09-أكتوبر-2024
تهدئة شاملة

الدخان الأسود يتصاعد جراء غارة جوية استهدفت ضاحية بيروت الجنوبية (رويترز)

على عكس تقرير شبكة "CNN" الأميركية، أمس الثلاثاء، الذي كشف في مضمونه أن الإدارة الأميركية لا تسعى لإحياء مفاوضات وقف إطلاق النار في لبنان، قالت القناة 12 العبرية، اليوم الأربعاء، إن الولايات المتحدة تسعى إلى "تهدئة شاملة" في الشرق الأوسط، وهذا يشير إلى تضارب في التقارير الإخبارية، بالتزامن مع الحصار الذي يفرضه جيش الاحتلال على شمال قطاع غزة، وعملية التوغل في جنوب لبنان، فضلًا عن رد "إسرائيل" بعد الهجوم الصاروخي الإيراني مطلع الشهر الجاري.

يأتي تقرير القناة العبرية، بعد ساعات من نشر موقع "أكسيوس" الأميركي تقريرًا يقول إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، منع وزير الأمن، يوآف غالانت، من السفر إلى الولايات المتحدة، حيثُ كان من المتوقع أن يلتقي وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، مشيرًا إلى أن نتنياهو كان يتوقع إجراء محادثة هاتفية مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، خلال الأيام القليلة الماضية، في الوقت الذي تتزايد المخاوف من خطط الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني دون التنسيق مع الإدارة الأميركية.

واشنطن تسعى لـ"تهدئة شاملة" في المنطقة

ونقلت القناة العبرية عن مسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة الإسرائيلية قولهم، إنهم علموا خلال الأيام الماضية بوجود محادثات بين الولايات المتحدة ودول عربية مع إيران حول اقتراح لوقف إطلاق نار شامل في جميع الجبهات، على أن يشمل الاتفاق التصعيد الإسرائيلي في لبنان، بالإضافة إلى جبهة الإسناد التي أطلقتها جماعة "أنصار الله الحوثي" اليمنية، فضلًا عن الفصائل العراقية المقربة من إيران.

قالت القناة 12 العبرية، اليوم الأربعاء، إن الولايات المتحدة تسعى إلى "تهدئة شاملة" في الشرق الأوسط

وبحسب التقرير، فإنه "لم يتضح حتى الآن توجه هذا التحرك من قطاع غزة"، موضحًا أنه "لم تشارك إسرائيل بعد في هذه المحادثات، ولم تنقل موقفها للولايات المتحدة"، ووفقًا لمسؤولين رفيعي المستوى فإن "إسرائيل في موقع قوة حاليًا، وأن وقف إطلاق النار سيتم وفق شروطها، التي تشمل انسحاب حزب الله إلى شمال الليطاني، وتفكيك جميع المنشآت العسكرية للحزب في المناطق المحاذية للحدود".

وكان نائب الأمين العام لـ"حزب الله"، نعيم قاسم، قد قال في كلمة مسجلة بثتها عديد قنوات التلفزة، إن قدرات الحزب لم تتأثر، وإن مقاتليه يصدون التوغلات البرية الإسرائيلية على الرغم من "الضربات الموجعة" التي وجهتها "إسرائيل" في الأسابيع القليلة الماضية، مضيفًا أن الحزب يدعم جهود رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، في التوصل إلى وقف لإطلاق النار، دون تقديم مزيد من التفاصيل عن شروط حزب الله.

جنود إسرائيليون يوجهون رسالة إلى نتنياهو

إلى ذلك، قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن 130 جنديًا إسرائيليًا وقعوا رسالة "حذروا فيها من أنهم لن يخدموا بعد الآن ما لم تعمل الحكومة على التوصل إلى اتفاق بشأن (المحتجزين) الرهائن"، مشيرة إلى أنه "تم توجيه الرسالة إلى رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزراء الحكومة ورئيس أركان الجيش هرتسي هليفي".

وأضافت الصحيفة: "وقع الرسالة جنود احتياط بما في ذلك في سلاح المدرعات، وسلاح المدفعية، وقيادة الجبهة الداخلية، والقوات الجوية والبحرية"، وجاء في الرسالة وفقًا لما نقلت الصحيفة: "من الواضح الآن أن استمرار الحرب في غزة لا يؤخر عودة الرهائن من الأسر فحسب، بل يعرض حياتهم للخطر أيضًا"، وأضافوا بأنه "قتل العديد من الرهائن بضربات الجيش الإسرائيلي، أكثر بكثير من أولئك الذين تم إنقاذهم في العمليات العسكرية لإنقاذهم".

وقالوا بحسب ما جاء في الرسالة التي نقلتها "هآرتس": "نحن الذين نخدم بإخلاص، وفي الوقت نفسه نخاطر بحياتنا، نعلن بموجب هذا أنه إذا لم تغير الحكومة مسارها على الفور وتعمل على التوصل إلى اتفاق لإعادة الرهائن إلى الوطن، فلن نتمكن من الاستمرار في الخدمة".

وأردفوا في القول: "بالنسبة لبعضنا، تم تجاوز الخط الأحمر بالفعل؛ وبالنسبة للآخرين، يقترب الأمر بسرعة: يقترب اليوم الذي سنتوقف فيه، بقلوب مكسورة، عن الذهاب إلى الخدمة".