18-يوليو-2024
مسجد عبد الله عزام في النصيرات

تواصل إسرائيل استهداف المدنيين العزل في المنازل والتجمعات والمدارس (رويترز)

لليوم الـ286 تواصل "إسرائيل" استهداف المدنيين العزل في المنازل والتجمعات والمدارس مخلّفةً مزيدًا من الضحايا الذين وصل عددهم إلى 38.794 شهيدًا و89.364 مصابًا، في تصعيد خطير يتزامن مع مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بهدف الضغط عليها لتقديم تنازلات.

واستُشهد 8 فلسطينيين، وأُصيب العشرات، جراء قصف قوات الاحتلال منزلًا لعائلة "أبو ركاب"، بالقرب من مدرسة تؤوي آلاف النازحين، في منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة.

وشنت طائرات الاحتلال غارة استهدفت شقة سكنية ببرج سكني في محيط النادي الأهلي والسوق الجديد وسط مخيم النصيرات، ما أسفر عن إصابة 4 أطفال، وصلوا مستشفى العودة، في حصيلة أولية.

90 بالمئة من سكان قطاع غزة نزحوا منذ بداية العدوان الإسرائيلي، والكثير منهم من الأطفال

وطال القصف الجوي الإسرائيلي أرضًا زراعية في محيط مركز شرطة معسكرات الوسطى، وقرية المصدر، ومنزلًا لعائلة "الطهراوي" في مخيم البريج.

وتعرضت مدينة خانيونس، جنوب قطاع غزة، لقصف مدفعي استهدف المناطق الشرقية منها. فيما استشهد طفلين، وأُصيب آخرون، جراء قصف قوات الاحتلال منزلًا يعود لعائلة "الرامي" بالقرب من ميدان فلسطين في حي الدرج، وسط مدينة غزة.

وفي شمال قطاع غزة، شنت طيران الاحتلال غارة على شرق مخيم جباليا، وأطلقت آلياته نيراتها تجاه المناطق الشرقية من المحافظة.

وفي تقريرها الإحصائي اليومي لعدد ضحايا العدوان، قالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس الأربعاء، إن قوات الاحتلال ارتكبت 4 مجازر بحق المدنيين العزّل في القطاع وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 81 شهيدًا و198 مصابًا، خلال الساعات الـ24 الماضية.

وذكرت أنه لا يزال هناك العديد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

الأزمة الإنسانية غير المسبوقة متواصلة

إنسانيًا، ما زالت الأزمة قائمة وتتفاقم يومًا بعد آخر، خاصةً في محافظتي غزة والشمال حيث أدى نفاذ الوقود إلى توقف محطات تحلية المياه والمخابز، عدا عن نفاد الغذاء والدواء، وذلك نتيجة منع قوات الاحتلال إدخال المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية إلى القطاع، ما يضع سكان هاتين المحافظتين على شفا مجاعة وشيكة.

وقال جهاز الدفاع المدني في محافظة شمال قطاع غزة، في وقت سابق، إن: "محطات تحلية المياه ما زالت خارج الخدمة لليوم السادس على التوالي بسبب عدم توفر الوقود اللازم لتشغيلها".

وفي مدينة غزة، قال الدفاع المدني إن بعض مخابز المدينة ما زالت متوقفة عن العمل لليوم الـ12 على التوالي نتيجة استمرار منع إدخال الوقود للمحافظة.

وأضاف أن "إسرائيل" ما زالت، للشهر الثاني على التوالي، تمنع: "الخضروات والفاكهة والمجدات والمواد الغذائية الأساسية لشمال القطاع"، مشيرًا إلى أن محطات التحلية متوقفة عن العمل بمحافظة غزة لليوم السادس على التوالي بسبب نقص الوقود.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، إن 90 بالمئة من سكان قطاع غزة نزحوا منذ بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع، وإن الكثير منهم من الأطفال.

جاء ذلك في منشور على منصة "إكس"، أمس الأربعاء، أكدت فيه على أن الأماكن التي يجبر السكان على النزوح إليها تفتقر إلى الضروريات الأساسية والأمان.

نتنياهو يواصل التعنت بشأن الصفقة

وفي ما يتعلق بآخر تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين بين "حماس" ودولة الاحتلال، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بتزايد الخلافات داخل حكومة الاحتلال حول الصفقة في ظل تمسك رئيسها، بنيامين نتنياهو، بشروطه التي من شأنها نسف الصفقة المنتظرة.

ويعارض العديد من قادة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، إضافةً إلى مسؤولين ووزراء في حكومته، موقف نتنياهو الذي يتهمهُ أهالي المحتجزين في غزة بأنه يحاول عرقلة الصفقة للبقاء على رأس السلطة في ظل تهديدات الوزيرين المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش بالانسحاب من الائتلاف الحكومي، وبالتالي انهياره، في حال التوصل إلى صفقة.

وقال وزير أمن الاحتلال، يوآف غالانت، إن: "هناك احتمالًا ضعيفًا بالتوصل إلى صفقة لإطلاق سراح المختطفين تشمل تفتيش الفلسطينيين الذين يمرون من جنوب القطاع إلى شماله على محور نيتساريم"، الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه.

وأضاف غالانت، في اجتماع للمنتدى المصغر لإدارة الحرب، أن: "المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تستطيع إيجاد حلول لمسألة منع التهريب من محور فيلادلفيا عبر الوسائل (التكنولوجية) التي سيتم وضعها على الجانب المصري من الحدود"، بحسب الإعلام الإسرائيلي.

وفي سياق آخر، توعد غالانت، أمس الأربعاء، لبنان بحرب سريعة ومفاجئة وحادة جدًا، وذلك خلال تفقده لقوات الجيش على الجبهة الشمالية، وفق القناة الـ12 الإسرائيلية.

وقال غالانت: "نشن حربًا محدودة في الشمال (لبنان)، نستخدم جزءًا صغيرًا من قوة الجيش الإسرائيلي"، واستدرك: "لكن الأمور يمكن أن تتغير في ثانية، من جهد رئيسي في الجنوب (قطاع غزة) إلى جهد رئيسي في الشمال (لبنان) وهو أمر سيكون سريعًا ومفاجئًا وحادًا جدًا"، وفق القناة.

وأضاف: "نقترب من اتخاذ القرار وسنعرف كيف نسير على الطريق الذي سيحقق الأمن لسكان الشمال".

وذكر موقع "أكسيوس" الأميركي، الأربعاء، أن الولايات المتحدة و"إسرائيل" والسلطة الفلسطينية عقدوا اجتماعًا سريًا، الأسبوع الفائت، لمناقشة إعادة فتح معبر رفح، جنوب قطاع غزة، في سياق صفقة التبادل مع "حماس".

وأشار الموقع إلى أن "إسرائيل" أكدت، خلال الاجتماع، رفض رئيس حكومتها، بنيامين نتنياهو، وجود السلطة الفلسطينية في المعبر، مقترحًا إرسال أفراد منها ولكن دون صفة رسمية، وهو ما رفضته. السلطة.