27-أكتوبر-2024
فلسطيني وسط أنقاض منزل مدمر في خانيونس

في اليوم الـ387 من العدوان، واصلت "إسرائيل" حربها الوحشية على قطاع غزة المنكوب والمدمر مخلّفةً مزيدًا من الدمار والضحايا، وسط ازدياد حدة الغارات على لبنان، سيما الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت التي تعرضت ليلًا لقصف مكثّف.

واستشهد 10 فلسطينيين وأُصيب آخرون بجروح، ليل السبت – الأحد، جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلًا يؤوي نازحين في مشروع بيت لاهيا في محافظة شمال قطاع غزة.

وفي التفاصيل، شنّت مقاتلة حربية إسرائيلية غارة استهدفت منزلًا لعائلة "غباين" يسكنه نازحون من عائلة الكحلوت في مشروع بيت لاهيا، ما أسفر عن استشهاد 10 أشخاص وسط مناشدات لانتشالهم وفق وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا".

قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إن المنظمات الدولية العاملة في القطاع مُقصِّرة في أداء مهامها وتتعامل مع الظروف الخطيرة ببرود وبعدم اهتمام

وأفادت الوكالة باستشهاد أكثر من 35 مواطنًا بينهم نساء وأطفال، وإصابة العشرات، خلال الساعات القليلة الماضية، جراء قصف طائرات الاحتلال مربعًا سكنيًا يضم 5 منازل، تعود لعائلات أبو شدق والمصري وسلمان، في بلدة بيت لاهيا.

ومنذ الخامس من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، تتعرض محافظة شمال قطاع غزة لاجتياح بري وقصف عنيف ومكثّف في إطار مساعي قوات الاحتلال لإفراغ المنطقة من سكانها من خلال الإخلاء والتهجير القسري.

وارتقى شهيد، وأُصيب آخرون، إثر قصف استهدف مدرسة صلاح الدين، التي تؤوي نازحين، في محيط ملعب فلسطين بمدينة غزة. كما تعرض حي الزيتون، شرق مدينة غزة، لقصف مدفعي مكثّف وإطلاق نار من قِبل آليات الاحتلال، مما أسفر عن إصابة عشرات المواطنين نُقل بعضهم إلى المستشفى المعمداني، وفق وسائل إعلام محلية.

وفي وسط قطاع غزة، استهدفت غارة إسرائيلية غرب مخيم النصيرات، وتعرض المخيم البريج لقصف مدفعي. كما قصفت مقاتلات الاحتلال المناطق الشمالية لمدينة رفح، وطالت القصف المدفعي منطقة المواصي الساحلية ومحيطها، غرب المدينة جنوب قطاع غزة.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس السبت، ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع إلى 42.924 شهيدًا و100.833 مصابًا، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وقالت الوزارة إن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الساعات الـ48 الماضية 7 مجازر بحق المدنيين في قطاع غزة، وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 77 شهيدًا و289 مصابًا، فيما لا يزال هناك العديد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وأشارت إلى أن إحصائية الشهداء والجرحى لا تشمل مستشفيات قطاع غزة نتيجة حصار قوات الاحتلال لها وصعوبة التواصل والوصول إليها.

تقصير المنظمات الدولية شمال غزة

وأمس السبت، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن المنظمات الدولية العاملة في القطاع مُقصِّرة في أداء مهامها وتتعامل مع الظروف الخطيرة ببرود وبعدم اهتمام، مما يشجع الاحتلال على التمادي في مجازره الوحشية ضد المدنيين.

وعبّر المكتب، في بيان، عن استيائه واستهجانه: "من التقصير الخطير الذي يطال المنظمات الدولية العاملة في قطاع غزة في أداء مهامها، حيث إنها تتعامل مع الظروف الخطيرة ببرود تام وبعدم اهتمام، مما شجّع الاحتلال الإسرائيلي على التمادي في مجازره الوحشية ضد المدنيين والنازحين، خاصةً في محافظة شمال قطاع غزة وجباليا وبيت لاهيا تحديدًا".

