط مدينة غزة. ونفذت طائرات الاحتلال الحربية غارة على منزل في حي الصبرة جنوب مدينة غزة.

واستشهد ثلاثة فلسطينيين، وأصيب آخرون، بقصف طائرات الاحتلال منزل في منطقة أبو اسكندر بحي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.

واستشهد 6 فلسطينيين جراء استهداف الاحتلال شقة سكنية لعائلة لبد في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.

وقال مراسل "الترا فلسطين"، إن هناك غارة إسرائيلية استهدفت بلوك 7 في مخيم البريج وسط قطاع غزة.

وأضاف أن طيران الاحتلال الحربي شن غارة على منطقة أبراج القسطل شرق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. وطوال الساعات الماضية، سمعت أصوات قصف مدفعي على الأطراف الشرقية لدير البلح، وتحدثت مصادر محلية عن توغل محدود لجيش الاحتلال في المنطقة، تحت ستار من إطلاق القذائف والنار تجاه المنازل في المنطقة.

واستمر جيش الاحتلال في استهداف طواقم الشرطة الفلسطينية في منطقة النصيرات ودير البلح.

وبينما يواصل الاحتلال دفع قوات إضافية إلى رفح، استهدفت طائرات الاحتلال الحربية شقة سكنية في حي تل السلطان غرب مدينة رفح، ما أدى لاستشهاد أيمن حمدان خفاجة، وزوجته لطيفة إبراهيم، وطفلتهما تقى (عام و3 شهور).

وأشار مصادر محلية إلى أن زوارق الاحتلال الحربية أطلقت عدة قذائف، وفتحت نيران أسلحتها الرشاشة قبالة شاطئ بحر مدينة رفح.

تحرك أميركي

تحدث الرئيس الأميركي جو بايدن عن مسعى إدارته من أجل وقف فوري لإطلاق النار في غزة في خطاب ألقاه أمام خريجي كلية مورهاوس، يوم الأحد، في أعقاب الاحتجاجات على مستوى البلاد في حرم الجامعات.

وقال بايدن: "إن ما يحدث في غزة وإسرائيل مفجع"، مضيفًا أنه يعمل "على مدار الساعة" للمساعدة في التوسط في اتفاق تبادل والسماح بدخول المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها إلى غزة، بالإضافة إلى خطط لنقل المساعدات الإنسانية إلى غزة وإعادة بناء القطاع بعد انتهاء الحرب.

خلال الخطاب، أدار عدد من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس ظهورهم في نوع من الاحتجاج على دعم بايدن للحرب الإسرائيلية على غزة.

والتقى مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين كبار آخرين يوم الأحد، مشددًا على ضرورة قيام الحكومة الإسرائيلية "بربط عملياتها العسكرية [في غزة] باستراتيجية سياسية لضمان هزيمة دائمة لحماس".

وترى إدارة بايدن مأزقًا استراتيجيًا في قرار إسرائيل بغزو مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة، ويعود ذلك خشية من أن المسار الحالي لنتنياهو "لا يستحق التكلفة من حيث من الأرواح البشرية والدمار، ولا يمكن أن تحقق هدفها، وسوف تقوض في نهاية المطاف الأهداف الأميركية والإسرائيلية الأوسع في المنطقة".

ويواجه نتنياهو إنذارًا من عضو مجلس الوزراء الحربي بيني غانتس. ويريد غانتس من نتنياهو أن يوافق على خطة ما بعد الحرب لغزة، بحلول 8 حزيران/يونيو، أو أنه سيستقيل.

الكارثة تقترب

وحذر منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة من عواقب "مروعة" بسبب نقص المساعدات في غزة، حيث أدى الهجوم العسكري الإسرائيلي على مدينة رفح الجنوبية إلى منع وصول الغذاء الذي تشتد الحاجة إليه.

وأوضح مارتن غريفيث: "إذا نضب الوقود، فلن تصل المساعدات إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها. إن تلك المجاعة التي تحدثنا عنها طويلًا، والتي تلوح في الأفق، لن تلوح في الأفق بعد الآن. ستكون حاضرة".

وأضاف: "أعتقد أن ما يقلقنا، هو أن العواقب ستكون صعبة للغاية. صعبة وصعبة ومروعة".

وقال غريفيث إن 50 شاحنة مساعدات يمكنها الوصول يوميًا إلى الأشخاص الأكثر تضررًا شمال غزة عبر معبر إيريز (بيت حانون) الذي أعيد فتحه على الحدود الشمالية. لكنه أضاف أن المعارك التي اندلعت بالقرب من معبري رفح وكرم أبو سالم في جنوب غزة تعني أن الطرق الحيوية مغلقة فعليًا.

