02-أغسطس-2024
أنصار مادورو

(AP) أنصار مادورو يحتفلون بفوزه بولاية رئاسية ثالثة في العاصمة كاراكاس

طالبت البرازيل وكولومبيا والمكسيك في بيان مشترك، أمس الخميس، بإجراء "تحقّق محايد من نتائج" الانتخابات الرئاسية التي جرت في فنزويلا، فيما اعتبر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أن نتائج الانتخابات "لا تمثل إرادة الشعب الفنزويلي".

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية أن الدول الثلاث شددت في بيانها على أنه "يجب احترام المبدأ الأساسي للسيادة الشعبية من خلال تحقق محايد من النتائج"، دون أن يتطرق البيان إلى طريقة إجراء مثل هكذا عمليات تحقّق.

وطالب البيان السلطات الانتخابية الفنزويلية بأن تنشر سريعًا النتائج التفصيلية لعمليات فرز الأصوات بحسب مراكز الاقتراع في الانتخابات التي جرت في 28 تمّوز/يوليو الماضي.

طالبت الدول الثلاث في بيانها المشترك باحترام المبدأ الأساسي للسيادة الشعبية من خلال تحقق محايد من النتائج

وقال البيان الثلاثي "نحن نتابع عملية فرز الأصوات باهتمام كبير، ونناشد السلطات الانتخابية في فنزويلا المضي قدمًا بسرعة ونشر النتائج التفصيلية حسب مراكز الاقتراع".

ودعا البيان "الجهات السياسية والاجتماعية إلى ممارسة أقصى قدر من الحذر وضبط النفس في تظاهراتهم ومناسباتهم العامة، من أجل تجنّب تصعيد أعمال العنف".

واستدرك البيان المشترك مشددًا على أن "الأولوية راهنًا يجب أن تكون للحفاظ على السلم الاجتماعي وحماية الأرواح البشرية"، ولفتت الدول الثلاث إلى "استعدادها لدعم جهود الحوار، والبحث عن اتفاقات تفيد الشعب الفنزويلي".

وأعلن المجلس الوطني الانتخابي الموالي للحكومة، أمس الاثنين، فوز مادورو بولاية رئاسية ثالثة من ستة أعوام، لكن المعارضة رفضت الإقرار بالنتيجة، معلنة بأن مرشحها، إدموندو جونزاليس أوروتيا، هو من فاز بالانتخابات.

وحصل مادورو على 51.2 بالمئة من أصوات المقترعين في الانتخابات الرئاسية، في مقابل حصول منافسه جونزاليس أوروتيتا (74 عامًا) على 44.2 بالمئة من أصوات المقترعين.

وقُتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص خلال الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في فنزويلا في اليومين التاليين ردًا على إعلان فوز مادورو بولاية ثالثة.

وفي السياق، قال وزير الخارجية الأميركي إنه: "بالنظر إلى الأدلة القاطعة، فمن الواضح للولايات المتحدة، والأهم من ذلك للشعب الفنزويلي، أن إدموندو جونزاليس أوروتيا فاز بأكبر عدد من الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي جرت في فنزويلا في 28 تموز/يوليو".

وأضاف بلينكن أن "إعلان النتائج من قبل المجلس الوطني للانتخابات الذي يسيطر عليه مادورو كان معيبًا بشدة، ما أسفر عن نتيجة معلنة لا تمثل إرادة الشعب الفنزويلي".

وحذر الدبلوماسي الأميركي من أن "فشل المجلس الوطني للانتخابات في نشر النتائج الرسمية على مستوى الدوائر الانتخابية، فضلًا عن المخالفات التي تخللت العملية الانتخابية، جردت النتيجة التي أعلنها المجلس الوطني للانتخابات من أي مصداقية".

وأشار بلينكن إلى أن نتائج فرز الأصوات التفصيلية التي نشرتها المعارضة بقيادة، ماريا كورينا ماتشادو، أظهرت فوز جونزاليس أوروتيا "بفارق لا يمكن التغلّب عليه".

واعتبر بلينكن أن ما يقوم به مادورو حاليًا هو "محاولة غير ديمقراطية لقمع المشاركة السياسية والاحتفاظ بالسلطة"، مشددًا على "وجوب حماية سلامة وأمن قادة المعارضة الديمقراطية وأعضائها".

وجاءت تصريحات الدولية المتتالية بعيد إعلان كورينا ماتشادو أنها اضطرت إلى "الاختباء" لأنّها "تخشى على حياتها" بعد أن دعت أنصارها إلى التحرك، غدًا السبت، احتجاجًا على فوز مادورو بولاية ثالثة.

وفي مقال نشرته في صحيفة "وول ستريت جورنال" في أعقاب التهديدات التي وجهها إليها مادورو، قالت كورينا ماتشادو: "أكتب هذه السطور وأنا مختبئة، خوفًا على حياتي وحريتي وحياة أبناء وطني"، وأضافت "يمكن أن يتم القبض عليّ وأنا أكتب هذه الكلمات".

وقال مصدر في المعارضة لوكالة الأنباء الفرنسية إن "الزعيمة" كورينا ماتشادو "بأمان"، وستخاطب الفنزويليين خلال الساعات المقبلة.

وكانت كورينا ماتشادو قد كتبت في مقالها أنه "بعد هذه المهزلة (إعلان فوز مادورو)، اندلعت تظاهرات عفوية، ولا سيّما في الأحياء الفقيرة في كاراكاس ومدن أخرى. لقد ردّ مادورو عليها بقمع وحشي".

وشددت على أن هذا القمع "يجب أن يتوقف فورًا، حتى يمكن التوصل إلى اتفاق عاجل لتسهيل الانتقال إلى الديموقراطية (…) ولن يهدأ لنا بال حتى نتحرر".

وقالت منظمة "فورو بينال" غير الحكومية إن 11 شخصًا على الأقل، بينهم قاصران، قتلوا خلال الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في اليوم التالي لإعلان نتائج الانتخابات، وأضافت المنظمة أن العشرات أصيبوا بجروح، فضلًا عن اعتقال 177 شخصًا على الأقل.