02-أكتوبر-2024
نتنياهو

نتياهو وغالانت

حينما قصفت إيران الأراضي المحتلة بالصواريخ البالستية مساء الثلاثاء، اضطر مجلس الحرب الإسرائيلي لعقد اجتماعه الطارئ في ملجأ تحت الأرض، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي، فما حكاية هذا الملجأ الذي يقال إنه محصّن ضد الهجمات النووية؟

صحيفة العربي الجديد بيّنت أن الملجأ المحصن تم تدشينه في الجبال التي تحيط بمدينة القدس المحتلة قبل 13 عامًا، وأطلق عليه "مركز إدارة الأزمات الوطنية"، ونوّهت إلى أن مجلس الوزراء المصغر لشؤون الأمن بالاحتلال لم يلتئم فيه إلا مرات عدة، في وقت أقام رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وزوجته سارة فقط خلال هجوم الصواريخ والمسيّرات الذي شنته إيران على دولة الاحتلال في إبريل/نيسان الماضي.

وأشارت الصحيفة أنه حكومة الاحتلال برئاسة أرييل شارون أصدرت قرارًا بتدشين الملجأ عام 2002، لكن القرار النهائي بتدشينه تم اتخاذه من قبل حكومة إيهود أولمرت عام 2007، كأحد القرارات التي تم اتخاذها عقب حرب تموز 2006 في لبنان، وذلك بهدف تمكين الحكومة والجهات المدنية ذات العلاقة من إدارة شؤون الكيان، عندما يكون تحت وطأة تهديدات متعددة، وضمن ذلك تهديد هجمات جوية وسيبرانية.

يضم الملجأ المحصن من هجمات نووية وبيولوجية صالات لعقد اجتماعات، وغرف نوم ومكاتب، وغرفة طعام كبيرة، بشكل يسمح لأصحاب المناصب بالإقامة فيه لفترات طويلة

وقالت الصحيفة إن لجنة "فينوغراد" التي حققت في أسباب قصور جيش الاحتلال خلال حرب تموز 2006، هي من أوصت بتدشين الملجأ، من منطلق أن تدشينه يساعد على تحسين مستوى التنسيق بين المستويين السياسي والعسكري، حيث تم الإعلان عن تدشينه رسميًا في عام 2011 بعهد حكومة بنيامين ننياهو.

وبلغت نفقات تدشين "مركز إدارة الأزمات الوطنية" عدة مليارات من الشواكل، حيث يشرف على إدارته "مجلس الأمن القومي" وديوان رئيس الحكومة في دولة الاحتلال، وهو مزود بمنظومات تأمين وحماية في مواجهة الهزات الأرضية، والهجمات النووية والكيميائية والبيولوجية.

زوجة نتنياهو ونجله الأكبر يائير يضغطان عليه من أجل الإقامة في الملجأ، حيث تم ربطه بالمقر الرسمي لإقامة عائلة رئيس الحكومة في القدس المحتلة

ونقلت العربي الجديد عن أحد الصحفيين الإسرائيليين أن الملجأ يضم صالات لعقد اجتماعات، وغرف نوم ومكاتب، وغرفة طعام كبيرة، بشكل يسمح لأعضاء الحكومة وأصحاب المناصب ذات العلاقة بإدارة الأزمات بالإقامة فيه لفترات طويلة. وأبرز هذا الصحفي أن إحدى سمات الملجأ أنه لا يسمح بتسريب ما يدور من اجتماعات داخله، لأنه لا يسمح للهواتف الخليوية باستقبال المكالمات والرسائل، فالذين يسمح لهم بدخول الملجأ مطالبون بترك هواتفهم النقالة في الخارج.

كما تم ربط الملجأ بكل من مقر حكومة الاحتلال، والمقر الرسمي لإقامة عائلة رئيس الحكومة في القدس المحتلة، حيث أنجز الربط في 2009، وهو ما أطلق عليه "مشروع ألموغ". وكشفت تقارير صحفية إسرائيلية اليوم الأربعاء أن زوجة نتنياهو ونجله الأكبر يائير يضغطان عليه من أجل الإقامة في الملجأ، إذ أبرز موقع يديعوت أحرونوت أنه قد سادت إشاعات مؤخرًا بأن سارة شوهدت في الفترة الأخيرة في الملجأ.