04-يونيو-2024
دمار متواصل في غزة

(Getty) من قصف الاحتلال على أبراج البريج وسط قطاع غزة

يستمر عدوان إسرائيل على قطاع غزة لليوم الـ242، إذ يتواصل القصف والهجوم على مدينة رفح، فيما يكثف الاحتلال قصفه على أحياء مدينة غزة في شمال القطاع، مع صراعات داخلية كبيرة في إسرائيل على صفقة التبادل.

ارتكب جيش الاحتلال مجزرة في مدينة دير البلح، بعد قصفه على مركز إيواء في المدينة، ما أدى إلى استشهاد 7 فلسطينيين على الأقل، ووجود عدة إصابات، خلال تجمع للحصول على المياه.

انتشل فجر اليوم الثلاثاء، جثامين 3 شهداء قضوا في استهداف طائرات إسرائيلية على منزل في حي الدرج شرق مدينة غزة.

وأفادت مصادر محلية باستهداف غارات إسرائيلية الأحياء الجنوبية من مدينة غزة تزامنًا مع قصف مدفعي كثيف.

كما شنت الطائرات الإسرائيلية غارات عنيفة على حي الصبرة والزيتون بمدينة غزة، ما أسفر عن إصابة العشرات بينهم أطفال ونساء. ويتواصل القصف المدفعي والبحري الكثيف على حي الزيتون حتى الآن، بالإضافة إلى حي تل الهوى.

قال مسؤول أممي إن الوضع في غزة "يزداد سوءًا"، وإنه لم تعد هناك مستشفيات عاملة في رفح

ورصد إطلاق طائرات الاحتلال النار في محيط مستشفى العودة بمخيم النصيرات، بينما استهدفت المدفعية الإسرائيلية محيط محور "نتساريم" جنوب مدينة غزة.

وفجر اليوم، استشهد 3 فلسطينيين وجرح آخرون، بقصف صاروخي من طائرة إسرائيلية استهدف منزلًا في بلوك 10 بمخيم البريج وسط قطاع غزة.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد قصفت، اليوم الماضي، أربعة أبراج سكنية، في مخيم البريج، وسط قطاع غزة، حيث أفادت مصادر محلية بأن طائرات الاحتلال استهدفت برج المغاري السكني بصاروخ واحد على الأقل، كما استهدفت برج الأحلام ما أدى لإصابة خمسة مواطنين، جرى نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح المجاورة، كما قصفت برج "حمد بلوك 9" وبرج "القدس بلوك 7"، في المخيم.

ويستمر قصف الاحتلال في قصف المناطق الشرقية لمدينة رفح بشكلٍ كثيف، ويمتد إلى وسط المدينة، مع غارات متكررة على غرب رفح.

وبحسب مصادر محلية، فإن الطواقم الطبية عاجزة عن الوصول إلى الضحايا في مدينة رفح، في ظل تواصل عدوان الاحتلال.

من جانبه، قال مدير مستشفى كمال عدوان للتلفزيون العربي: "نعمل بالحد الأدنى ونحاول إعادة تأهيل المستشفى لكن إمكانياتنا محدودة"، وأضاف: "المنظومة الصحية مدمرة في شمال قطاع غزة والوضع كارثي، وسنسعى لإعادة الخدمة إلى مستشفيات الشمال رغم كل الظروف الصعبة والتضييق".

بدوره، قال مسؤول أممي إن الوضع في غزة "يزداد سوءًا"، وإنه لم تعد هناك مستشفيات عاملة في رفح.

وأفاد رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في الأرض الفلسطينية المحتلة أندريا دي دومينيكو في مؤتمر صحفي، أن "هناك جهودًا كبيرة لإعادة إنشاء مستشفى في المنطقة الوسطى من غزة، لكن لم تعد هناك مستشفيات عاملة في رفح، باستثناء المستشفيات الميدانية".

وأشار إلى إرسال فرق طبية إلى المنطقة من جميع أنحاء العالم، لافتًا إلى أن هؤلاء الأطباء لم يتمكنوا من العثور على مكان لعلاج المصابين.

وذكر دومينيكو أنه أصبح "من الصعب جدًا على عمليات الأمم المتحدة أن تستمر في عملها في غزة في ظل الوضع الحالي".

وتابع: "لأكون صادقًا، أعتقد أنه لا يوجد مكان آخر في العالم يعاني فيه النظام من ضغوط كبيرة، وأعتقد أنه لا توجد بعثة أخرى للأمم المتحدة يمكنها مواصلة أنشطتها في ظل هذه الظروف غير غزة".

