ألترا صوت – فريق التحرير
وجه دبلوماسي أمريكي كبير على مستوى الشرق الأدنى نداءات للدول الأوروبية تطالبهم بفعل المزيد من التحركات في البحر المتوسط لمنع وصول المواد العسكرية لطرفي الصراع المتحاربين في ليبيا، بعدما اقتصرت تحركاتهم على مصادرة المواد العسكرية التي تقوم أنقرة بإرسالها لحكومة الوفاق الوطني الليبي المعترف بها دوليًا، وذلك بالتزامن مع عديد التقارير التي تتحدث عن إشراف القوات الروسية بالتنسيق مع النظام السوري على إرسال مرتزقة سوريين للقتال إلى جانب قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
مسؤول أمريكي: اقتصرت السياسات الأوروبية لحظر نقل الأسلحة إلى ليبيا على مصادرة المواد العسكرية التي تقوم أنقرة بإرسالها لحكومة الوفاق الوطني الليبي المعترف بها دوليًا
وأعرّب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى (منطقة الأناضول) ديفيد شينكر عن شعور الدول الأوروبية لما وصفه "بالفخر" لمهامهم في البحر المتوسط، نتيجة لمساعدتهم في تفعيل حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على ليبيا، لكنه أضاف موضحًا أن "عمليات الاعتراض الوحيدة التي ينفذها (الاتحاد الأوروبي) تستهدف المواد العسكرية التركية إلى ليبيا"، لافتًا لعدم اعتراض الطائرات الروسية والإماراتية والمصرية التي تنقل الأسلحة لقوات حفتر المتمركزة في الشرق.
اقرأ/ي أيضًا: دعوات أممية ودولية لوقف التدخل الأجنبي في ليبيا
وأشار شينكر في حديثه الذي نقلته وسائل إعلام غربية إلى أن الأوروبيين "لو كانوا جادين.. لكان بإمكانهم على ما أظن انتقاد الجميع"، مشددًا على أن جديتهم كانت يجب أن تنعكس بتوجيه الانتقاد لكافة الأطراف الفاعلة في الصراع الليبي عندما يكون الحديث عن انتهاك حظر الأسلحة، معتبرًا أن الدور الأوروبي يمكن أن يكون أكثر فعالية مما هو عليه في الوقت الراهن، بما في ذلك على سبيل المثال "تصنيف مجموعة فاغنر" الروسية للخدمات العسكرية، في دعوة فيما يبدو لإدراجها على قائمة المنظمات الإرهابية.
وكان تقرير أعده مراقبو العقوبات المستقلون قدم للجنة العقوبات الأممية الخاصة بالصراع الليبي قد خلص إلى نشر مجموعة فاغنر ما لا يقل عن 1200 جندي مرتزق في ليبيا في أيار/مايو الماضي، مضيفًا أن انتشار المرتزقة الروس جاء لتعزيز القوة العسكرية لقوات حفتر في شرق ليبيا، وأنه كان من بين المرتزقة المنتشرين قوات مهام عسكرية متخصصة بجميع المجالات، بما فيها فرق القناصة.
وأشار مراقبو العقوبات في معرض تقريرهم إلى أنهم على الرغم من عدم إمكانية التحقق بشكل مستقل من حجم الانتشار لمرتزقة فاغنر في ليبيا، فإن المعطيات المتاحة أمامهم "تشير إلى أن أقصى عدد للأفراد العسكريين غير النظاميين المنتشرين لا يزيد عن 800 إلى 1200"، وأن نشرهم كان "بمثابة قوة فعالة مضاعفة" لقوات حفتر، وهو الأمر الذي ينفي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حدوثه بشكل دائم، بقوله إنه "إذا كان هناك روس في ليبيا فإنهم لا يمثلون الدولة الروسية ولا يحصلون على رواتب من الدولة".
