26-أكتوبر-2024
أزمة إنسانية في السودان

مخيم للنازحين في جنوب كردفان وسط السودان (رويترز)

حذرت الأمم المتحدة، أمس الجمعة، من تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان جراء الحرب المستمرة للعام الثاني على التوالي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مشددةً على أن نحو 3.7 مليون طفل تحت سن الخامسة معرضون للإصابة بسوء التغذية الحاد هذا العام.

التحذيرات الأممية جاءت في بيان مشترك صادر عن مساعد المفوض السامي لعمليات اللاجئين في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، رؤوف مازو، ونائب المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، تيد شيبان.

الأزمة الإنسانية تهدد حياة ملايين الأطفال

وقال مازو وشيبان في بيانهما: "نحذر من التفاقم المستمر للأزمة الإنسانية في السودان حيث يحتاج ملايين الأشخاص بشدة إلى المساعدة"، وطالبًا بـ"تكثيف الاستجابة الدولية بشكل عاجل لتلبية الاحتياجات الهائلة" للمتضررين من الصراع بالسودان.

الأزمة الإنسانية المتفاقمة في السودان تعرض ملايين الأطفال تحت سن الخامسة للإصابة بسوء التغذية الحاد هذا العام

ولفت المسؤولان الأمميان إلى أن "الوصول للخدمات الأساسية هناك مثل المياه والرعاية الصحية والمأوى بات محدودًا للغاية، فيما تنهار البنية التحتية الحيوية"، وحذرا في البيان من أن "3.7 مليون طفل سوداني دون سن الخامسة مهددون بسوء التغذية الحاد هذا العام وحده، وهم بحاجة ماسة إلى علاج ينقذ حياتهم".

وأردف المسؤولان الأمميان: "هؤلاء الأطفال ضعفاء بالفعل بسبب الجوع، وإذا لم يتم الوصول إليهم قريبًا، فسيكون خطر وفاتهم بسبب أمراض قابلة للوقاية أعلى بمقدار 11 مرة مقارنة بأقرانهم الأصحاء".

وأشارا في البيان إلى نزوح أكثر من 11 مليون شخص داخل السودان وخارجه جراء الصراع في البلاد، وشددا على أهمية حصول وكالات الأمم المتحدة المسؤولة عن تقديم المساعدات والدعم التقني في السودان "على إذن من السلطات الحكومية ليكون لها وجود مستدام بجميع المجتمعات المتضررة".

وأعرب مازو وشيبان في نهاية البيان المشترك عن قلقهما بشأن "التحديات اللوجستية والإدارية التي تواجه عمل الأمم المتحدة"، ولفتا إلى أن "القيود تعرقل قدرة الأمم المتحدة على إيصال الإمدادات المنقذة للحياة والحماية للفئات الأكثر ضعفًا".

اتهامات للدعم السريع بشن "هجمات انتقامية"

وفي السياق، قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان، في تدوينة نُشرت على منصة "إكس"، أمس الجمعة، إنه "كلما تمادت مليشيا آل دقلو (قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو) الإرهابية في سفك دماء المواطنين الأبرياء، ازدادت عزيمة الشعب السوداني على مقاومتهم".

وشدد البرهان في التدوينة على أن "انتهاك القانون الدولي الإنساني والجرائم ضد الإنسانية لن تمر دون عقاب، وتجعل من غير الممكن التسامح مع هذه المليشيا الإرهابية (الدعم السريع)".

وكانت "لجان مقاومة مدينة الحصاحيصا" في ولاية الجزيرة، وهي هيئة تضم نشطاء متطوعين بجهود إغاثة ضحايا الحرب، قد اتهمت قوات الدعم السريع بقتل 50 مدنيًا، فضلًا عن إصابة أكثر من 200 آخرين، جراء هجمات شنتها على قريتي السريح وأزرق في الولاية.

كما اتهمت وزارة الخارجية السودانية، أمس الجمعة، الدعم السريع بشن "هجمات انتقامية" على قرى وبلدات شرقي ولاية الجزيرة المتاخمة للخرطوم من الناحية الجنوبية، بعد انشقاق قيادات منها منتمية لتلك الولاية وانضمامها إلى الجيش، واصفة الهجمات بأنها ترقى إلى "مستوى الإبادة الجماعية والتطهير العرقي".

من جانبها، قالت نقابة أطباء السودان: "ندين استمرار العنف والانتهاكات الممنهجة ضد المدنيين في السودان، وتصاعد الحملات الانتقامية التي تنفذها الدعم السريع في شرق الجزيرة خلال الأيام الماضية، والتي طالت أكثر من 30 قرية، وشملت الانتهاكات الوحشية القتل العشوائي والتعذيب والاغتصاب والتهجير القسري ونهب ممتلكات".

ويشهد السودان اشتباكات مسلحة منذ نيسان/أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما أسفر عن سقوط أكثر من 20 ألف قتيل، وما يزيد على 11 مليون نازح ولاجئ، وفق بيانات الأمم المتحدة.