تختلف عاداتنا في شحن هواتفنا وبطاريات أجهزتنا الأخرى. قد يكون لديك صديق ينتظر حتى تكاد البطارية تنفد ويظهر التنبيه الأخير بأن نسبة الشحن المتبقية أقل من 5%. هذا النمط من استنفاده للبطارية يتسق مع شخصيته المغامرة ورغبته في استعراض قلة اكتراثه بأشياء قد ترعب الآخرين.
وقد تكون لديك صديق أو صديقة، ترتعب حين تقل نسبة الشحن عن خمسين بالمئة، وقد تطلب الشاحن من أي شخص في أي مكان، في مقهى أو مطعم، قبل أن تستطيع استئناف حياتها الطبيعية، وتطمئنّ إلى أن بطارية الشاحن فوق 90 بالمئة. لكن، هل يؤثر نمط شحن البطارية على صحتها على المدى الطويل؟ وهل هنالك خطأ في أي من الطريقتين هاتين لشحن الهواتف مثلًا؟
قد يؤثر نمط ونوعية الشحن على صحة وعمر البطارية
بعد هذا السؤال قديمًا بقدم هواتف بطاريات الليثيوم. فجميع هذه البطاريات تنضب وتتناقص كفاءتها مع الزمن، وهو ما يعني أن مجرّد مسألة وقت حتّى تشعر بأن أداء البطارية لم يعد كما كان حين اشتريت الهاتف أوّل مرة. ومع أنّه من الصعب تحديد هذه الفترة وطولها، إلا أن خبراء تقنيين يؤكّدون أن ثمة ممارسات يمكن اتباعها من أجل تطويل عمر البطارية والحفاظ على جهازك في حالة أفضل نسبيًا.
على سبيل المثال، لو تركت هاتفك موصولًا بالشاحن باستمرار (خلال ساعات العمل مثلًا)، فقد يساعدك هذا بالطبع على التأكّد من أن البطارية مشحونة بالكامل باستمرار، إلا أن هذه الممارسة قد تجهد البطارية وتخفض كفاءتها.
إذن ما الذي يمكننا فعله لمنح البطاريات فترة عيش أطول؟ وهل من رأي موثوق من الخبراء يساعدنا على معرفة الإجابة، خاصة في هذه الفترة في الربع الأخير من العام، حيث يتزايد تفكير الناس بشراء أجهزة جديدة؟
إجابة الخبراء
وصل هذا السؤال من بريد القرّاء إلى صحيفة واشنطن بوست، وهو ما دفع المحرر التقني فيها إلى طلب رأي اثنين من الخبراء المختصين ببطاريات الليثيوم، وهما غريغوري كيوليان، من جامعة ميتشيغن الأمريكية، ومايكل بيكت من جامعة ميريلاند، واللتان تعدّان من أهم الجامعات في الولايات المتحدة والعالم، وخاصة في مجال العلوم والتقنية.
بحسب كيوليان، فإن هنالك عاملين رئيسيين يؤثران على احتمال تدهور صحّة البطارية، وهما:
- درجة الحرارة
- معدّل الشحن
وفق توصيات شركة آبل، فإن أجهزتها تعمل بشكل أفضل حين تكون ضمن درجات حرارة بين 16 إلى 22 درجة مئوية، وهذه هي "منطقة الراحة" المثالية لمختلف الأجهزة. لكن الشركة تنصح بتجنب تعريض الهاتف لدرجات حرارة أعلى من 35 درجة مئوية لفترة طويلة، لإن ذلك سيلحق ضررًا كبيرًا بالبطارية. والأمر ذاته ينطبق على درجات الحرارة المنخفضة، إذ يؤدي تعريض الجهاز لبرودة شديدة إلى انخفاض في عمر البطارية.
من أجل تجنب رفع درجة حرارة الجهاز بشكل مستمر، تنصح الشركات المصنّعة للهواتف الذكية بعدم شحن الهاتف وهو داخل الغطاء "الكوفر". وتؤكّد شركة آبل على هذه التوصية على موقعها الإلكتروني، في صفحة خاصة بالتوصيات المتعلقة بإطالة عمر البطارية، حيث تنصح بإزالة الغطاء أولًا عن الأجهزة قبل شحنها لتجنب رفع درجة حرارتها.
3 نصائح أساسية اتفق عليها الخبراء
لكن الخبراء الذين تحدثت إليهم الصحفية الأمريكية، شاركوا كذلك بعض النصائح العامة المفيدة، بخصوص عادات الشحن التي تساعد بطارياتنا للتعمير لفترة أطول.
1) لا تشحن الهاتف قبل أن ينخفض الشحن إلى 20%
لتحقيق أقصى عمر لبطارية الليثيوم، فإنه سيكون من اللازم إبطاء سرعة استهلاك ما يسمى بدورات الشحن (charge cycles). فقد تم تصميم غالبية الأجهزة بحد أعلى من مرّات تفريغ وإعادة شحن البطارية بالكامل، يتراوح عادة ما بين 300 دورة و1000 دورة شحن.
فالقاعدة المفيدة هنا تقول إنه من الأفضل عدم البدء بعملية الشحن حتى تصل البطارية إلى نسبة 20% تقريبًا، والتوقّف عند 80%. هذا سيضمن، بحسب الخبراء، عدم إجهاد البطارية وتحقيق الاستفادة القصوى من كفاءتها.
2) لا تبق الجهاز متصلًا بالشاحن
يعمد كثيرون إلى شحن الهواتف أثناء الليل حتى يظهر الصباح. هذا جيّد ربما لضمان أن تكون البطارية مشحونة عند الخروج إلى العمل، لكن الاستمرار في توصيل الهاتف بالشاحن بعد ذلك ليس أمرًا جيدًا. فالبعض يخرج من المنزل ويضع الهاتف بشاحن السيارة، ثم حين يصل إلى المكتب ييبقيه على الشاحن. وهذا خطأ كبير يدمّر البطارية إذا ظلت على الشاحن على مدار 24 ساعة، وسيؤدي إلى نضوب قدرتها.
العكس صحيح أيضًا. فترك البطارية فارغة تمامًا أو شبه فارغة، مضرّ بها ولا يساعدها على أن تعمّر طويلًا. لذا ينصح الخبراء بتجنّب تصفير البطارية قدر الإمكان.
خرافة: لا تصدّق أولئك الذي ينصحون بضرورة تفريغ البطارية حتى الصفر ثم شحنها بالكامل من أجل إعادة ضبطها. هذه مجرّد خرافة.
3) تجنّب ارتفاع درجة حرارة الجهاز
الهاتف مثل الإنسان، يحب درجات الحرارة المعتدلة (بداية العشرينات). من أشدّ الأمور ضررًا على البطارية هو ارتفاع درجة حرارتها، عند وضع الهاتف مثلًا في السيارة وتعريضه لأشعة الشمس في يوم شديد الحرارة. تجنّب أيضًا كما أوضحنا أعلاه شحن الهاتف وهو في "الكوفر". حتّى الهاتف يحتاج إلى خلع ثيابه والتخفف من الحرارة الزائدة التي تحيط به.
تذكر في المقابل أن البرودة الشديدة ليست أفضل بكثير، وإن كانت أقل ضررًا من الحرارة العالية. ومع ذلك، فإن الشركات المصنّعة للهواتف عادة ما تنصح بعدم إعادة شحن البطارية في درجات شديدة البرودة.