دخل العدوان الإسرائيلي على غزة يومه الـ281 على التوالي، فيما أظهرت مقاطع مصوّرة حجم الدمار الهائل الذي خلفه جيش الاحتلال في منطقة الصناعة جنوبي مدينة غزة بعد انسحابه.
ونقل التلفزيون العربي على لسان المتحدث باسم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن قوات الاحتلال دمرت حي الشجاعية بشكل شبه كامل، مشيرًا إلى انتشال 60 شهيدًا من حي الشجاعية في الأيام الماضية بعد انسحاب الاحتلال، وأضاف أن قوات الاحتلال أحرقت منازل بساكنيها في حي تل الهوى.
إلى ذلك، أصيب عدد من الفلسطينيين جراء قصف الاحتلال منزلًا في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وقالت وكالة وفا الفلسطينية إن طائرات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت منزلًا في مدينة دير البلح، ما أدى لاستشهاد مواطنين وإصابة آخرين.
وقالت الوكالة الفلسطينية إن خمسة مواطنين استشهدوا، بينهم ثلاثة أطفال، جراء قصف جيش الاحتلال منزلًا في دير البلج وسط قطاع غزة، وأضافت أن دوي انفجارات سمع في محيط مفترق الشهداء جنوب مدينة غزة، بالتزامن مع إطلاق مدفعية الاحتلال عدة قذائف صوب حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة.
أكد المتحدث باسم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن قوات الاحتلال دمرت حي الشجاعية بشكل شبه كامل
كما أطلقت طائرات جيش الاحتلال النار على المواطنين جنوب تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة، بالتزامن مع إطلاق قذائف مدفعية على حي الرمال الجنوبي غرب المدينة، فضلًا عن استهداف طائرات الاحتلال منزلًا في بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، جنوب القطاع.
وقالت مؤسسة "الخير"، ومقرها المملكة المتحدة، في بيان أرسلته إلى وكالة أسوشييتد برس إن جيش الاحتلال شن غارة جوية أصابت مستودعها الواقع داخل المنطقة الآمنة الإنسانية في منطقة المواصي، التي أعلنتها إسرائيل، مما أسفر عن مقتل ثلاثة عاملين من مجموعات إغاثة أخرى تستخدم المستودع نفسه، وإصابة أحد موظفيها.
وأظهرت مقاطع مصوّرة بثها التلفزيون العربي حجم الدمار الهائل الذي خلّفه جيش الاحتلال في منطقة الصناعة جنوبي مدينة غزة، وقال مراسل التلفزيون العربي إن جيش الاحتلال دمر عدد من مباني المقر الرئيسي للأونروا، بالإضافة إلى تدمير البنى التحتية للمنطقة، وتجريف عدد من الأراضي.
كاميرا التلفزيون العربي ترصد حجم الدّمار الذي خلّفه الاحتلال في منطقة الصناعة جنوبي مدينة غزّة
تقرير: إسلام بدر @islambader1988 pic.twitter.com/mQ3ZOU3n9s— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 12, 2024
ونقل موقع العربي الجديد عن شهود عيان قولهم إن قوات الاحتلال تراجعت من محيط منطقة الصناعة والجامعات ومستشفى أصدقاء المريض إلى داخل منطقة تل الهوى جنوبًا، لكن المنطقة ما زالت خطيرة للغاية.
وأضاف الشهود أن جيش الاحتلال شنّ، قبل ساعات من تراجعه، عشرات الغارات على المنطقة، كما أحرق وخرّب ما تبقى من منازل وعمارات في المنطقة السكنية التي كانت قبل الحرب أرقى منطقة في قطاع غزة. وقال مسؤولون محليون إن جثامين الشهداء ملقاة في الشوارع، وبعضها بدأ بالتحلل نتيجة منع الاحتلال انتشالها أثناء العملية العسكرية الواسعة.
حماس تدين جرائم الاحتلال في تل الهوى
وفي سياق متصل، أدانت حركة حماس، جرائم الاحتلال في تل الهوى وإعدام المسنين والأطفال في بيوتهم، مشيرة إلى أن هذه "الانتهاكات الفظيعة والسلوك الخسيس، يستوجب محاسبة دولية عاجلة".
وخلّفت قوات الاحتلال الإسرائيلي فظائع كبيرة في حي تل الهوا ومنطقة الصناعة جنوب غربي مدينة غزة، بعد توغل بري استمر خمسة أيام، حيث انتشرت جثامين الشهداء في الشوارع وداخل المنازل وتحت الركام، واستشهدت عائلات بأكملها.
وقالت الحركة في منشور لها على تيلغرام إن الفظائع التي كشف عنها بعد تراجع جيش الاحتلال عن حي تل الهوى "هي جرائم حرب وإبادة جماعية وتطهير عرقي"، وشددت على أن "هذه الجرائم البشعة هي برسم الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ومؤسساته، وعلى رأسها محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية، لاتخاذ إجراءات عاجلة لوقف حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال ضد شعبنا".
في غضون ذلك، ناشد مدير المستشفى الإندونيسي في شمال قطاع غزة، مروان السلطان، منظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي مساعدة المستشفيات والأجهزة الطبية في غزة، محذرًا من شلل تام للنظام الصحي في القطاع، جراء الهجمات على المرافق الطبية والقيود الصارمة التي تفرضها قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي وصفها بالحكم بموت مبكر على المصابين.
ناشد مدير المستشفى الإندونيسي في شمال قطاع غزة منظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي مساعدة المستشفيات والأجهزة الطبية في غزة
وقال السلطان، وفقًا لما نقلت وكالة الأنباء القطرية (قنا)، إن مستشفيات القطاع تواجه أزمات مركبة، مشيرًا إلى أنها تعمل بأضعاف طاقتها التي خصصت لها، وبإمكانيات بسيطة للغاية، وتفتقد إلى الوقود اللازم لتشغيل أقسام المستشفى وكل المستلزمات الطبية، مع الأخذ في الاعتبار أن غالبية الحالات التي تصل إلى المستشفى هي حالات حرجة وتحتاج إلى تدخل جراحي عاجل.
وأوضح السلطان أن المستشفى الإندونيسي يعمل في "حالة طوارئ قصوى"، وأضاف "أعلنا الاستنفار في كافة أقسام المستشفى بعدما وصل الحال إلى استقبال 80 مصابًا في نفس اللحظة، ومن الصعب على المنظومة الصحية المنهارة أن تعمل ضمن هذه الظروف الاستثنائية، مع كثرة الإصابات جراء تواصل العدوان الإسرائيلي على غزة".
وأكد السلطان على أن الأوضاع الحالية تنذر بانهيار المنظومة الصحية إن لم يتم دعم المستشفى بالوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية، بالإضافة إلى تزويده بالمستلزمات الطبية الشحيحة جدًا.
118 دولة تعلن دعمها للأونروا بوصفها ركيزة للاستقرار الإقليمي
أما على مستوى التطورات المرتبطة بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين (الأونروا)، فقد أعلنت 118 دولة عضوًا في الأمم المتحدة، أمس الجمعة، انضمامها لمبادرة الالتزامات المشتركة التي أطلقها الأردن والكويت وسلوفينيا، والهادفة إلى دعم الوكالة في مواجهة التحديات السياسية والمالية.
وجاء ذلك في مؤتمر صحفي في ختام مؤتمر إعلان التعهدات لوكالة الأونروا، الذي تعقده الأمم المتحدة سنويًا في مقرها بنيويورك، وأكدت المبادرة على دور الأونروا الحيوي في تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين، وبوصفها ركيزة للاستقرار الإقليمي.
