ماذا يحدث!؟
لا شيء
أأنا وسط حلم ما!؟
رجل يستقل طائرة غاشمة
ابتسم، ها هم ينصبونك وغدًا حقيقيًا
هل أهذي؟
رأسي مثقل بالقيظ والدخان، ربما لأنني لم أنم جيدًا وأنا أستجدي حنفية الماء ليلة كاملة، حتى لمحت في ضوء آخر نجمة نقطة ماء كدمعة تكابر السقوط من أحشائها البيضاء.
بعين واحدة، تحت النوم أو تحت الهذيان، أصغي فيما يمتلئ صدري بالأنابيب، ومن خلف عيني يفيض الشارع، جارتنا حافية تركض، بينما يحمل أحدهم حذاءه ليمنحها إياه عائدًا وهو يشتم، الغبار يملأ الأجفان ،الوجوه حفنة من الدهشة الصفراء، الشبابيك في الشارع ملتوية كأن ماردًا كان يصنع منها أشكالًا وعندما ملّ أخيرًا قام بعصرها بين يديه.
أمي تتلو صلاة خائفة، ثم تستفرغ.
ليس هناك متسع للنوم لتحلم، تخبرني أختي بذلك وهي تحشر نفسها في بطني، أسمع هذيان قلبها، أحضنها بقوة وأدخلها أحشائي.
أجفل متعرقًا، يتسارع تنفسي ويبطء العالم كأنه حمار تعب من الطواف البليد حول كومة قش، يبطء العالم حتى أكاد أحس بدوران الأرض.
أن تستوعب ذلك وتعيشه كاملًا يجعل منك ملعونًا، وخصوصًا أن الذي يحدث يوميًا فوضوي لدرجة أن أخرين غيري غادروا حيًا ليصطدموا بقيامة أخرى حيث ذهبوا، وما لم يدركوه أن المدينة بين يدي الشيطان.
ليس حلمًا كلا، بل يعني ما يعنيه بقوة.
وهكذا فإن خروجًا عاديًا في يوم عادي قد يعني نهاية لا عودة عنها، قد يعني أن تتطاير قدمك لتحط فوق سطح منزل حيث يجففون فلفلًا حارًا حتى ليختلط دمك به لدرجة يتعسر فيها التعرف على أشلائك.
يومض دمك ويسري الأسيد تحت الجلد، أن سيارة قادمة، كأية سيارة تصدفها كل يوم، السائق مرتخ ومدرب على ذلك، وإن لم تسعفه الأزرار فلديه خيط احتياطي، هذا ما تقوله لنفسك، وها هي، أحدهم يحملك وأنت تنظر، بقعة دم بحجم نظرتك تتحرك تحت الشمس، تُرمى فوق البقية.
لا تذهب أرجوك، تصرخ، تشير بيديك، من دون يدين.
تنعطف السيارة.
أن تخرج وتأخذ كفايتك من الحذر لا يكفي، تحتاج عينين في أعلى رأسك كما كانت الميثولوجيا تصور يوم الحشر وذلك لئلا ينظر الناس إلى عورات بعضهم، عينان في الأعلى ليستا رصيد الحشمة كلا، بل لتجنب رصاصة ساقطة.
هنا أمضي ما بقي من سنوات، تحت سمت الجحيم الخبيء في قمة الجبل، الذي قذف حممه منذ أن كان ثمة لا أحد، وها هو يستعيد ماضي الأرض الجرداء تحت لمعة قذيفة لا تخطئ.
تسقط الدمعة
وتبقى قطرة الماء
استيقظ ..
كيف!
هل امتلأ...؟
ماذا! نعم امتلأ الشارع...
اقرأ/ي أيضًا: