شهدت الحرب الروسية الأوكرانية خلال الأيام الماضية تطورات متسارعة قد تؤدي إلى تحول في موازين القوة العسكرية بين الدولتين اللتين تتشاركان الحدود البرية، وذلك في أعقاب موافقة إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، على استخدام القوات الأوكرانية صواريخ "أتاكمز" الأميركية، بالإضافة إلى ألغام أرضية مضادة للدبابات، وهو ما يبدو أن قوبل بأصداء إيجابية لدى الحليفة بريطانيا، بعدما قالت روسيا إن أوكرانيا قصفت أراضيها بصواريخ "ستورم شادو" البريطانية.
وبحسب ما نقلت وكالة "رويترز"، قالت وزارة الدفاع الروسية في تقريرها اليومي إن دفاعاتها الجوية "أسقطت صاروخين من طراز ستورم شادو من صنع بريطانيا، وستة صواريخ من طراز هيمارس من صنع الولايات المتحدة و67 طائرة بدون طيار من نوع الطائرات"، مشيرةً إلى أن المدونين الروس المقربين من الكرملين نشروا صورًا لحطام صاروخ "ستورم شادو".
وأشارت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إلى أن استخدام القوات الأوكرانية لصواريخ "ستورم شادو"، جاء بعد أقل من 24 ساعة على تصريحات رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، من ريو دي جانيرو، والتي أكد فيها أنه ينبغي أن تحصل أوكرانيا "على كل ما تحتاجه طالما كانت هناك حاجة لذلك لتوضع في أقوى وضع ممكن"، مضيفة أنه عُثر على شظايا صاروخ بريطاني في قرية مارينو في مقاطعة كورسك التي استولت القوات الأوكرانية على أجزاء منها.
قالت تقارير صحفية إنه عُثر على شظايا صاروخ بريطاني في قرية مارينو في مقاطعة كورسك التي استولت القوات الأوكرانية على أجزاء منها
وقالت شبكة "CNN" الأميركية إن وزير الدفاع الأوكراني، رستم عمروف، بالإضافة إلى المتحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية، رفضا تأكيد أو نفي استخدام الصواريخ خلال مؤتمر صحفي، أمس الأربعاء، مضيفة أن عمروف أكد أن كييف تستخدم "كل الوسائل للدفاع عن بلدنا، لذلك لن ندخل في التفاصيل، نحن قادرون على الرد وسندافع ونرد بكل الوسائل المتاحة".
وبحسب الشبكة الأميركية، فإن مقطع فيديو نُشر على تطبيق "تليغرام"، وتم التحقق من موقعه الجغرافي، كشف أن الانفجارات التي سُمعت كانت في قرية مارينو، مشيرةً إلى أن خبير الأسلحة الذي راجع الفيديو أكد أنه "لا توجد مؤشرات على أن الانفجارات ناتجة عن نوع مختلف من الذخيرة، لكن من غير الممكن القول بشكل قاطع إنها من صواريخ ستورم شادو".
من جانبها، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن سلاح الجو الأوكراني أن القوات الروسية قصفت بصاروخ باليستي عابر للقارات، اليوم الخميس، مدينة دنيبرو، مشيرةً إلى أن مصدر أوكراني أكد أن موسكو استخدمت للمرة الأولى هذا النوع من الصواريخ منذ شباط/فبراير 2022. وأضافت الوكالة الفرنسية أن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، رفض التعليق على الخبر، مكتفيًا بالقول: "ليس لدي ما أقوله حول ذلك".
بوتين أقرّ في وثيقة رسمية أسسًا جديدة للعقيدة النووية الروسية بعد سماح واشنطن للقوات الأوكرانية باستخدام صواريخ أميركية بعيدة المدى.
اقرأ أكثر: https://t.co/gIfByyToUj pic.twitter.com/nxJHViCQIx— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) November 20, 2024
وقالت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية، أول أمس الثلاثاء، إن كييف قصفت للمرة الأولى بالصواريخ الأميركية بعيدة المدى منشأة عسكرية في منطقة بريانسك غربي روسيا، وهو ما أكدته هيئة الأركان الأوكرانية بإعلانها استهداف مستودعًا في مدينة كاراتشيف، والتي تقع على بعد 115 كم من الحدود الروسية.
وبعد ساعات من إعلان واشنطن السماح لكييف باستخدام صواريخ أميركية بعيدة المدى، قالت وكالة "تاس" الروسية إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أجرى تعديلًا على العقيدة النووية الروسية، يعتبر بموجبه أن "أي هجوم من قبل دولة غير نووية مدعومة بقوة نووية على أنه هجوم مشترك"، مؤكدًا أن بلاده "ستحتفظ بحقها في النظر في الرد النووي على هجوم بأسلحة تقليدية يهدد سيادتها".
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، قد قالت في تصريحات نقلتها صحيفة "كومسومولسكايا برافدا"، إنه "وفقًا للخبراء، فإن أحد الخيارات الأربعة للرد على الضربات بعيدة المدى يمكن أن يكون توجيه ضربات إلى أهداف في أوكرانيا، والتي تجنبتها روسيا في السابق، تستهدف شبكات التدفئة والاتصالات وحتى المباني الإدارية في كييف، وصولًا إلى المجمع الموجود في بانكوفايا"، في إشارة إلى مقر الرئاسة الأوكرانية.