أثارت مشاهد الفوضى في مركز مكتظ لاستقبال المهاجرين في جزيرة لامبيدوزا، موجة من العنصرية في إيطاليا، بعد وصول حوالي سبعة آلاف مهاجر غير شرعي في يومٍ واحدٍ للجزيرة الإيطالية الصغيرة.
وخلال زيارتها للجزيرة، رفقة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أمس الأحد، دول الاتحاد الأوروبي، لاستضافة قسم من المهاجرين الذين يصلون إلى إيطاليا.
مع موجة اللجوء الجديدة، تشكلت موجة عنصرية جديدة في الجزيرة الأقرب إلى تونس، مع خطابات عنصرية متزايدة
واعتبرت فون دير لاين، الهجرة هي "تحدٍ أوروبي يحتاج إلى رد أوروبي"، داعيةً "الدول الأعضاء في الاتحاد إلى استقبال قسم من المهاجرين الذين يصلون إلى سواحل لامبيدوزا، وعددهم يفوق القدرات الاستيعابية للجزيرة الإيطالية"، لكنها أردفت : "أننا من سيقرر من سيلتحق بدول الاتحاد الأوروبي، وتحت أي ظرف. وليس المهربون"، وفق تعبيرها.
سبعة آلاف مهاجر في 24 ساعة
ووصل أكثر من 120 قاربًا صغيرًا إلى لامبيدوزا في غضون 24 ساعة، ما رفع عدد الأشخاص في مركز الاستقبال المخصص للاجئين إلى حوالي 7 آلاف شخص. وهذا يعادل 15 مرة ضعف قدرة الجزيرة، وأكثر من عدد سكانها المقيمين بها، بحسب تقرير لوكالة "أسوشيتد برس".
وقال الصليب الأحمر، إنه لا يزال هناك 4200 مهاجرًا في المركز من بين 6800 مهاجرًا وصلوا إلى الجزيرة انطلاقًا من تونس. وكانت العبارات التجارية والسفن العسكرية الإيطالية تنقل الوافدين الجدد من لامبيدوزا إلى البر الرئيسي لإيطاليا.
وقالت فرانشيسكا باسيلي من الصليب الأحمر الإيطالي: "بعد يوم مليء بالتحديات مثل يوم أمس، يتم اليوم نقل الأشخاص بشكل مستمر"، وأضافت "الوضع معقد بالتأكيد ونحاول العودة إلى الوضع الطبيعي تدريجيًا".
بدوره، قال المتحدث باسم مكتب المنظمة الدولية للهجرة في البحر الأبيض المتوسط، فلافيو دي جياكومو، إن تونس أصبحت الآن نقطة الانطلاق الرئيسية نحو أوروبا، حيث تستقبل الجزيرة اليوم حوالي 70% من جميع المهاجرين الذين يصلون إلى إيطاليا.
حملة عنصرية جديدة
ومع موجة اللجوء الجديدة، تشكلت موجة عنصرية جديدة في الجزيرة الأقرب إلى تونس، مع خطابات عنصرية متزايدة.
وقال النائب أندريا كريبا عن حزب "إخوة إيطاليا" التي تقوده رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، إن "الطريق الدبلوماسي لم يؤد إلى أي شيء. ومن الواضح أن الحكومة التونسية أعلنت الحرب على إيطاليا".
تحالف لليمين المتطرف
وفي سياق متصل، وتحضيرًا للانتخابات الأوروبية لعام 2024، شكّل نائب رئيسة الوزراء الإيطالية، ماتيو سالفيني، وزعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبان، جبهة موحدة ضد ما أسمياه "طوفان الهجرة، دعمًا للشعوب والهوية"، وذلك خلال لقاء عقد، أمس الأحد، في بونتيدا بشمال إيطاليا، حيث المعقل التقليدي لحزب "الرابطة" المعادي للمهاجرين.
وقالت لوبان خلال تجمع جري على هامش اللقاء: "هذا العام يلزمنا خوض نضال مشترك، حرياتنا، شعوبنا، أوطاننا"، وأضافت "نحن ندافع عن تقاليدنا وطهونا وهوياتنا ومناظرنا الطبيعية، نحن ندافع عن شعوبنا ضد طوفان الهجرة"، في إشارة إلى آلاف المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية.
من جهته، وجه سالفيني انتقادات عديدة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وقال إنه "إذا تعين علينا أن نختار في أوروبا بين ماكرون ومارين لوبان، لا شك لدي، مارين لوبان إلى الأبد".
وعرض الزعيم الإيطالي اليميني المتطرف، سجله المناهض للهجرة، مؤكدًا أن "إيطاليا ستفعل كل ما هو متاح ديمقراطيًا، وستستخدم كل الوسائل اللازمة من أجل منع غزو المهاجرين"، مشددًا على أن الرابطة لا تخطط لأن تحكم لمدة 5 سنوات، بل 10 سنوات القادمة.
تحضيرًا للانتخابات الأوروبية لعام 2024، شكّل نائب رئيسة الوزراء الإيطالية، ماتيو سالفيني، وزعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبان، جبهة موحدة ضد ما أسمياه "طوفان الهجرة، دعمًا للشعوب والهوية"
هذا، واعتبرت الصحفية المتخصصة في شؤون اليمين الإيطالي المتطرف، آنا بونالوم، أن التحالف بين حزبي سالفيني، ولوبان، هو "من بين الأكثر استدامة".
ويكمن هدف سالفيني ولوبان، هو تحقيق النجاح في الانتخابات الأوروبية المقررة في حزيران/يونيو من العام المقبل، والتي حاول سالفيني استنساخ تحالف اليمين المتطرف في إيطاليا الوطني لخوض الاستحقاق الانتخابي على المستوى الأوروبي.
وتعطي استطلاعات الرأي تقدمًا كبيرًا لمارين لوبان، تنحصر أرقام ماتيو سالفيني ما بين 7 و8%. وتعليقًا، على هذا اللقاء، قال وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو المقرب من ميلوني، ساخرًا: "لوبان حرة بالذهاب أينما تريد، وماتيو سالفيني حر بدعوة من يشاء إلى بونتيدا".