يقف كل طرف على الحافة الخاصة به، من يقول إن ليليان داود تمّ إخراجها من مصر لأسباب قانونية لا يعرف أن الدائرة ربما تدور لتطيح به بالطريقة ذاتها، القانونية التي يتحدث عنها، والتي بدت للجميع "محاولة انتقام وكسر" أخيرة لصاحبة برنامج "الصورة الكاملة" الذي يذاع على قناة "أون.تي.في".
بعد ساعات قليلة من إنهاء عقدها مع "أون تي في"، قررت السلطات المصرية ترحيل "ليليان داوود"، فيما بدا انتقامًا ضدها لتجاوزها الخطوط الحمراء
مع مؤشرات رحيل "نجيب ساويرس" عن القناة وتخليه عنها تجبنًا للمشاكل، توقع الكثيرون أن ذلك الرحيل سيتبعه إعادة هيكيلة للقناة، واستبعاد المذيعين المتعاطفين مع 25 يناير منها.
اقرأ/ي أيضًا: ماهي تأثيرات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؟
"ساويرس" بالنسبة إلى مذيعي "أون.تي.في" كان حصن أمان أخير يحميهم، ربما لأنه لا يقبل الهزيمة في أي معركة.. سواء كانت مع النظام أو مع أي خصم آخر.
مع دخول أحمد أبو هشيمة، مالك القناة الجديد، والمعروف بصلاته القوية مع الأجهزة الأمنية، بدأت عملية هيكلة القناة، التي تأوي -من وجهة نظرة الأمن- مجموعة من الاشتراكيين الثوريين واليساريين. وتم وضع قائمة سوداء لمن سيتخلص منهم قريبًا.. كان على رأسها "ليليان" و"القرموطي".. وبالفعل، لم يخيِّب الظن به، وتخلص منهم في أول فرصة.
ومع نهاية تعاقد الإعلامية اللبنانية الأصل مع القناة.. كان طاقم أمني، مكوَّن من ثمانية أفراد، يدق بابها، ويدّعي أنه من شرطة الجوازات، ويبلغها بعدم جواز إقامتها في القاهرة نظرًا لانتهاء عقد عملها، الذي تعيش بمقتضاه في القاهرة.
يتداخل طليقها، خالد البري، مع الرواية، حيث كان حاضرًا للمشهد منذ بدايته، ويقول: "ليليان من حقها الإقامة في مصر قانونًا لأنها زوجتي السابقة، يعني كانت متزوجة مصري لمدة ست سنوات وعندها بنت مصرية. لكن حسب ما قالوا الأوامر جاية من مكتب السيسي شخصيًا".
اقرأ/ي أيضًا: بحكم المحكمة..تيران وصنافير مصريتان
ويضيف: "سمحوا لها بخمس دقائق، رفضوا أن تأخذ أي شيء إلا محفظتها، ورفضوا أن نتصل بمحام أو السفارة الخاصة بها". وحمَّل "البري" مكتب السيسي مسؤولية ترحيل "ليليان" بينما تواصل "الترا صوت" مع مسؤولين بمكتب الرئيس المصريّ، حول الواقعة، ونفت أن يكون لها، أو للسيسي علاقة بترحيل ليليان داود إلى بيروت مساء أمس.
وادَّعت المصادر أنه لا علاقة لـ"السيسي" بإجراءات صحة إقامة المواطنين الأجانب، التي تديرها وزارة الداخلية.
لدى "الداخلية"، و"أمن الدولة" -الأمن الوطني حاليًا- رواية خاصة لما جرى. إذ عاد الجهاز إلى لعبته التاريخية في تشويه معارضيه، وأعدائه بالتسجيلات والتسربيات، وسرَّب -عبر مقرَّبين له- أنه يملك أكثر من تسجيل تليفوني لليليان داود، وهي تتصل بعناصر من مخابرات دول أجنبية سيذيعها في الوقت المناسب، وهو أصل الاتهام الرائج على مواقع الاتصال الاجتماعي عن ترحيلها بسبب علاقاتها بـ"مخابرات أجنبية".
الاتهام الثاني -على صفحات "الوفد" المصرية- كان ترحيلها لإصابتها بالإيدز، فساعات الصمت التي سبقت ترحيلها إلى بيروت كانت كفيلة بانتشار الشائعات، والأقاويل، وألاعيب الصحافة الصفراء على جثة "ليليان"، خاصة أن جهات التحقيق صنعت حالة من "الكتمان" حول آخر ساعاتها في مصر.
لايمكن إخفاء صلات أحمد أبو هشيمة الوثيقة بالأمن وأركان النظام الحالي
ومن ضمن الرواية الأمنية لما جرى، أنه تمّ رصد لقاءات تجريها في منزلها مع قيادات عمالية، ونشطاء سياسيين، واشتبه في أغراضها، وهو ما جعلها غير مرغوب في إقامتها بالقاهرة.
الرواية الأقرب للصدق والصراحة والفضيحة -في الوقت نفسه- هي التي نشرتها "أسوشيتدبرس" على لسان مصدر أمني، رفضت ذكر اسمه، تقول إن "ليليان" تجاوزت الخطوط الحمراء، ولم يعد مرغوبًا بها هنا.
وبحسب تغريدة لزياد العليمي، محامي ليليان داوود، الذي وصفها في أكثر من مرة بـ"المختفية قسريًا"، و"المخطتفة"، فإنها فور وصولها لبنان، اتصلت به لاتخاذ الإجراءات اللازمة لعودتها إلى مصر.
يتقاطع هذا التصريح مع ما قالته "ليليان" في حوار سريع مع شبكة "بي بي سي" فور وصولها إلى "بيروت" عن إن ما جرى كان متوقعًا، ولكن الشكل الذي جرى به كان "صادمًا" خاصة إنه تمّ ترحيلها بعد نصف ساعة من فسخ التعاقد مع "أون.تي.في"، وأضافت: "خاصة أنني أم وحاضنة لطفلة مصرية، وكنت متزوجة من مصري، وصاحبة أملاك في القاهرة".
وأضافت: "تخيلت أنه قبل الترحيل سيكون هناك إنذار أو تحذير.. كنت أعتبر نفسي مواطنة مصرية".
اقرأ/ي أيضًا: