17-يوليو-2024
الحريديم

قطع العشرات من الحريديم طريقًا سريعًا احتجاجًا على التجنيد (رويترز)

قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه سيبدأ الأسبوع المقبل تجنيد أفراد من اليهود المتدينين المعروفين بـ"الحريديم" للخدمة في صفوفه، وذلك تنفيذًا لقرار المحكمة العليا الصادر في حزيران/يونيو الماضي.

وتثير هذه القضية حساسية على نحو خاص وسط العدوان الإسرائيلي على غزة، والمواجهات المرتبطة بها على جبهات أخرى، والتي تسبّبت في خسائر هي الأسوأ في صفوف الإسرائيليين منذ عقود.

ويُلزم القانون كل إسرائيلي وإسرائيلية فوق 18 عامًا بالخدمة العسكرية لمدة تتراوح بين 24 و32 عامًا، باستثناء "الحريديم" والأقلية العربية، اللذان يشكلان 21 في المائة من سكان إسرائيل.

يُلزم القانون كل إسرائيلي وإسرائيلية فوق 18 عامًا بالخدمة العسكرية لمدة تتراوح بين 24 و32 عامًا، باستثناء "الحريديم" والأقلية العربية

وقضت المحكمة العليا، وهي أعلى هيئة قضائية في إسرائيل، في حزيران/يونيو، بأنّه يتعيّن على وزارة الدفاع إنهاء هذا الإعفاء لطلاب المعاهد الدينية المتدينين، مما خلق مزيدًا من الضغوط السياسية على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وذكر بيان لجيش الاحتلال أنه اعتبارًا من الأحد المقبل سيبدأ: "إصدار أوامر الاستدعاء لدفعة أولى"، وذلك قبل دورة التجنيد المقبلة في تموز/يوليو الجاري.

وقال موقع "واينت" الإخباري العبري إن: "الجيش يرى أن إرسال أوامر استدعاء سيمكنه من تجنيد الأعداد المطلوبة، وأنه لا يمكن الاعتماد فقط على مَن يريد التجنيد طوعًا". ويشكل اليهود المتدينين "الحريديم" نحو 13 في المائة من عدد سكان دولة الاحتلال البالغ قرابة 9.9 ملايين نسمة، وفق وكالة "الأناضول".

واندلعت اشتباكات محدودة، أمس الثلاثاء، بين متظاهرين من "الحريديم" وشرطة الاحتلال بعد أن أغلق العشرات طريقًا سريعًا رئيسيًا، لكن سرعان ما نجحت السلطات في فض الاحتجاج.

وكان وزير الدفاع في جيش الاحتلال، يوآف غالانت، قد قال أمام الكنيست في وقت سابق، إن: "مسألة تجنيد الحريديم كانت في قلب المشاكل الاجتماعية في إسرائيل منذ عام 1948، وتمت مناقشتها في المحكمة العليا منذ 1998".

وبالإشارة إلى الإشكاليات المتوقّعة مع المعارضين، أردف: "لا نبحث عن المتاعب. نريد أن يبدأ الأمر وديًا وتدريجيًا، لتحسين القدرة العملياتية للجيش، الذي يحتاج مزيدًا من الجنود".

وزاد تخلف "الحريديم" عن الخدمة العسكرية من حدة الجدل بين الأحزاب الإسرائيلية، إذ تطالب أحزاب علمانية المتدينين بالمشاركة في "تحمّل أعباء الحرب"، في إشارة إلى العدوان على غزة المتواصل منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

ووفقًا لما ذكرت صحيفة "جروزاليم بوست" العبرية، في حزيران/يونيو الماضي، فإنه من المتوقّع أن يتم إرسال طلب الاستدعاء إلى ثلاثة آلاف طالب من "الحريديم" سيتم دمجهم على الفور بجيش الاحتلال، بالإضافة إلى وجود 1800 مجندين بالفعل.

وأضافت الصحيفة أن الثلاثة آلاف شخص هم من بين حوالي 10000 – 12000 طالب سيتم تجنديهم.