ترقب للصفقة

أصر البيت الأبيض على أن "الكرة أصبحت في ملعب حماس" بشأن قبول اقتراح التهدئة الجديد في غزة، على الرغم من الإشارات المتضاربة من بنيامين نتنياهو التي تعكس الاضطرابات داخل ائتلافه الحاكم في إسرائيل.

وأكد المتحدث باسم الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، يوم الإثنين، على أن هذا اقتراح إسرائيلي. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن أي اتفاق لا يؤدي إلى التدمير الكامل لقدرات حماس العسكرية والحكومية سيكون "فاشلًا".

وقال كيربي: "لقد سمعت تصريحات مختلفة صدرت من إسرائيل"، مشيرًا إلى أن وزير خارجية إسرائيل، يسرائيل كاتس، أقر بأن هذا اقتراح إسرائيلي. وأضاف أن الخطة المكونة من ثلاث مراحل التي حددها بايدن يوم الجمعة "تعكس بدقة هذا الاقتراح الذي عملنا عليه مع الإسرائيليين".

وأضاف: "لقد حصلت حماس الآن على هذا الاقتراح. حصلت عليه ليلة الخميس. نحن في انتظار رد رسمي منهم. يجب عليهم قبول الصفقة. وهذا يمنحهم ما كانوا يبحثون عنه، وهو وقف إطلاق النار، ومع مرور الوقت، وعلى مراحل، انسحاب محتمل للقوات الإسرائيلية من غزة. من العدل أن نقول إن الكرة في ملعب حماس"، وفق قوله.

من جانبه، قال القيادي في حماس غازي حمد للتلفزيون العربي: "هناك نوع من التضليل والخداع بشأن المقترح المقدم من الولايات المتحدة"، مضيفًا: "قدمنا ردًا للوسطاء والجانب الإسرائيلي لم يوافق على مقترح بايدن".

وأضاف عضو المكتب السياسي في حماس غازي حمد: إسرائيل حاولت التضليل في المفاوضات لتواصل حربها على غزة، والحركة لن تخرج من المشهد السياسي والإسرائيليون والأميركيون يحلمون".

وتابع حمد "مرحلة ما بعد الحرب شأن فلسطيني والاحتلال فشل في خلق أجسام تابعة له بغزة"، مؤكدًا: "حتى لو توقفت الحرب في غزة لن تستطيع إسرائيل فرض واقع غير الذي يقرره الفلسطينيون".

وأيد زعماء مجموعة الدول السبع وقف إطلاق النار الشامل واتفاق إطلاق سراح الأسرى في حرب غزة، الذي طرحه الرئيس الأميركي جو بايدن ويدعون حماس إلى قبوله.

وأضاف بيان المجموعة، من شأن الاتفاق "أن يؤدي إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وزيادة كبيرة ومستدامة في المساعدات الإنسانية للتوزيع في جميع أنحاء غزة، ونهاية دائمة للأزمة، مع ضمان مصالح إسرائيل الأمنية وسلامة المدنيين في غزة".

وتابع بيان مجموعة السبع "ندعو حماس لقبول هذا الاتفاق الذي إسرائيل مستعدة للمضي قدمًا فيه ونحث الدول التي لها تأثير على حماس على المساعدة في ضمان قيامها بذلك"، بحسب البيان.

وأقر جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوم أمس، بمقتل أربعة أسرى إسرائيليين في قطاع غزة، كانوا يتواجدون في خانيونس، مشيرًا إلى إمكانية مقتلهم بنيران إسرائيلية.

معبر رفح

قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، يوم الإثنين، إن معبر رفح الحدودي الحيوي لإيصال المساعدات إلى غزة من مصر لا يمكن أن يعمل مرة أخرى ما لم تتخلى إسرائيل عن السيطرة عليه وتعيده إلى الفلسطينيين في قطاع غزة.

وأوضح شكري في مؤتمر صحافي مع نظيره الإسباني في مدريد: "من الصعب أن يستمر معبر رفح في العمل من دون إدارة فلسطينية".

وقال شكري إن معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية لعام 1979 تظل "قاعدة صلبة للأمن والاستقرار في المنطقة ويجب على الجميع أن يدرسوا ويتخذوا إجراءات مسؤولة للحفاظ على هذه المعاهدة المهمة".

وقال مصدران أمنيان مصريان إن الاجتماع الذي عقد يوم الأحد بين مسؤولين أميركيين ومصريين وإسرائيليين كان إيجابيًا رغم عدم التوصل إلى اتفاق بشأن إعادة فتح المعبر. 

وأضاف الوفد المصري في الاجتماع أن الأمر سيكون مفتوحًا أمام المراقبين الأوروبيين على الحدود للإشراف على العملية التي تقوم بها السلطات الفلسطينية إذا وافقت السلطات الفلسطينية على استئناف العمل على المعبر.