قالت شركة آبل مؤخرًا إنها ستطلق ميزة جديدة هذا لبرامج تشغيل أجهزة الآيفون والإلكترونيات الأخرى التي تصنعها الشركة، من اللابتوبات والأجهزة اللوحية، بحيث تكون جميعها محميّة بشكل أكبر في حال استخدامها من قبل أشخاص قد يتعرضون لمخاطر عالية بسبب الاختراق، مثل الصحفيين والعاملين في مجال حقوق الإنسان، والناشطين الحقوقيين، حمايةً لهم من برامج التجسس المتطورة والمرتزقة الرقميين (Spyware mercenaries)
يتزايد خطر هجمات الاختراق الإلكتروني ضد الناشطين والصحفيين في مختلف دول العالم
وتعد هذه الخطوة من آبل إحدى أكبر وأهم الخطوات على الإطلاق في عالم التقنية من قبل شركة تقنية عالمية، في سبيل مكافحة برامج التجسس المربحة، خاصة تلك التي يمكن لأدواتها اختراق الأجهزة دون أن ينقر الضحية على أي شيء. كما تأتي هذه الخطوة في ظل ضغط متزايد من قبل المشرعين في الولايات المتحدة للتصدي لبرامج التجسس، في سياق تزايد التحذيرات من حملات تجسس عالية المستوى من جهات مرتبطة بالحكومة الصينية أو بالكرملين.
ستسمح الميزة الجديدة ، التي أطلق عليها اسم "لوكداون مود"، أو وضعية الإغلاق (Lockdown Mode)، لمستخدم أحد أجهزة شركة آبل الحديثة، أن يحمي جهازه أو أجزاء منه من الاختراق بشكل كامل، بنقرة زر واحدة، حيث يمكنه فرق طوق أمني رقمي على مرفقات بالبريد الإلكتروني أو مكالمة عبر تطبيق "فيس تايم" للتأكد من عدم حدوث اختراق لجهازه في حال الشكّ بالمصدر.
ومن المعلوم أن عدد أجهزة هواتف الآيفون تبلغ أكثر من مليار جهاز حول العالم، وهذه الخاصية الجديد ليست متاحة إلا لشريحة محدودة جدًا من مجموع مستخدمي أجهزة آبل، وهم الذين يكونون عرضة للاستهداف من قبل برامج التجسس. هذا ولم تفصح الشركة عن عدد الأجهزة التي تعرضت للاختراق من قبل برامج تجسس، في الولايات المتحدة أو خارجها، إلا أنها أشارت في وقت سابق إلى عملاء لها في أكثر من 150 دولة يحتمل أنهم قد تعرضوا لهجمات من برمجيات تجسس مختلفة.
ويعد هذا الإعلان من قبل شركة آبل بمثابة اعتراف بأن برامج التجسس قد باتت مشكلة عالمية مؤرقة، ولاسيما بعد سلسلة الفضائح التي تورطت بها عدة حكومات عربية وأجنبية باستخدام برمجيات شركة "أن أس أو" الإسرائيلية للتجسس على صحفيين وناشطين. وبالنظر إلى حجم التحدي الذي تمثله هذه الشركات للأمن الرقمي للمستخدمين، فإن شركة آبل قد أعلنت إلى أنّها قد خصصت مكافآت بقيمة مليوني دولار أمريكي للباحثين الذين يتمكنون من تحديد مواطن الضعف في الخاصية الحمائية الجديدة التي ستطرحها قريبًا.
فمن المغرب إلى الأردن والسعودية في العالم العربي ومن المكسيك إلى سنغافورة عالميًا، حدد خبراء الأمن الرقمي حدوث هجمات اختراق لناشطين وصحفيين عبر برامج تجسس متطورة، اشترتها أطراف ذات ارتباطات حكومية وأخرى مرتبطة بعصابات إجرامية، سعت لتتبع تحركات العاملين في الحقل الصحفي ومجال حقوق الإنسان وغيرهم. وتؤكد مؤسسات ناشطة في هذا المجال، مثل مؤسسة "سيتزن لاب" بأن قطاع "مرتزقة التجسس الرقمي" يشهد نموًا كبيرًا حول العالم، وعلى نحو يزيد من تفشي الممارسات السلطوية الحديثة ويعمق من الانتهاكات ضد حقوق الإنسان.