وتمكنت قوات الوفاق الوطني المدعومة من الحكومة التركية خلال الأسابيع الماضية من استعادة السيطرة على كامل الحدود الإدارية للعاصمة طرابلس، وألحقتها بالسيطرة على مدينة ترهونة، وكامل مدن الساحل الغربي، وقاعدة الوطية الجوية، وبلدات بالجبل الغربي، وأطلقت في وقت لاحق عملية "دروب النصر" لاستعادة مدينة سرت وسط ليبيا، وقاعدة الجفرة الجوية، بعد إحكامها السيطرة على غرب ليبيا، وذلك بعد أكثر من 14 شهرًا من حصار فرضته قوات حفتر على العاصمة طرابلس في محاولة للسيطرة عليها.
في سياق متصل، قالت وسائل إعلام محلية سورية تنشط في مناطق سيطرة النظام السوري إن القوات الروسية عملت بالتنسيق مع النظام السوري مؤخرًا على إرسال مئات المقاتلين السوريين للقتال إلى جانب قوات حفتر، مستغلين بذلك الانهيار الاقتصادي الذي تشهده سوريا، وتردي الوضع المعيشي اليومي نتيجية ارتفاع أسعار المواد الغذائية المرتبط بانهيار الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي.
تشير التقارير إلى أن القوات الروسية نسقت مع النظام السوري عبر وسطاء في شركات أمنية مرخصة داخل سوريا بغرض تجنيد المرتزقة في مناطق النظام للقتال في ليبيا، موضحةً أن العقود الموقع عليها تتضمن بنودًا خاصة بعدم ملاحقة المتخلفين عن الخدمة الإلزامية في حال قرروا الذهاب للقتال في ليبيا، وتسوية أوضاع المطلوبين الذين كانوا يقاتلون في صفوف المعارضة السورية، قبل أن يبادروا إلى تسوية أوضاعهم مع النظام السوري بعد استعادة المناطق التي كانوا ينشطون فيها مع فصائل المعارضة خلال الأعوام الماضية.
في حين ينقل تحقيق أجري من قبل موقع درج الإلكتروني عن أحد المرتزقة الذي جرى تجنيدهم من قبل القوات الروسية للقتال في ليبيا، قوله إن القوات الروسية تقوم بنقلهم بعد تجنيدهم إلى معسكر لطلائع البعث قرب منطقة الرمل الفلسطيني في جنوب اللاذقية، حيثُ يكون باستقبالهم ضابط روسي مع مترجم يملك عقدًا باللغتين الروسية والعربية بغرض التوقيع عليه.
اقرأ/ي أيضًا: الملف الليبي بوصفه عقدة في مجال متوسطي متأزم
ويضيف التحقيق بأن المرتزق بعد توقيعه على العقد يحصل على مبلغ مقدم بقيمة 500 دولار أمريكي، على أن تتضمن بنود العقد شرطًا جزائيًا يفرض على المرتزق البقاء في القتال ثلاثة أشهر للحصول على إجازة مدفوعة الأجر بقيمة 800 دولار، كما يقوم الضابط الروسي بمصادرة الهوية الشخصية للمرتزق لضمان عدم تخلفه أو هروبه من التجنيد، فضلًا عن عدم السماح للمرتزق بالحصول على نسخة من العقد.
أشارت تقارير منفصلة نشرت الشهر الماضي إلى أن وتيرة تجنيد المرتزقة السوريين للقتال مع قوات حفتر تزايدت خلال الأسابيع الماضية مع هدوء ساحة الحرب في سوريا
وأشارت تقارير منفصلة نشرت الشهر الماضي إلى أن وتيرة تجنيد المرتزقة السوريين للقتال في ليبيا تزايدت خلال الأسابيع الماضية مع هدوء ساحة الحرب في سوريا في مقابل اشتدادها في ليبيا، في الوقت الذي تحدث تقرير أممي عن لعب مجموعة فاغنر للخدمات السرية بقيادة يفغيني بريغوزين المعروف بـ"طباخ بوتين" دورًا مهمًا في تجنيد السوريين.