أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، عن إيقاف تمويل "مؤقت إضافي" كان مقدمًا لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بعد مزاعم إسرائيلية، عن مشاركة 12 موظفًا من الوكالة، في عملية 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وقالت الأونروا، يوم الجمعة، إنها فصلت العديد من العاملين "المتهمين بالتورط هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر، وبدأت تحقيقًا في هذه المزاعم". ويأتي القرار، رغم عدم تقديم إسرائيل معلومات واضحة عن هذه القضية، أو إثبات مزاعمها.
حملة تحريض إسرائيلية، وراء إيقاف التمويل عن الأونروا
وقال فيليب لازاريني، المدير العام للأونروا، في بيان إنه قام على الفور بفصل موظفي الأونروا "لحماية قدرة الوكالة على تقديم المساعدة الإنسانية".
وأضاف أن أي موظف في الأونروا متورط "سيتعرض للمساءلة، بما في ذلك من خلال الملاحقة الجنائية"، وفق زعمه.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن تحدث يوم الخميس، مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ودعا إلى "تحقيق شامل وسريع". كما أخبر بلينكن الأمين العام للأمم المتحدة أن الولايات المتحدة تطلب من إسرائيل، التي قدمت هذا الادعاء في البداية، مزيدًا من المعلومات.
وقال جوزيب بوريل، كبير دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي ونائب رئيس المفوضية الأوروبية، إنه "يشعر بقلق بالغ" إزاء المزاعم القائلة بأن موظفي الأمم المتحدة متورطون في 7 تشرين الأول/أكتوبر. مضيفًا: "نحن على اتصال بالأونروا ونتوقع منها أن تتخذ إجراءات فورية ضد الموظفين المتورطين".
وأعلنت وزيرة الخارجية الأسترالي، أن بلادها ستوقف مؤقتًا تمويلها لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وقالت بيني وونغ يوم السبت، إن أستراليا ستنضم إلى "شركائها ذوي التفكير المماثل في الولايات المتحدة وكندا في إيقاف التمويل مؤقتًا".
وفي وقت متأخر من يوم الجمعة، أصدر وزير التنمية الدولية الكندي أحمد حسين، بيانًا قال فيه إن كندا ستعلق تمويلها للأونروا.
وجاء في البيان أن "كندا أوقفت مؤقتًا أي تمويل إضافي للأونروا بينما تجري تحقيقًا شاملًا في هذه الادعاءات".
وأضاف الوزير الكندي: "تدين كندا بشكل لا لبس فيه هجوم 7 أكتوبر على إسرائيل. إنني أشعر بقلق بالغ إزاء الادعاءات المتعلقة ببعض موظفي الأونروا. لقد أصدرت تعليماتي إلى الشؤون العالمية الكندية بإيقاف كافة التمويل الإضافي للأونروا في انتظار نتيجة التحقيق".
كما أعلنت الخارجية الإيطالية، عن إيقاف تمويلها المقدم للهيئة الأممية.
وقال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف جالانت إن "القرار الأمريكي خطوة مهمة نحو مساءلة الأونروا".
وقال السيناتور جيم ريش، أكبر عضو جمهوري في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، يوم الجمعة: "على مدى سنوات، حذرت إدارة بايدن بشأن استئناف تمويل الأونروا، التي لها تاريخ في توظيف أشخاص مرتبطين بحركات إرهابية مثل حماس"، وفق زعمه.
وقالت قيادة منظمة المسيحيين المتحدين من أجل إسرائيل: "بينما نرحب بقرار وقف تمويل الأونروا، يجب على إدارة بايدن أن تجعل هذا التوقف المؤقت دائمًا".
من جانبها، قالت حركة حماس: "ندين بشدّة حملة التحريض التي يسوقها الكيان الصهيوني المجرم ضد المؤسسات الأممية التي تساهم في إغاثة شعبنا".
وعلى مدار الأشهر الماضية، نشرت وسائل إعلام إسرائيلية، تحريضًا على وكالة الغوث، وعلى مجموعة من العاملين فيها، بزعم تفاعلهم على مجموعات داخلية مع عملية 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وفي وقت سابق من شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، قالت القناة 12 الإسرائيلية، إن وزارة الخارجية الإسرائيلية أعدت تقريرًا سريًا سيتم طرحه على طاولة مجلس الوزراء الإسرائيلي، يضع خطة للعمل "الإسرائيلي ضد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)".
ووفق القناة 12 الإسرائيلية، فإن التقرير يضع سلسلة من الخطوات، التي ستقوم بها إسرائيل، وستكون محصلتها إخراج الأونروا من قطاع غزة.
محاولات متكررة لإنهاء الأونروا
وتسعى إسرائيل إلى "هدف" تفكيك الأونروا منذ سنوات، مع سلسلة من الاتهامات والمزاعم حول عملها، تحاول من خلالها تبرير الضغط لإيقاف عمل المؤسسة، فيما يدور التصور الإسرائيلي تحديدًا حول أن عمل الأونروا "يساهم في إدامة حياة قضية اللاجئين".
وكثيرة هي التصريحات الإسرائيلية التي تهاجم الأونروا، ففي حزيران/يونيو 2017، دعا رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى تفكيك الأونروا، متهمًا إياها بـ"التحريض ضد إسرائيل"، بحسب زعمه.
وأضاف: "الأونروا تعمل على إدامة مشكلة اللاجئين الفلسطينيين بدلًا من حلها، وأنها تؤجج المشاعر المعادية لإسرائيل. لقد حان الوقت لتفكيك الأونروا ودمجها مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين".
وفي مطلع عام 2018، قال نتنياهو: إن الأونروا تهدف إلى إدامة "سردية ما يسمى بحق العودة بهدف القضاء على دولة إسرائيل، وبالتالي، يجب على الأونروا أن تنتهي من هذا العالم"، وفق قوله.
واتهمت وزارة الخارجية الإسرائيلية، المفوض العام السابق للأونروا، بيير كرينبول، في عام 2019، بأنه في عهده أصبحت الأونروا أكثر "تسييسًا"، مما أدى في نهاية المطاف إلى استقالته من منصبه.
قالت حركة حماس: "ندين بشدّة حملة التحريض التي يسوقها الكيان الصهيوني المجرم ضد المؤسسات الأممية التي تساهم في إغاثة شعبنا"
وكانت الأونروا في ذلك الوقت تواجه هجمات من قبل إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، التي اتهمتها إلى جانب إسرائيل بإدامة الصراع. وفي عام 2018، قررت واشنطن تعليق مساهمتها في ميزانية الوكالة، ثم إيقافها تمامًا، مما حرمها من أكبر مانح لها وأدى إلى أزمة تمويل كبيرة.
وكشف عن رسائل بريد إلكتروني داخلية، دعا فيها صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وكبير مستشاريه جاريد كوشنر إلى بذل "جهد مخلص وصادق لتعطيل" وكالة الأمم المتحدة لإغاثة الفلسطينيين.