21-أكتوبر-2024
شروط إسرائيل لإنهاء الحرب

صورة أرشيفية للقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني بالمبعوث الأميركي ببيروت في أغسطس الماضي (رويترز)

نقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين قولهم إن إسرائيل سلمت الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، "ورقة مبادئ" لإنهاء الحرب على لبنان، تشترط فيها حرية عمل سلاح الجو الإسرائيلي في الأراضي اللبنانية، لـ"منع تسليح حزب الله".

وبحسب الموقع الأميركي، فإن مسؤولين إسرائيليين أوضحوا أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قدم الوثيقة إلى البيت الأبيض قبل زيارة مبعوث الرئيس الأميركي، جو بايدن، عاموس هوكشتاين إلى بيروت، اليوم الإثنين، لمناقشة حل دبلوماسي للحرب التي تشنها إسرائيل على لبنان.

وأضاف المسؤولون الإسرائيليون أن الورقة جاءت نتيجة للمناقشات التي أجراها وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، مع وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، حول الشروط التي تطالب بها إسرائيل، لتكون جزءًا من أي حل دبلوماسي لإنهاء الحرب في لبنان.

تتضمن ورقة المبادئ حرية العمل لسلاح الجو الإسرائيلي في الأراضي اللبنانية، الأمر الذي سيعيد لبنان إلى ما قبل انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان في عام 2000

وأشار "أكسيوس" إلى أن هوكشتاين سيضغط خلال زيارته إلى لبنان من أجل انتشار واسع النطاق للقوات المسلحة اللبنانية في جنوب لبنان، باعتباره جزءًا من أي حل دبلوماسي، موضحًا أن المسؤولين الإسرائيليين ذكروا أن هوكشتاين يريد نشر ما لا يقل عن ثمانية آلاف جندي لبناني في جنوب لبنان.

ووفقًا لـ"أكسيوس"، فإن ورقة المبادئ تتضمن أيضًا رفع مستوى تفويض قوة الأمم المتحدة المؤقتة لحفظ السلام "اليونيفيل" حتى تتمكن من مساعدة الجيش اللبناني على منع انتشار أي أفراد أو جماعات مسلحة لا تخضع لسيطرة الحكومة اللبنانية بالقرب من الحدود.

وبحسب المسؤول الإسرائيلي، فإن ورقة المبادئ تضمنت السماح للجيش الإسرائيلي بالمشاركة في "تنفيذ فعّال"، لضمان عدم إعادة تسليح حزب الله، وعدم إعادة بنيته التحتية العسكرية بالقرب من الحدود، بالإضافة إلى مطالبتها أيضًا عمل سلاح الجو الإسرائيلي بحرية في المجال الجوي اللبناني.

وتعليقًا على ذلك قال "أكسيوس" إن المطالب تتناقض مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي ينص على أن الجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل" هي المسؤولة عن مسألة تنفيذ وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله جنوبي لبنان. ووفقًا لمسؤول أميركي، فإنه من غير المرجح بشكل كبير أن يوافق لبنان والمجتمع الدولي على شروط إسرائيل.

وقالت مراسلة "التلفزيون العربي"، كريستين ريناوي، إن موقع "واللا" العبري أشار إلى أن الشروط الإسرائيلية تتضمن عودة النازحين إلى منازلهم من الجهتين، وحصر الانتشار العسكري في جنوب لبنان بوجود الجيش اللبناني.

من جانبه، أفاد مراسل "التلفزيون العربي"، أحمد درواشة، بأن الشروط التي نشرها موقع "أكسيوس" هي شروط رفضها حزب الله في السابق، وقد تكون وُضعت لترفض، وهي أمور تعجيزية لا يمكن أن يقبلها أي طرف لبناني، لا سيما إمساك تل أبيب بتطبيق القرار 1701 بنفسها، وهو قرار دولي صادر عن الأمم المتحدة، تعمل القوات الدولية "اليونيفيل" على تنفيذه.

وأضاف الدراوشة أن الموقف اللبناني سيكون نابعًا من كون تلك الشروط ستشكل عودة إلى ما قبل عام 2006، أو قبل الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000.

وكان مصدر مقرب من رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، قد صرح لـ"العربي الجديد"، أمس الإثنين، أن "لبنان أكد التزامه بالقرار 1701 بكافة مندرجاته، شرط التزام إسرائيل به، وهذا هو موقف الدولة اللبنانية، ولا حديث آخر غير ذلك"، مؤكدًا أن "لا أولوية تعلو على وقف إطلاق النار واستهداف المدنيين وتدمير البلدات والقرى".

وشدد المصدر على التزام لبنان "بالتطبيق الكامل لكافة القرارات الدولية الخاصة به، لا سيما القرار 1701، وتعزيز وجود الجيش في الجنوب ليقوم بمهامه كاملة بالتعاون مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة"، مؤكدًا موافقته على المبادرة الأميركية - الفرنسية بهدنة مدتها 21 يومًا يصار خلالها إلى إطلاق مسار دبلوماسي لوقف إطلاق النار.

كما نقل "العربي الجديد" عن مصدر نيابي في حزب الله، أن الحزب "لا يعول على زيارة هوكشتاين أو أي دور يقوم به، لأنه بكل بساطة يصب في تنفيذ الأجندة الإسرائيلية"، لافتًا إلى الملف السياسي بيد رئيس مجلس النواب الذي "يثق به الحزب"، وكذلك رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.

وأشار المصدر النيابي إلى أن "مخطط تعديل القرار 1701 موجود منذ ما قبل العدوان (على لبنان)، وحتى قبل عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، لكنهم يعتبرون اليوم الفرصة مناسبة لتحقيق ذلك، وواهمون إن اعتقدوا أن حزب الله في موقف ضعيف ليرضخ".

وكانت مقاتلات الجيش الإسرائيلي قد شنت غارات عنيفة خلال الساعات الماضية استهدفت فيها فروع جمعية "القرض الحسن" الخيرية التابعة لحزب الله في جنوب وشرق لبنان، بالإضافة إلى ضاحية بيروت الجنوبية التي تم استهدافها بما لا يقل عن 11 غارة جوية.

وقالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية إن هوكشتاين وصل، اليوم الإثنين، إلى عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب اللبناني، مشيرةً إلى أن رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، سيتقبل المبعوث الأميركي ظهر اليوم أيضًا.