18-مايو-2024
حرب لا تتوقف في جنوب لبنان

(Getty) تتسع دائرة استهداف المواقع العسكرية بشكلٍ كبير خلال الأيام الماضية

تتصاعد الاشتباكات على جبهة جنوب لبنان، بشكلٍ يومي مع زيادة في مساحة التصعيد والقصف المتبادل، واستخدام أنواع وأشكال جديدة من الأسلحة، مما يشي بإمكانية اتساع الجبهة بشكلٍ أكبر.

وفي هذا السياق، اغتيال جيش الاحتلال القيادي في حركة حماس شرحبيل علي السيد، يوم أمس، في منطقة البقاع. وبينما زعم الاحتلال أن السيد قيادي في الجماعة الإسلامية، فإن حركة حماس نعت الشهيد، قائلةً: "ما سجله الشهيد القيادي شرحبيل سيكون منارة تنير الطريق أمامنا للعودة ولتحرير فلسطين". كما نعت كتائب القسّام القيادي فيها، بحسب وصف البيان له.

ترتفع وتيرة الاشتباكات وإطلاق الصواريخ، بشكلٍ كبير على الجبهة اللبنانية، بالتزامن مع توسيع العدوان الإسرائيلي على رفح

وسبق عملية الاغتيال قصف كثيف من لبنان استهدف منطقة الجليل والجولان. أسفر ذلك عن إصابة شخصين، وإلحاق أضرار مادية في الجليل. واندلعت الحرائق في كافة أنحاء الجولان، ولم يتمكن رجال الإطفاء من السيطرة عليها إلا بعد سبع ساعات.

في غضون ذلك، أجرى وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت تقييمًا للوضع في القيادة الشمالية مع قائد المنطقة في جيش الاحتلال أوري غوردين، وقاما بجولة في مستوطنة كريات شمونة. وفي نهاية تقييم الوضع، قال غالانت: "نحن ملزمون بالاستعداد لكل احتمال. وكما قلت قبل دخولنا غزة ولم يصدقوا. وأنا أقول: انتظر، سنفعل ذلك، وأنا أفهم حجم الضرر، ولكن على الجانب الآخر، فإن حجم الضرر وعدد الإرهابيين الذين تم القضاء عليهم مختلف تمامًا"، وفق تعبيره.

وقبل يومين اغتال جيش الاحتلال القيادي في حزب الله اللبناني حسين إبراهيم مكي، الذي كان بحسب الجيش الإسرائيلي قائدًا ميدانيًا كبيرًا في "الجبهة الجنوبية" لحزب الله، وكان مسؤولًا عن التخطيط والتنفيذ للعديد من العمليات.

توسيع الجبهة

وخلال اليوم الماضي، سجل حزب الله اللبناني 13 عملية قصف وإطلاق صواريخ تجاه المواقع والمستوطنات الإسرائيلية. وفي الأيام الماضية، تصاعد استخدام المُسيّرات في الحرب، وكان من بينها تسجيل أو عملية قصف عبرها.

كما استهدف حزب الله منطاد مراقبة، بالقرب من طبريا، في عملية نوعية وصفت بـ"الخطوة الاستراتيجية". وارتفعت وتيرة الصواريخ في الرشقة الواحدة التي أصبحت تتجاوز 50 صاروخًا.

في المقابل، شدد وزير الأمن الإسرائيلي غالانت على أن تل أبيب ترغب في تجنب الحرب، وقال "نريد استنفاد كل فرصة للقيام بذلك بالاتفاق، لأننا نعلم أن الحرب لها تكاليف ونفضل تجنبها، لكن عليك أن تأخذ في الاعتبار أن هذا الشيء يمكن أن يحدث [أي الحرب] ونستعد له".

وفي الوقت نفسه، نقلت وكالة أسوشيتد برس للأنباء عن مسؤول لبناني مطلع، قال إن حزب الله صعد عملياته في الأسبوعين الماضيين، بسبب العملية الإسرائيلية في رفح.

بدوره، قال مدير الأبحاث في مركز ألما الإسرائيلي لدراسة التحديات الأمنية في الساحة الشمالية تال باري: "هنا أيضًا شعور بعدم وجود مبادرة، فقط رد فعل. باستثناءات تتم مرة أو مرتين في الأسبوع". وأضاف: "ما نراه اليوم ومن يأخذ زمام المبادرة طوال الوقت، هو حزب الله. نحن نرى ذلك كل يوم عندما يكون حزب الله هادئًا، تكون إسرائيل هادئة".

وأوضح: "ليست المسألة ما إذا كان سيكون هناك صراع واسع النطاق، بل هي مسألة متى فقط".

بدوره، قال قائد كلية القيادة والأركان المشتركة في الجيش الإسرائيلي سابقًا آفي أشكنازي إن هناك "الجانب اللبناني من اتخذ القرار بتصعيد القتال"، مشيرًا إلى أنه ولأول مرة "تكون الحرب داخل حدود الدولة، في تناقض تام مع العقيدة الأمنية الإسرائيلية، وخلال ظهرت منطقة أمنية عازلة. وهذه ليست مشكلة تكتيكية فحسب، بل إنها تكشف عن ضعف إسرائيلي وسابقة خطيرة للمستقبل"، وفق تعبيره.

وأضاف: "في كل يوم خلال الأسابيع القليلة الماضية، أطلق حزب الله ما بين 100 إلى 200 صاروخ على الشمال. وقام بتوسيع نطاق الرماية من وسط هضبة الجولان إلى نهاريا. نطاق التسلح متنوع ويتضمن أدوات هجومية جديدة، بدءًا من الطائرات بدون طيار التي تطلق الصواريخ، والأسلحة الدقيقة، والصواريخ طويلة المدى المضادة للدبابات وغيرها الكثير. حزب الله يتحرك لتحقيق أهداف استراتيجية، بدءًا بإطلاق نار كثيف على وحدة المراقبة الجوية في ميرون، وإطلاق طائرة بدون طيار على منشأة "تل شميم"، وتحييد وسائل المراقبة قبل كل شيء".

وتابع: "الآن أصبح القرار في يد المستوى السياسي الإسرائيلي. وهو مطالب بتقييم الوضع الآن واتخاذ القرار بشأن لبنان. وعلى رجال الدولة أن يناقشوا هل يجب عكس اتجاه إعلان الشمال ساحة أساسية وليست ثانوية. فهل ستواصل إسرائيل شن الحرب على أراضيها أم نقلها إلى جانب الآخر؟ وكيفية استعادة الردع في الشمال وفي المنطقة"، وفق قوله.