وأضاف غريفيث: "لذا، فإن المساعدات التي تصل عبر الطرق البرية إلى الجنوب وإلى رفح، والأشخاص الذين نزحوا من رفح، تكاد تكون معدومة. ولقد قلنا جميعًا ذلك بوضوح شديد، إن عملية رفح هي كارثة من الناحية الإنسانية، كارثة على الأشخاص الذين نزحوا بالفعل إلى رفح. وهذا الآن هو النزوح الرابع أو الخامس لهم".

ومع إغلاق المعابر البرية الرئيسية، بدأت بعض إمدادات الإغاثة تتدفق هذا الأسبوع عبر رصيف عائم مؤقت شيدته الولايات المتحدة. وقال غريفيث إن العملية البحرية بدأت في جلب شاحنات محملة بالمساعدات، لكنه حذر قائلًا: "إنها ليست بديلًا للطرق البرية".

وقالت المسؤولة في مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة ياسمينة غيردا: "سنحتاج إلى ابتكار كلمات جديدة لوصف الوضع الذي يجد الفلسطينيون في غزة أنفسهم فيه اليوم. لا يهم أين تنظر، بغض النظر عن المكان الذي تذهب إليه، هناك دمار، هناك دمار، هناك خسارة. هناك نقص في كل شيء. هناك ألم. هناك معاناة لا تصدق. يعيش الناس فوق الأنقاض التي كانت حياتهم".

وفي سياق نفسه، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن الاحتلال الإسرائيلي يمنع إدخال 3000 شاحنة مساعدات ويمنع 690 مريضًا وجريحًا من السفر للعلاج في الخارج بسبب إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم لليوم 13 على التوالي مما يضاعف الأزمة الإنسانية العميقة.

اشتباكات في جباليا ورفح

وفي سياق مقاومة الاحتلال، قالت كتائب القسّام، إنها قامت بقصف القوات الإسرائيلية المتواجدة داخل معبر رفح البري جنوب القطاع بقذائف الهاون. 

وعلى صعيد رفح، نشر التلفزيون العربي مشاهد حصرية من استهداف كتائب القسّام لجنود وآليات الجيش الإسرائيلي في محور التقدم شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وفي بلاغ آخر، قالت كتائب القسام إنها استهدفت دبابة إسرائيلية بقذيفة "الياسين 105" بجانب مسجد الشهيد عماد عقل في مخيم جباليا شمال قطاع غزة.

وأضافت: "في عمليات مشتركة بين مجاهدي كتائب القسام وسرايا القدس بمخيم جباليا شمال قطاع غزة.. تمكن المجاهدون من الاشتباك مع قوة صهيونية خاصة تحصنت خلف مسجد الشهيد عماد عقل وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح، والإجهاز على قوة أخرى في شارع الألباني، كما تمكنوا من تفجير دبابة "ميركافا" صهيونية بعبوة ناسفة في شارع العجارمة".

بدورها، قالت سرايا القدس، إنها تمكنت من تفجير عبوة برق صدمية في دبابة إسرائيلية قرب محطة تمراز في مخيم جباليا شمال قطاع غزة. مشيرةً إلى قصف مستوطنة سديروت، ومقر قيادة عمليات جيش الاحتلال شرق جباليا.

وأضافت في بلاغ آخر: "اشتبك مجاهدونا مع قوة راجلة صهيونية بالأسلحة الرشاشة في شارع الترنس بمخيم جباليا وأكدوا وقوع أفراد القوة بين قتيل وجريح". كما ذكرت قصف الجيش تجمعات للجيش الإسرائيلي في شارع الترنس بمخيم جباليا. بالإضافة إلى استهداف تجمعات إسرائيلية شرق مخيم جباليا بعدد من عبوات "أبابيل" المقذوفة.

وبينما أعلنت عن استهداف دبابة إسرائيلية بقذيفة تاندوم في عزبة ملين بمدينة جباليا شمال قطاع غزة. أكدت استهداف تجمعات إسرائيلية بقذائف الهاون شرق مخيم جباليا.

وفي رفح، قالت سرايا القدس: "نخوض اشتباكات ضارية بالأسلحة الرشاشة والقذائف المضادة للدروع مع جنود وآليات العدو الصهيوني في محاور التقدم شرق وجنوب شرق مدينة رفح". مؤكدةً القصف بوابل من قذائف الهاون النظامي "عيار 60" للتحشدات العسكرية والآليات المتوغلة في منطقة حي السلام شرق رفح. كما أكدت تنفيذ عملية قصف بالهاون من "العيار الثقيل" في المنطقة نفسها.

من جانبه، أعلن حزب الله اللبناني، عن تنفيذ 9 عمليات قصف وإطلاق صواريخ تجاه المواقع والمعسكرات الإسرائيلية.