بعد السعودية والكويت.. حملات مقاطعة الدجاج والبيض تصل إلى الأردن

تواصلت حملة مقاطعة الدجاج في الأردن، التي أطلقتها قبل أيام جمعية حماية المستهلك المختصة بمراقبة الأسعار، ودعت من خلالها المواطنين الى التوقف عن شراء الدجاج والبيض، لمدة تتراوح بين أسبوع وعشرة أيّام، احتجاجا على ارتفاع أسعارها بشكل كبير.

الحكومة الأردنية ربطت ارتفاع الأسعار بزيادة تكلفة المواد العلفية المحلية، بالإضافة الى ارتفاع أسعار المستلزمات الزراعية عالميًا، في وقت نقل موقع الإندبندنت عن نقابة المهندسين الزراعيين خشيتها من أن تؤدي دعوات مقاطعة المنتجات الزراعية إلى إضعاف قدرة المؤسسات على الاستمرار في الانتاج الزراعي، ما سيؤدي الى خروجها من الأسواق.

تواصلت حملة مقاطعة الدجاج في الأردن، التي أطلقتها قبل أيام جمعية حماية المستهلك المختصة بمراقبة الأسعار، ودعت من خلالها المواطنين الى التوقف عن شراء الدجاج والبيض، لمدة تتراوح بين أسبوع وعشرة أيّام

بالتزامن استنكر رئيس جمعية مستثمري الأعلاف في الأردن عبد الشكور جمجوم الحملة الشعبية الداعية لمقاطعة الدجاج، متّهمًا من أسماهم "أشخاص هدفهم الإضرار بالمنتج المحلي" بإدارة الحملة والوقوف وراءها، وأشار جمجوم في تصريح لموقع "خبرني" الى أن الجمعية تفكر جديًا برفع دعوى قضائية ضد الذين يقفون وراء حملات مقاطعة الدجاج، معتبرًا أن ارتفاعًا بقيمة ربع دينار لا يستدعي شنّ حملة، وأن سعر الدجاج لا يزال رخيصًا وبمتناول الجميع.

حملات المقاطعة تتصدر اهتمامات الأردنيين

تصدّرت في الأيام الأخيرة عدة وسوم مرتبطة بحملات المقاطعة اهتمامات ناشطي وسائل التواصل الاجتماعي في الأردن، من بينها وسم #مقاطعة_الدجاج_مصلحة_وطنية و#معًا_لمقاطعة_الدجاج_والبيض، بهدف الضغط على الشركات المنتجة والتجار لتخفيض أسعار الدجاج، في وقت كان بعض المغردين ينشرون صورًا ووصفات لمأكولات أردنية لا تحتوي على الدجاج ومشتقاته بهدف تشجيع الحملة.

في أبرز التعليقات دعا المغرد عيد الهقيش الى استغلال الحملة المطالبة بمقاطعة الدجاج من أجل اقتراح أفضل الطرق، لإيصال غضب الشعب على سياسة الحكومة في ملف المحروقات التي يترقب الجميع ارتفاع أسعارها.

وأشار الناشط حسين الفايز الى أن وسم مقاطعة الدجاج في الأردن بات "الترند" الأول، متوقعًا أن تتسع المقاطعة بدخول بعض المطاعم للحملة.

ونقل المغرّد ناهد المعيطة عن رئيس جمعية حماية المستهلك في الأردن، إشارته إلى أن حملة مقاطعة الدجاج تتسع يومًا بعد يوم، مقدّرًا أن تكون نسبة المقاطعين بين 50 و60 بالمئة من المواطنين.

من جهته اعتبر المغرد عدنان الطراونة أن محاربة الغلاء غير المبرر يتطلب تغيير النمط السلوكي، والمقاطعة التامة لأي سلعة يرتفع سعرها بسبب جشع التجار واستغلالهم الوضع الاقتصادي الذي يسمح لهم بزيادة الأسعار، دون وجود رقيب عليهم وعلى تصرفاتهم، واعتبر الطراونة في تغريدة أخرى أن مقاطعة السلع المرتفعة الثمن هو سلاح فعال إذا تم توظيفه بالشكل الصحيح.

استمرار ارتفاع الأسعار رغم المقاطعة

أظهر رصد أجراه موقع الغد في أسواق العاصمة الأردنية، استمرار ارتفاع أسعار الدجاج رغم حملات المقاطعة، إذ وصل سعر الكيلوغرام إلى 2.75 دينار أي بزيادة نسبتها 38 % عن السعر المحدد بالسقوف السعرية البالغة دينارين للكيلو غرام. كما نقل الموقع عن عبد الشكور جمجوم تأكيده أن معدل الإنتاج اليومي من الدجاج في الأردن يتراوح بين 600 و700 ألف طير، وهو يغطي نسبة الاستهلاك المحلي، إلا أن ارتفاع أسعار الأعلاف أدى الى توقف عدد كبير من صغار المربين عن إنتاج الدجاج.

ليست هذه المرة الأولى التي يستخدم فيها المواطنون الأردنيون حملات المقاطعة لمواجهة موجات ارتفاع الأسعار، وخاصة في فترات الأزمات مثل انتشار جائحة كورونا والحرب الروسية على أوكرانيا وما رافقها من ارتفاع في أسعار المواد الغذائية والمحروقات. نذكر في هذا المجال حملة "صف سيارتك" على أثر ارتفاع سعر البنزين في العام 2019 ، وحملة "خليها تبيض عندكو" في الفترة نفسها احتجاجًا على أسعار البيض والدجاج، إلا أن معظم الحملات السابقة لم تحقق النتائج المرجوة بسبب تهافت المواطنين على شراء السلع فور انخفاض سعرها قليلا، فيرتفع الطلب عليها مجددا ويزيد سعرها وهكذا دواليك، الأمر الذي يثير قلق القيمين على حملة المقاطعة الحالية بأن يكون مصيرها مشابهًا لسابقاتها.

المواطنون في السعودية والكويت يقاطعون الدجاج

بالإضافة الى الأردن، تشهد عدة دول عربية حملات مقاطعة مماثلة للبيض والدجاج. في السعودية أظهرت الصور امتلاء رفوف الأسواق بمنتجات شركة المراعي للألبان بعد امتناع المواطنين عن شراء منتجاتها إثر ارتفاع سعر ليتر الحليب المراعي في المملكة ليصل إلى 11 ريال سعودي.

كذلك تداول ناشطون سعوديون صورًا تظهر انخفاض أسعار الدجاج ومشتقاته في السعودية بعد توسع حملة المقاطعة.

وقد أشارت جمعية حماية المستهلك في السعودية الى أنّ أسعار الحليب والبيض ارتفعت بنسبة 15% خلال عام، وأسعار الدواجن واللحوم بنسبة 7.8%.

ولم يختلف الوضع في الكويت حيث انطلقت الحملة الشعبية لمقاطعة شراء الدواجن بعد ارتفاع سعرها بشكل كبير، وقد أعلن على إثرها العديد من المواطنين مقاطعة البيض والدجاج في الكويت أسوة بالمواطنين في المملكة العربية السعودية.

اقرأ/ي أيضًا:

استياء شعبي من غلاء الأسعار في مصر والنظام يلوم التجار

غلاء الأسعار في اليمن يحول السمك إلى وجبة للأغنياء