23-أكتوبر-2024
حرب العصابات

المقاومة في شمال غزة تلجأ لتكتيكات حرب العصابات (نيويورك تايمز)

يطرح حسم الحرب بانتصارٍ كامل معضلةً رئيسيةً لجيش الاحتلال الإسرائيلي، فقد سبق للمتحدث الرسمي باسم جيش الاحتلال أن عبّر عن تحفظ الجيش على مفهوم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتحقيق النصر الكامل بقوله إنّ المقاومة فكرة، وليس من المتوقع اجتثاثها بصورة تامة من غزة. لكن حتى الحديث عن نصرٍ بهذه المواصفات والاستثناءات يبدو بعيدًا وسابقًا لأوانه حسبما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" التي ترى، نقلًا عن خبراء ومحللين عسكريين وجنود إسرائيليين، أن تكتيكات المقاومة في غزة بقيادة "حماس" تجعل هزيمتها صعبةً.

التكتيكات القتالية لحرب العصابات التي تنتهجها كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس شمال غزة، تجعل من إلحاق الهزيمة العسكرية بهذه القوات مهمةً غير يسيرة، بل وصعبة الإنجاز في غضون فترة زمنية من سنتين أو ثلاثة.

ووفقًا لمصادر "نيويورك تايمز "، فإن حركة حماس "تملك مقاتلين وذخائر كافية لتوريط إسرائيل في حرب بطيئة لا فوز فيها".

تكتيكات الكر والفر

وصف الخبراء والجنود الإسرائيليون الذين تحدثوا للصحيفة الأمريكية تكتيكات الكر والفر التي اعتمدتها حماس بأنها "سمحت لها بإلحاق الضرر بإسرائيل وتجنب الهزيمة"، وذلك حتى بعد مرور أكثر من عام على العدوان المدمر.

نيويورك تايمز: حركة حماس تملك مقاتلين وذخائر كافية لتوريط إسرائيل بحرب بطيئة لا فوز فيها

أكثر من ذلك ترى الصحيفة الأميركية أنّ نجاح المقاومة في قتل قائد لواء بالجيش الإسرائيلي شمال غزة، أول أمس الأحد: "أكّد أن الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، على الرغم من عدم قدرته على العمل كجيش تقليدي، لا يزال يقود حرب عصاباتٍ قوية".

واعتبرت "نيويورك تايمز "أنّ "الهجوم المفاجئ الذي قتل فيه الضابط الإسرائيلي الرفيع يوضح كيف صمدت حماس لمدة عام تقريبًا منذ غزو إسرائيل غزة، أواخر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ومن المرجح أن تكون قادرةً على ذلك حتى بعد استشهاد رئيس مكتبها السياسي، يحيى السنوار، في مواجهة مع جنود الاحتلال الأسبوع الماضي".

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن جنود إسرائيليين قولهم: "يتوارى مقاتلو حماس المتبقون عن الأنظار في المباني المدمرة وشبكة الأنفاق الضخمة تحت الأرض التي لا يزال الكثير منها سليمًا"، على الرغم من سعي إسرائيل لتدميرها بطرق مختلفة.

وتأتي هذه التصريحات من الجنود الإسرائيليين في ظل الخسائر التي تتعرض لها قوات الاحتلال شمال قطاع غزة، وعجزها منذ أسابيع عن حسم المعركة مع مقاتلي المقاومة رغم الحصار الخانق واستخدام المدنيين دروعًا بشرية، في إطار تطبيق خطة الجنرالات.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن أول أمس الأحد مقتل قائد اللواء 401 العقيد إحسان دقسة، وإصابة ضابط آخر بجروح خطيرة بمعارك في جباليا، شمالي قطاع غزة، وهو أعلى رتبة تقتل منذ بداية الاجتياح البري للقطاع قبل عام.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن العقيد دقسة كان برفقة 3 ضباط آخرين في دبابتين داخل جباليا في منطقة المعارك، وأضافت أنه خرج مع الضباط من الدبابتين مسافة 20 مترًا، وأثناء تحركهم تم تفجير عبوة ناسفة بهم.

وتابعت الإذاعة أن الحادثة قتل فيها العقيد دقسة وأصيب 3 ضباط، بينهم نائب قائد الفرقة 162 وقائد الكتيبة 52، مشيرةً إلى أن دقسة كان من بين 4 ضباط برتبة عقيد قتلوا منذ بداية الحرب على قطاع غزة السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.