02-أكتوبر-2024
إجراءات صارمة

(AP) إيرانيون يحتفلون وسط العاصمة طهران بالهجوم الصاروخي الذي استهدف إسرائيل

أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أنه إذا ردت "إسرائيل" على الهجوم الصاروخي الإيراني الذي طال جميع أنحاء الأراضي المحتلة، أمس الثلاثاء، فإن رد إيران "سيكون أشد قسوة"، محذرًا "أي طرف ثالث من التدخل في هذا الصراع"، فيما تعهدت الولايات المتحدة و"إسرائيل" بالرد على الهجوم الإيراني، وسط تقارير تتحدث عن دراسة "إسرائيل" استهداف منشآت إنتاج النفط داخل إيران ومواقع استراتيجية أخرى.

وكان "الحرس الثوري الإيراني" قد قال، أمس الثلاثاء، في بيان إنه: "ردًا على استشهاد (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس)، إسماعيل هنية، و(الأمين العام لحزب الله)، حسن نصر الله، و(نائب قائد فيلق القدس) عباس نيلفروشان، استهدفنا قلب الأراضي المحتلة (إسرائيل)"، موضحًا أن بين الأهداف "ثلاث قواعد عسكرية" في محيط "تل أبيب".

إيران تتخذ "إجراءات صارمة"

ونقل موقع "العربي الجديد" عن مصادر إيرانية قولها، إن "القوات المسلحة الإيرانية أعدت خطة لتنفيذ عدة جولات متلاحقة" من الهجمات الأخرى "الأكثر كثافة وشدة" في حال قامت "إسرائيل" بالرد، مشيرة إلى أنه تم اتخاذ "إجراءات وتدابير صارمة" في مقرات حساسة، تحسبًا لأي رد، وأكدت أنه "لن يتأخر الرد الواسع" على أي اعتداء إسرائيلي.

المصادر الإيرانية أكدت أنه تم اتخاذ "إجراءات وتدابير صارمة" في مقرات حساسة، تحسبًا لأي رد إسرائيلي على الهجمات الصاروخية التي استهدفت قواعد للجيش الإسرائيلي

المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها، استبعدت في حديثها لـ"العربي الجديد" أن تؤدي التطورات الأخيرة إلى حرب أوسع نطاقًا، وأضافت مؤكدة أن إيران وجهت عبر عدة قنوات "تحذيرات كافية لأطراف دولية وإقليمية بأن أي تدخل لصالح الكيان الصهيوني سيشعل المنطقة".

وأوضحت المصادر أن هذه التحذيرات شملت بالإضافة إلى الولايات المتحدة، "دولة جارة للأراضي المحتلة ودولًا خليجية وغير خليجية جارة لإيران"، من دون الكشف عن أسمائها،وأضافت أنها حذرت من "السماح بعبور المقاتلات الإسرائيلية من أجوائها في أي رد محتمل".

وكان المتحدث باسم منظمة الطيران المدني الإيرانية، جعفر يازرلو، قد قال إن المنظمة ألغت جميع الرحلات داخل البلاد حتى الساعة الخامسة من فجر، يوم غد الخميس، للحفاظ على أمنها بسبب ظروف المنطقة.

الرد الإيران سيكون "أشد قسوة"

وفي سياق تصريحات المسؤولين الإيرانيين التي صدرت بعد الهجوم الصاروخي الذي استهدف "إسرائيل"، أكد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أنه كان "دفاعًا عن مصالح ومواطني إيران"، وأضاف محذرًا "ليعلم نتنياهو أن إيران ليست دولة محاربة، لكنها تقف بحزم في وجه أي تهديد. هذا ليس سوى جزء من قوتنا. لا تدخلوا في صراع مع إيران".

من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تستخدم سوى حقها في الدفاع المشروع استنادًا إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، واستهدفت حصرًا القواعد العسكرية والأمنية للكيان الصهيوني"، وتابع مؤكدًا أن "العملية انتهت".

وأضاف عراقجي مشددًا على أن "إذا حاول الكيان الصهيوني الرد فإن ردنا سيكون أشد قسوة. لا تسعى الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى تصعيد التوتر والحرب، رغم أنها لا تخشى الحرب. ونحذر أي طرف ثالث من التدخل في هذا الصراع".

من جهته، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، في تدوينة نشرها على منصة "إكس"، أن طهران "متمسكة باستقرار وأمن المنطقة وسنتحرك بقوة ضد المعتدين"، مشيرًا إلى أن "على الكيان الصهيوني ومؤيديه أن يعلموا أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتصرف بشكل حاسم بناءً على ما تقوله".

وأضاف كنعاني مشددًا على أنه "لن تمر أي خطوة غير مدروسة ضد سيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسلامة أراضيها وأمنها القومي دون رد"، لافتًا إلى أنه "ثبت مرة أخرى أن أيادي إيران تستطيع أن تصل إلى أي نقطة تريدها".

وقالت ممثلية إيران في الأمم المتحدة، في بيان لها إن "رد إيران القانوني" جاء نتيجة لـ"استهداف الرعايا والمصالح الإيرانية والاعتداء على السيادة الوطنية للجمهورية الإسلامية الإيرانية"، وأضافت الممثلية أنه إذا "رد الكيان الصهيوني وقام باعتداء جديد، فسيتبعه الرد التالي والمدمر".

وكان موقع "أكسيوس" قد نقل عن مسؤولين إسرائيليين، إن عدم اتخاذ "إسرائيل" قرارًا بالرد يرجع إلى رغبة المسؤولين الإسرائيليين بالتشاور مع إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، مشيرًا إلى أن الرد الإسرائيلي على الهجوم الصاروخي الإيراني سيكون "قويًا"، بحيث يكون في غضون أيام، وقد يستهدف منشآت إنتاج النفط داخل إيران، ومواقع استراتيجية أخرى.

وبحسب تصريحات المسؤولين الإسرائيليين لـ"أكسيوس"، فإنه في حال نفذت إيران وعيدها بالرد إن ردت "إسرائيل" على الصواريخ الإيرانية، فإن جميع الخيارات الإسرائيلية "ستبقى على الطاولة"، بما في ذلك ضربات على المنشآت النووية الإيرانية.

ويشير العديد من المسؤولين الإسرائيليين إلى منشآت النفط الإيرانية كهدف محتمل، لكن البعض يقول إن الاغتيالات المستهدفة، وتدمير أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية هي أيضًا احتمالات واردة، وقد يشمل "الرد الإسرائيلي" غارات جوية من طائرات مقاتلة، فضلًا عن عمليات سرية مماثلة لتلك التي أسفرت عن اغتيال، إسماعيل هنية، في طهران قبل شهرين.