25-أكتوبر-2024
العرب الأميركيين

ترامب قد يستفيد من التصويت العقابي للعرب الأميركيين ضدّ هاريس (غيتي)

قبل أقل من أسبوعين على موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، أظهر استطلاعان جديدان للرأي أن المرشح الجمهوري دونالد ترامب يتقدّم في نوايا التصويت على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.

الاستطلاع الأول أجرته صحيفة فايننشال تايمز، وأظهرت نتائجه أنّ ترامب يتقدم على هاريس في قضايا الاقتصاد. حيث عبر 44% ممن شاركوا في الاستطلاع عن ثقتهم في قدرة ترامب على التعامل مع القضايا الاقتصادية مقابل 43% لهاريس.

أما الاستطلاع الثاني فأجرته صحيفة وول ستريت جورنال، وأظهر هو الآخر أنّ الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري الحالي دونالد ترامب يتقدم على هاريس بنسبة 47 إلى 45%.

يسود غضب ملموس تجاه إدارة بايدن التي قدمت دعمًا سياسيًا وعسكريًا كبيرًا لإسرائيل منذ اندلاع الحرب في غزة

وشمل الاستطلاع الذي أجرته الصحيفة الأميركية 1500 ناخب مسجل في الفترة من 19 إلى 22 تشرين الأول/أكتوبر، بهامش خطأ أكثر أو أقل من 2.5 نقطة مئوية.

أصوات العرب قد تحول دون فوز هاريس:

ترى وكالة فرانس برس أنّ العرب الأميركيين قد يُطيحون بكامالا هاريس على خلفية موقف الحزب الديمقراطي من العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان.وتتبّعت فرانس برس مواقف عدة أميركيين عرب من هاريس والانتخابات المزمع تنظيمها في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر القادم.

ومن بين هؤلاء إيمان بيضون السيد، التي تقول فرانس برس إنها "كغيرها من آلاف الأميركيين من أصل لبناني، تتابع برعب مشاهد الدمار في الشرق الأوسط، وتنتظر موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية الشهر المقبل، التي قد تشكّل فرصةً للتعبير عن موقفها حيال دعم الإدارة الديمقراطية لإسرائيل"، حيث تقول "دائمًا ما كنت ديمقراطية، لكن في ظل ما يحدث، لم أعد واثقة مما أشعر به".

فبيضون كغيرها من العرب الأميركيين، "تفكر في منع فوز كامالا هاريس، نائبة الرئيس جو بايدن والمرشحة إلى انتخابات الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر، بالسباق إلى البيت الأبيض، عقابًا لها على الدعم الذي وفرته إدارتها لإسرائيل منذ بدء الحرب في قطاع غزة قبل سنة".

وتقول بيضون: "حقيقة أن أي مرشح لا يتحدث عن وقف إطلاق النار أو حظر الأسلحة إلى إسرائيل أمر محبط للغاية"، مشيرةً إلى أنها قد تصوّت لصالح مرشحة الحزب الأخضر جيل ستاين، وليس للمنافس الجمهوري لهاريس، دونالد ترامب.

يشار إلى أنه في انتخابات عام 2020، صوتت مقاطعة واين حيث تقع ديترويت وضواحيها، بنسبة 68% لصالح بايدن، مما أتاح له التفوق بفارق 150 ألف صوت فقط على ترامب في الولاية المتأرجحة المهمة.

يقدّر عدد الأميركيين من أصول عربية بنحو 300 ألف في ميشيغان، وكانت أصواتهم وازنةً في فوز بايدن، وتعليقًا على ذلك يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة ميشيغان والخبير في شؤون الشرق الأوسط ستوكتون إلى أنّ "الرئيس السابق ترامب أغضب العرب الأميركيين بسياساته المناهضة للمسلمين والمؤيدة لإسرائيل. ولذلك صوّتوا بقوة لصالح بايدن في عام 2020"، مضيفًا أنه "ومع تبقي أقل من أسبوعين على الانتخابات، يسود غضب ملموس تجاه إدارة بايدن التي قدمت دعمًا سياسيًا وعسكريًا كبيرًا لإسرائيل منذ اندلاع الحرب في غزة، فضلا عن استخدام حق النقض في مجلس الأمن ضد دعوات وقف إطلاق النار في القطاع".

ولا يبدو أن الديمقراطيين، حسب أوساط أميركية عربية، قد استوعبوا درس الانتخابات التمهيدية في شباط/فبراير عندما اقترع أكثر من 100 ألف ناخب بالأوراق البيضاء احتجاجًا على سياسة واشنطن في الشرق الأوسط.

وتعتبر أوساط عربية أميركية أنّ هذا التجاهل من الديمقراطيين يعدّ بمثابة "صفعة على الوجه يجب أن يردّوها عبر التصويت العقابي". وفي هذا الصدد دعت اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي، وهي إحدى المنظمات السياسية المحلية المؤثرة، إلى عدم التصويت لهاريس أو ترامب، وذلك على عكس ما قامت به في 2020 عندما أيّدت جو بايدن.

وبررت المنظمة موقفها الحالي بالقول إن هاريس وترامب "يدعمان بشكلٍ أعمى الحكومة الإسرائيلية الإجرامية بقيادة المتطرفين اليمينيين، بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو".

ولفت الباحث السياسي ستوكتون أنّ "الغضب من الحزب الديمقراطي يتعدى المجتمع العربي الأميركي ليشمل العديد من الشباب، بما يجعل النزاع الراهن مسألة خطيرة بالنسبة للديمقراطيين" على حدّ توصيفه.