وأضاف البيان: "يُذكّر المكتب الإعلامي الحكومي المنظمات الدولية بدورها المنوط بها والمتمثل في تلبية الاحتياجات الإنسانية وتقديم الحماية اللازمة لشعبنا الفلسطيني وفقًا لمعايير القانون الدولي الإنساني، حيث يتعرض المدنيين إلى القتل والإبادة والتطهير العرقي والاستئصال والحرق والاختطاف والتعذيب من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي دون أن يكون لهذه المنظمات دورٌ يُذكر".

وأوضح البيان أن هذه المنظمات: "لم تقدّم ما يلزم من توفير الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والمياه والرعاية الصحية، حيث يعيش شعبنا الفلسطيني منذ أكثر من 180 يومًا حالة مأساوية من التجويع الممنهج والواضح يمارسه جيش الاحتلال الإسرائيلي دون أن نسمع صوتًا للمنظمات الدولية العاملة في قطاع غزة".

وتابع: "لم تبذل الحد الأدنى ولا الجهد الكافي من أجل تقديم الدعم الطبي لمساعدة المستشفيات والمرافق الصحية والطواقم الطبية على البقاء والصمود في وجه الاحتلال الإسرائيلي الوحشي، ولم تمدها بالمواد الأساسية والمستلزمات الطبية اللازمة لذلك، بل كانت تتفرج على الكارثة الإنسانية في محافظة شمال قطاع غزة تحديدًا، دون أن تُحرّك ساكنًا".

وأكمل: "بالإضافة إلى عجزها المُستغرب والمتمثل في عدم تقديم الدعم للطواقم الطبية في مواجهة النقص الشديد في الأدوية والمستلزمات والطعام والماء، حيث أدى تقصيرها هذا إلى تسريع انهيار المنظومة الصحية بمحافظة شمال قطاع غزة".

مباحثات جديدة بشأن وقف الحرب

أما بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، فقد ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أمس السبت، أن رئيس جهاز الموساد، دافيد برنياع، سيتوجه اليوم الأحد إلى العاصمة القطرية الدوحة لإجراء مباحثات جديدة بشأن الصفقة.

وقالت القناة إن برنياع: "سيلتقي رئيس المخابرات المركزية الأميركية ويليام بيرنز، ورئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في محاولة لوضع مخطط جديد لصفقة الرهائن بعد مقتل (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس) السنوار".

وتزامنًا مع هذه التطورات، أصدرت عائلات المحتجزين الإسرائيليين لدى فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس السبت، بيانًا أكدت فيه أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يواصل المماطلة بشأن الصفقة، مضيفًا أن: "نتنياهو يريد مفاوضات من أجل المفاوضات فقط".

استهداف شركة صناعات عسكرية إسرائيلية

وفي لبنان، واصل جيش الاحتلال قصفه على مناطق مختلفة من البلاد، حيث شنّت طائراته الحربية عدة غارات على بلدات وقرى محافظة الجنوب، وكانت قد استهدفت الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، ليلة السبت، بسلسلة غارات عنيفة تركزت على منطقتي الحدث وبرج البراجنة.

وصباح اليوم الأحد، أعلن "حزب الله" أنه هاجم شركة يوديفات للصناعات العسكرية الإسرائيلية، جنوب شرق عكا، بسرب من المسيّرات الانقضاضية.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإصابة شخصين بعد سقوط مسيرة في منطقة بارليف الصناعية قرب مدينة عكا. فيما أعلن جيش الاحتلال انفجار طائرة مسيرة أُطلقت من لبنان في منطقة بارليف الصناعية.

وقال "حزب الله" إنه قصف، خلال الساعات القليلة الماضية، مستوطنة كريات شمونة برشقة صاروخية، واستهدف تجمعًا لقوات الاحتلال في مستوطنة شوميرا بصاروخ موجه، وتصديه لعدة محاولات تقدّم من قِبل قوات الاحتلال إلى داخل الأراضي اللبنانية.