06-سبتمبر-2024
جنود إسرائيليون يقفون أمام مباني مدمرة (الوكالة الأوروبية للصور الصحفية)

جنود إسرائيليون يقفون أمام مباني مدمرة (الوكالة الأوروبية للصور الصحفية)

دعت منظمة العفو الدولية "أمنيستي" إلى إجراء تحقيق دولي بشأن "العملية العسكرية الإسرائيلية" الرامية إلى توسيع "المنطقة العازلة" بشكل كبير على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، باعتبارها تشكل جريمتي حرب، هما: "التدمير غير المبرر والعقاب الجماعي".

فقد قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بعمليات تدمير لأحياء كاملة على طول حدود الفاصلة بين القطاع غزة ومستوطنات غلاف غزة.وقالت المنظمة الحقوقية في تقرير نشرته، أمس الخميس، إنه "بين تشرين الأول/أكتوبر 2023 وأيار/مايو 2024، وعلى طول الخط الحدودي الفاصل بين القطاع وإسرائيل وبعرض يتراوح بين 1 و1.8 كلم، تعرّض على ما يبدو أكثر من 90 % من المباني للتدمير أو لأضرار جسيمة و59 % من المحاصيل الزراعية للتلف".

ووفقًا لتقرير "أمنيستي"، المناطق الأربعة التي جرى التحقيق فيها، دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي، مستخدمًا الجرافات والمتفجرات المزروعة يدويًا، الأراضي الزراعية والمباني المدنية، وسوّى أحياءً كاملة بالأرض بكل ما فيها من منازل ومدارس ومساجد، بشكل غير قانوني وعمدي وممنهج، بعد أن سيطر عليها. وتغطي الأضرار ما مجموعه 58 كلم مربع، أي ما يقرب من 16 % من مساحة قطاع غزة.

ونقل التقرير عن المديرة العامة لمنظمة العفو الدولية، إريكا غيفارا روس، قولها: إن "حملة الخراب المتواصلة التي يشنها الجيش الإسرائيلي في غزة هي حملة تدمير غير مبرّرة". وأوضحت روس: أن "إنشاء منطقة عازلة لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن يشكل عقابًا جماعيًا للسكان المدنيين الفلسطينيين الذين يعيشون في هذه المناطق".

وأكدت "أمنيستي" أنها اعتمدت في تقريرها على صور التقطت بالأقمار الاصطناعية وشهادات ومقاطع فيديو صورت على طول الحدود، بعضها نشره جنود إسرائيليون وتم تداولها بشكل واسع على شبكات التواصل الاجتماعي. وتظهر ثلاثة مقاطع مصورة، جنودًا إسرائيليين مبتسمين يدخنون السجائر والشيشة، فيما تدوي خلفهم انفجارات كبيرة أدت إلى تدمير منازل ومبان.

وكشفت المنظمة الحقوقية أنها وجهت أسئلة حول هذا الموضوع إلى السلطات الإسرائيلية، مطلع تموز/يوليو الماضي، لكنها لم تحصل على أي رد بعد مرور شهرين.

وبحسب الأمم المتحدة، خلفت الغارات الجوية الإسرائيلية أكثر من 42 مليون طن من الأنقاض في مختلف أنحاء القطاع. فقد أدت الهجمات الإسرائيلية إلى تضرر وتدمير أكثر من 70 % من المساكن والمستشفيات والشركات في غزة. وشبهت وكالة "بلومبرغ"، الأمر بخط من شاحنات القمامة مليئة بالركام يمتد من نيويورك إلى سنغافورة، وقد يستغرق إزالة كل ذلك سنوات بتكلفة تصل إلى 700 مليون دولار.