من المرجح بشكل متزايد أن يكون الأطفال الصغار في بريطانيا شريحة مهمة بين مستخدمي تطبيق تيك توك، إذ يقول عدد كبير من الآباء والأمهات إن أطفالهم في سن ما قبل المدرسة يستخدمون تطبيق الفيديوهات القصيرة، ويروقهم محتواه باستمرار، وهو ما يثير مخاوف الكثير من المختصين حول الآثار الذهنية والإدراكية عليهم.
ففي المملكة المتحدة يشاهد حوالي 16% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاثة وأربعة أعوام محتوى تطبيق تيك توك، وذلك وفقًا لبحث أجرته هيئة "أوفكوم" (Ofcom) المختصة بتنظيم الاتصالات والمحتوى الإلكتروني في المملكة المتحدة. أما في الفئة العمرية بين خمس إلى سبع سنوات، فإن هذه النسبة ترتفع إلى الثلث تقريبًا بين الأطفال البريطانيين.
ومن المعلوم أن التسجيل في تطبيق تيك توك، المملوك من شركة بايت دانس الصينية الناشئة، يقتصر على المستخدمين الذي لا تقل أعمارهم عن 13 عامًا، إلا أن العديد من التقارير تؤكّد بأن ملايين المستخدمين الأصغر سنًا يستخدمون المنصّة، في ظل عدم وجود رقابة على أعمار من يسجلون فيها، وسهولة تجاوز شرط الحدّ العمري عند التسجيل في تيك توك أو سواها من التطبيقات المشابهة، مثل إنستغرام.
هذا الواقع المتعلق بتمكّن الأطفال دون سن 13 عامًا من الوصول إلى تيك توك، بمساعدة ذويهم أو الأصدقاء الأكبر سنًا أو بعض البالغين عبر الإنترنت، قد يسبب مشاكل رقابية لتيك توك، وهي المنصّة التي تتزايد حدة الانتقادات ضدّها بسبب الخوارزميات التي تستخدمها، وطبيعة المحتوى الذي قد تعرضه للأطفال، والذي قد يشتمل على محتوى للكبار أو يتناول مواضيع تتعلق بالعلاقات الجنسية أو المخدرات، إضافة إلى عرض أنماط أخرى مثيرة للقلق، تتسبب في ظواهر مقلقة بين الأطفال والمراهقين، مثل اضطرابات الأكل، والاكتئاب، والقلق، وغيرها.