15-سبتمبر-2024
قاعدة عسكرية أميركية في إسرائيل

(Getty) تعزز واشنطن من قدرات تل أبيب العسكرية

اطّلع موقع "ذا إنترسبت" الأميركي على وثائق صدرت حديثًا لتعاقدات عامة بين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، تؤكّد بناء واشنطن لمنشآتٍ وقواعد عسكرية جنوبي إسرائيل، وذلك لاستيعاب طائرات أميركية، من بينها طائراتٌ حصلت عليها تل أبيب مؤخرًا من واشنطن، أبرز مميزاتها حسب "إنترسبت" أنها قادرة على ضرب المنشآت النووية في إيران.

ولا يستبعد المراقبون أن يكون تسليم مثل تلك الطائرات تمهيدًا لضربة إسرائيلية في العمق الإيراني، ستكون بمثابة الضربة الأولى في سيناريو الحرب الإقليمية التي تزايدت احتمالات نشوبها، خاصةً بعد الضربة الإسرائيلية الأخيرة في مدينة مصياف جنوب غرب مدينة حماة في سوريا، التي استهدفت مصنعًا لتطوير الأسلحة الإيرانية، وسط مزاعم أميركية إسرائيلية أن إيران شيدته هناك، كما أفادت مصادر مطلعة على الغارة أنها تضمنت أيضًا، عملية إنزالٍ كوماندوز من وحدة النخبة في سلاح الجو "شلداغ" فاجأت الحراس السوريين في المنشأة المستهدفة، وقتلت العديد منهم خلال الغارة، وصادرت وثائق ومعدات من المنشأة.

مكوّنات مشروع الإنشاءات العسكرية الأميركية في إسرائيل

يتضمن المشروع، حسب الصحيفة الأميركية، بناءات جديدة وتطويرًا لمنشآت قائمة، بما في ذلك منشأةٌ واحدة أو أكثر ومستودعات ومرافق تخزين، في قاعدة عسكرية إسرائيلية في جنوب إسرائيل، بحسب وثائق سلاح المهندسين بالجيش الإسرائيلي.

أكثر من 60 قاعدة أو حامية عسكرية أو منشأة أجنبية مشتركة تابعة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط

ولا يعتبر البنتاغون، حسب "إنترسبت"، غريبًا على مشاريع البناء في إسرائيل. فأواخر العام 2023 منحت وزارة الدفاع الأميركية عقدًا بملايين الدولارات لبناء مرافق عسكرية أميركية لقاعدة سرية في عمق صحراء النقب الإسرائيلية، لا تبعد عن حدود غزة سوى 35 كيلومترًا، والقاعدة الأميركية التي تحمل الاسم الرمزي "الموقع 512"، هي منشأة رادار تراقب السماء بحثًا عن هجمات صاروخية ضد إسرائيل.

ويأتي مشروع البناء الجديد في إطار عقدٍ بقيمة مليار دولار تقريبًا، مُنح لشركة بوينغ العملاقة للدفاع في عام 2022، لتزويد إسرائيل بأربع طائرات ناقلة من طراز  KC-46A Pegasus، على أن يتم تسليمها بحلول نهاية عام 2026.

ويُنظر إلى شراء طائرات KC-46As على أنه إشارةٌ إلى تصميم إسرائيل على زيادة قدرتها على ضرب المنشآت النووية الإيرانية، وفقًا للموقع الأميركي.

وتعد الطائرة KC-46A أحدث طائرة يتم إنتاجها للقوات الجوية الأميركية لتحل محل الطرازين القديمين. وقد عانت الطائرة الجديدة من مشاكل لا حصر لها، بما في ذلك مشاكل في نظام الرؤية عن بُعد، والذي يسمح لمشغل الرافعة برؤية الرافعة من خلال بث الفيديو. كما أصبحت الطائرة عبئًا ماليًا، حيث تكبدت خسائر تزيد عن 7 مليارات دولار.

وبالنسبة لإسرائيل، فإن الطائرة الجديدة، التي تم شراؤها مقابل 927 مليون دولار، ستحل محل طائرات الركاب بوينغ 707 التي أعيد استخدامها منذ عقود والتي يستخدمها سلاح الجو الإسرائيلي حاليًا لتزويد الطائرات المقاتلة بالوقود في الجو.

كما يتضمن مشروع بناء KC-46A، بحسب وثائق التي اطلع عليها "إنترسبت"، "إنشاء وتكييف البنية التحتية للطيران والصيانة لطائرة KC-46، بما في ذلك بناء خمسة هياكل خرسانية وفولاذية جديدة، فضلًا عن إمكانية بناء مبانٍ ومستودعات إضافية.

وتعتزم وزارة الدفاع الأميركية، حسب "إنترسبت"، منح عقود العمل في مشروع بناء KC-46A في شباط/فبراير 2025. ولم يستجب البنتاغون لطلب "ذي إنترسبت" للتعليق على مشروع البناء.

قواعد واشنطن العسكرية في الشرق الأوسط

وبحسب تحقيقٍ صادرٍ مؤخرًا عن الموقع نفسه "إنترسبت"، فإن القاعدة 512 ليست سوى واحدةً من أكثر من 60 قاعدة أو حامية عسكرية أو منشأة أجنبية مشتركة تابعة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

وتتراوح هذه المواقع من مواقع قتالية صغيرة إلى قواعد جوية ضخمة في 13 دولة هي: البحرين، ومصر، والعراق، وإسرائيل، والأردن، والكويت، ولبنان، وعمان، وقطر، والسعودية، وسوريا، والإمارات، واليمن.

وتعرضت 14 من هذه القواعد على الأقل للهجمات في السنوات الأخيرة، فمنذ 17 تشرين الأول/أكتوبر من العام 2023 لوحده، أدت مجموعة من الهجمات بطائرات بدون طيار وصواريخ وقذائف هاون وصواريخ باليستية قريبة المدى إلى مقتل ما لا يقل عن 145 جنديًا أميركيًا – من القوات والمقاولين – في المواقع الإقليمية.

ويشمل ذلك أفراد الخدمة الثلاثة الذين قُتلوا في هجوم بطائرة بدون طيار في كانون الثاني/يناير على برج 22، وهي منشأة في الأردن.