أكدت الأمم المتحدة أنّ أكثر من نصف الأراضي الصالحة للزراعة في غزة دمرت، جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع.
وأظهرت صور أقمار صناعية نشرها مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية "يونوسات"، أمس الخميس، أنّ 57 % من حقول المحاصيل الدائمة في غزة والأراضي الصالحة للزراعة والضرورية للأمن الغذائي تقلصت مساحتها وجودتها بشكل كبير.
وقال المركز الأممي: "تدهورت جودة المحاصيل وكثافتها في أرجاء قطاع غزة بشكل ملحوظ في أيار/مايو 2024 مقارنة بمتوسط المواسم السبعة السابقة"، وأضاف: "يرجع هذا التدهور إلى الأنشطة المرتبطة بالصراع التي تشمل أعمال الهدم وسير المركبات الثقيلة والقصف بالقنابل ".
وتابع المركز التابع للأمم المتحدة أنّ هذا الانخفاض يمثل زيادة بنسبة 30 % في الأراضي الزراعية المتضررة منذ نشر التحليل الأخير في نيسان/ أبريل الماضي.
وبحسب "يونوسات"، فإنّه بالإضافة إلى "الأضرار التي لحقت بحقول المحاصيل والبساتين، تعرّضت الدفيئات الزراعية في جميع أنحاء قطاع غزة لأضرار كبيرة".
وفقًا لبيانات "يونوسات" يمتلك قطاع غزة ما يقدر بنحو 151 كيلومترًا مربعًا من الأراضي الزراعية، أي ما يشكل حوالي 41 %من أراضي القطاع الساحلي.
هذا، وحذرت الأمم المتحدة من آثار تدمير نصف الأراضي الزراعية، بفعل الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من ثمانية شهور، على سكان غزة الذين يعانون من جوع منتشر في العدد من المناطق بالقطاع.
صور الأقمار الصناعية كشفت أن 57% من حقول المحاصيل الدائمة في غزة تقلصت مساحتها وجودتها بشكل كبير، مما يهدد الأمن الغذائي في المنطقة
وبالموازاة مع ذلك، حذرت منظمة الصحة العالمية من أنّ الكثير من الناس في غزة يواجهون "جوعًا كارثيًا وظروفًا شبيهة بالمجاعة".
ونفى المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، وجود أي دليل على أنّ "المحتاجين في غزة يتلقون ما يكفي من الغذاء كما ونوعا، رغم الأنباء عن زيادة تسليم الأغذية".
وأشار غيبريسوس إلى أنّ "أكثر من 8 آلاف طفل دون سن الخامسة شخصوا وعولجوا من سوء التغذية الحاد، بما في ذلك 1600 طفل يعانون سوء التغذية الحاد الوخيم".
وأضاف: "بسبب انعدام الأمن وعدم إمكانية الوصول، لا يمكن تشغيل سوى مركزين لتحقيق الاستقرار للمرضى الذين يعانون سوء التغذية الحاد. كما أدى عدم قدرة منظمته على تقديم الخدمات الصحية بأمان إلى الافتقار إلى المياه النظيفة والصرف الصحي، وإلى زيادة كبيرة في مخاطر إصابة الأطفال بسوء التغذية".
من جهته، قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة: إنّ "الاحتلال الإسرائيلي صعّد من حرب التجويع التي يمارسها على نحو أخصّ في محافظتي غزة وشمال غزة، جرّاء إغلاقه للمعابر، والعدد المحدود كمًا ونوعًا من شاحنات المساعدات التي يسمح بدخولها بين حين وآخر، ما أدّى لتدهور متسارع في الكارثة، وبروز مظاهر المجاعة".
وجاء في بيان للمكتب الإعلامي، نشره أمس الخميس، أنّ "استخدام الاحتلال التجويعَ والتعطيش ومنع الرعاية الطبية كسلاح خلال هذا العدوان الهمجي، هو جريمة حرب مؤكدة ومركبة، وتأكيدٌ على استمراره في جريمة الإبادة بقطاع غزة، أمام مرأى ومسمع العالم أجمع".
ودعا المكتب الحكومي "وسائل الإعلام والنشطاء لتسليط الضوء على الكارثة، وإبراز معاناة الشعب الفلسطيني في القطاع"، كما دعا "المنظمات الدولية والإنسانية للتحرك العاجل وتقديم المساعدات الغذائية والإنسانية اللازمة لشعبنا في غزة، وتكثيف جهودها لإجبار الاحتلال على إدخال المساعدات".